ردود الفعل السريعة تجاه هذه الصفحة (لمسات دافئة) لم تكن غريبة حتى وان كانت قد أتت في وقت قصير لم يتجاوز أسبوعا واحدا ان لم يكن أقل, انما الغريب ألا تكون هناك ردود فعل من شرائح المجتمع المختلفة والسبب ببساطة شديدة جدا هو ان هذه الصفحة بكل ما فيها من موضوعات وما تناقشه من قضايا وما تجيب عنه من تساؤلات, انما هي نابعة من احتياجات المجتمع الفعلية ومن هموم أفراده اليومية التي لا تفتأ تتزايد يوما بعد يوم معلنة عن مطالبتها بمن يتصدى لتلك الهموم التي تؤرق الناس والمشاكل التي تواجههم والعقبات التي تعترض طريق طموحاتهم وآمالهم. واذا اتفقنا جدلا على ان هناك حاجة ماسة لطرح مثل هذه القضايا المجتمعية الهامة والحساسة فلا بد ان نتفق أيضا على ضرورة وجود متخصصين وممارسين في مجال المشكلات الاجتماعية والنفسية التي أصبحت من الكثرة بحيث لا يمكن محاصرتها جميعا او حتى التعامل مع الحد الأدنى منها لأسباب كثيرة ربما نحن أنفسنا غير قادرين على فهمها بشكل صحيح فما بالك في التعامل معها؟ّ واذا كان من الضروري طرح مثل هذه القضايا في وسائل الإعلام المختلفة من قبل متخصصين فان الأهم أيضا ان يكون هناك تفاعل مجتمعي مع مثل تلك القضايا مهما بدت بسيطة او غير مهمة في نظر البعض ممن لا يرونها سوى بمنظورهم الشخصي وليس بمنظور من يعيش المشكلة. ان هذا المنظور يحدده مفهومنا للمشكلة نفسها فالبعض ينظر للخلافات الزوجية او العلاقات الإنسانية على انها مشكلة ولربما اعطاها أكبر من حجمها في حين ان الكثير من الخلافات التي تحدث بيننا هي ظاهرة صحية وكما يقال فان (اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية). وما نحب ان نشير اليه ونؤكد عليه هنا هو ان أي نقاش مهما كان حجمه او تطول مدته فلن يكون مثمرا ولن يصل الى النتيجة المرجوة طالما غاب الحوار. والحوار بالمناسبة لا يعني ان يكون وجها لوجه اذ من الممكن ان يكون بطرق مختلفة لعل منها ردود القراء على الموضوعات المطروحة ورأيهم فيها ومناقشتهم لها. واعتقد اننا من خلال هذه الزاوية نكون قد فتحنا قناة حوار هادفة لا ينقصها سوى دعمكم لها وتفاعلكم معها. وكل عام وأنتم بخير.