معمار البيئة مهندس مختص بتوزيع المباني والفراغات المفتوحة بأنواعها المختلفة بحيث يحقق هذا التوزيع افضل خدمة مع اقل ضرر للبيئة الطبيعية. وهو كذلك مختص بتقديم التصاميم المعمارية للفراغات المفتوحة بحيث تحقق الوظيفة المرجوة منها ضمن اطار جمالي متميز ووفقا للامكانيات المتاحة. ومن اعماله ايضا تقديم دراسات تنفيذية وتفصيلية بحيث يتم بناء المشروع بالشكل المرغوب تماما. من هنا تظهر اهمية الاستعانة بمعمار البيئة عند القيام بأية عملية بناء بما في ذلك البيوت السكنية. وذلك لان معمار البيئة سيساهم بشكل فاعل ومفيد في اتخاذ قرارات مهمة للوصول للتصميم الانجع والاجمل. اول هذه القرارات يتعلق باختيار قطعة الارض الفضلى بحيث تكون ذات مواصفات متميزة بمساحتها وتوجيهها وعلاقتها بالجوار. وثاني هذه القرارات مربوط باختيار الموقع الانسب للمنزل بالنسبة للارض. اذ يساعد الاختيار الصحيح على تقديم حركة مناسبة للسيارة والمشاة بين المداخل والبيت والمواقف والخدمات. وكذلك يمكن تقديم افضل توزيع للفراغات الخارجية بحيث يمكن استخدامها للجلوس واللعب او لخدمات اخرى عوضا عن هدر المساحات من غير فائدة. ويستطيع معمار البيئة ايضا ان يحقق الخصوصية في الفراغات الخارجية من خلال اختيار الموقع المناسب للمنزل مما يسمح بالاستخدام الافضل لفراغات المنزل الخارجية. وعلى صعيد آخر, يقوم معمار البيئة بتوجيه البيت بشكل يضمن الاستفادة القصوى من العوامل المناخية وذلك من خلال تخفيف الانفتاح نحو الجهات المشمسة والتوجيه نحو الرياح المحببة واغلاق الجهات المعرضة للرياح الحارة والرملية. ويعني التوجيه الصحيح للبيت ايضا الاستفادة من المناظر المتميزة والابتعاد عن المناظر الاقل جاذبية. يهتم معمار البيئة بعد ذلك بتصميم الفراغات الخارجية للبيت بحيث تفي بالاغراض المتوقعة منها على احسن وجه. فمن ذلك تقسيم محيط البيت المفتوح الى مجموعة من الفراغات ذات الشخصية المتميزة والمتكاملة والمتتابعة حركيا وبصريا. فهناك الفراغ الخاص بالجلسة الصباحية وآخر للجلسات العائلية المسائية, ثم يوجد الفراغ الخاص بلعب الاطفال والمسبح بالاضافة للمساحات التي يجب ان تخصص لجلسة الضيوف والسيارة والخدمات. يقوم معمار البيئة بتصميم هذه الفراغات بحيث تفي بالغرض المتوقع منها من حيث المساحة والشكل والمفروشات. ويسعى لان يربطها مع بعضها البعض لتحقق الخصوصية والراحة والاستمرارية البصرية الممتعة. وضمن هذا الاطار يقوم بربط هذه الفراغات بما يناسبها من الفراغات الداخلية للمنزل بحيث تزيد متعة وسهولة الاستخدام وكذلك تتحقق علاقات بصرية جميلة بين داخل البيت وخارجه. فمثلا يقوم معمار البيئة بدراسة جلسة الرجال الخارجية بحيث تصبح استمرارا للمجلس الداخلي. ففي الايام او الامسيات اللطيفة الطقس يمكن فتح الفراغ الداخلي والخارجي على بعضهما البعض ليصبحا فراغا جديدا يتمتع بصفات خاصة تميزه عن كلا الفراغين الاصليين. واخيرا وليس آخرا يهتم معمار البيئة باختيار النباتات المناسبة للبيت وفراغاته الخارجية بحيث يجعل من هذه الفراغات حديقة جميلة ومتميزة. يبني اختياراته للنباتات وفقا لفهمه للوظيفة المطلوبة منها ان كانت للتظليل او للحجب البصري او لتشكيل الفراغ او للظهور كقطعة نحتية في التكوين العام للحديقة او غير ذلك من وظائف. الدكتور رافع ابراهيم حقي