الضجة الامريكية المفتعلة قبيل نتائج انتخابات مجلسي الكونغرس حول مسلسل (فارس بلا جواد) الذي وصفه البيان الأمريكي بمعاداة السامية غير مستغربة في نظري في سياق المصالح والشراكات المتبادلة بين تل ابيب وواشنطن في مداورة اوضاعهم الداخلية من وقت لاخر.. الغريب في المسألة بطبيعة الحال هو تبريرالامريكيين بان المسلسل يكرس اكاذيب، وعنصري في النظرة لليهود كأمة بالرجوع لما يعرف ببروتوكولات صهيون وايديولوجية صناعة الرضا والطاعة بوساطة الاعلام والمال علما بان د. حسن ظاظا ود. المسيري شككا في مصداقية هذه البروتوكولات حسب ما اعرف وعلى اية حال مايهمني هنا هو الموقف الامريكي الذي عبرت عنه الخارجية وتخوفها ياسبحان الله من تكريس أكوام من الحقد والكراهية لليهود في ادمغة الاجيال العربية في الوقت الذي تبذل فيه القوة العظمى جهودا لا مثيل لها لصناعة السلام في المنطقة!! شيء فعلا مثير للشفقة ان تهتم امريكا بمسائل الكراهية والغضب بين الاجيال من خلال عمل درامي قد لا يقدم ولا يؤخر كثيرا في حركة الجماهير والنخب في الشارع العربي.. اقول فعلا في الوقت الذي تكرس فيه دبلوماسية العم سام منطق القوة والاجحاف بالحق العربي وبالشعب الفلسطيني الذي يذبح بسلاح امريكا ودولارات ناخبيها ليل نهار وتطارد يمينا وشمالا ماتزعم انه ارهاب اسلامي وهي الكفيلة باجتثاثه تبدو ياسبحان الله حريصة على تحرير رؤوس الاجيال الغضة من غسل الادمغة والتعبئة السياسية التي لا تخدم السلام.. فعلا امريكا البلد الحر الذي يؤمن بالتعددية في الرأي ووجهات النظر وحقوق البشر في التعبير تمارس عكس هذا كله في لعبتها السياسية لسيناريوهاتها العسكرية تحت بند الشعار التجاري (الحرب على الارهاب) لا ويزعجها - ياسبحان الله -. دراما تليفزيونية لاتتجاوز فكرتها الفضفضة او التنفيس عن صدور الشعوب العربية لا اقل ولا اكثر.. قد يكون هذا امرا متصورا في مجتمعاتنا العربية ان تنزعج الحكومات من برامج تلفزيونية او مقالات جريئة اما في امريكا فهو شيء مثير للضحك ويدفع الانسان لأبعد تخوم السخرية.. امريكا بحاجة لان تعيد حساباتها مع المنظومة الدولية لحضور فعال من اجل سلام واستقرار المناطق الملتهبة وعندها فقط لن تكون بحاجة لبرامج علاقات عامة وحملات تسويقية لصورتها كدولة متحضرة وجادة للوقوف مع المجتمع الدولي لمحاربة الشرور بدون حسابات مصالحية.. ولله الامر من قبل ومن بعد.