يتوجه الناخبون الامريكيون غدا الى صناديق الاقتراع لتجديد مقاعد مجلس النواب ال435 اضافة الى 34 من مقاعد مجلس الشيوخ المائة ويشكل المجلسان البرلمان الامريكي المعروف باسم الكونجرس. وفي هذه الانتخابات سيتم ايضا انتخاب 36 من حكام الولايات لمدة اربع سنوات كما ستجرى انتخابات محلية لاختيار قضاة واعضاء في برلمانات الولايات واعضاء مجالس محلية.وعلى المستوى الوطني سينتخب النواب لسنتين واعضاء مجلس الشيوخ الذي يتم تجديد ثلثه كل سنتين، لست سنوات. وفي مجلس النواب، تشغل كل ولاية عددا من المقاعد مرتبطا بعدد سكانها بينما تشغل كل ولاية مقعدين في مجلس الشيوخ. وكان الديموقراطيون يتمتعون بغالبية صوت واحد في مجلس الشيوخ حتى الاسبوع الماضي حيث توفي السناتور عن مينيسوتا بول ولستون، ليصبح مقعده شاغرا. ويضم مجلس الشيوخ حاليا 49 ديموقراطيا و49 جمهوريا ومستقلا واحدا يصوت عادة الى جانب الديموقراطيين. ويتزعم الاغلبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ توم داشل (داكوتا الجنوبية) والاقلية الجمهورية ترينت لوت (ميسيسيبي). وفي مجلس النواب المنتهية ولايته، يشكل الجمهوريون اغلبية ب223 مقعدا مقابل 208 مقاعد للديموقراطيين. وهناك نائب واحد مستقل وثلاثة مقاعد شاغرة اثنان منها بسبب وفاة شاغليها والثالث لطرده لاسباب قضائية.وسيكون على الديموقراطيين الحصول على عشرة مقاعد ليشكلوا اغلبية في مجلس النواب. ويرأس هذا المجلس دينيس هاستر (ايلينوي) بينما يتزعم الاغلبية الجمهورية ديك ارمي (تكساس). اما زعيم الاقلية الديموقراطية فهو ديك غيبهارت (ميسوري). ولن يعيد اربعون نائبا نصفهم من الجمهوريين ونصفهم من الديموقراطيين، ترشيح انفسهم هذا العام بينما لن يعيد سبعة من اعضاء مجلس الشيوخ ترشيح انفسهم، وهم ستة جمهوريين وديموقراطي واحد. ويفترض ان يبدأ الكونغرس المنبثق عن هذه الانتخابات وسيكون الثامن بعد المئة في تاريخ الولاياتالمتحدة، مهامه في يناير المقبل. الحزب الجمهوري الحزب الجمهوري الذي اسسته في بداية الخمسينات من القرن التاسع عشر مجموعة من المعادين للعبودية وانصار التزام الدولة تطوير غرب الولاياتالمتحدة، يشكل اليوم رمز التيار المحافظ اخلاقيا والليبرالي اقتصاديا. ففي الخمسينات والستينات من القرن الماضي عارض الحركة التي كانت تدافع عن الحقوق المدنية وتناضل ضد التمييز العنصري في الجنوب، بعد ان كان في العقدين السابقين لذلك حزب معارضة استقبال المهاجرين وفرض القيود على الهجرة. ومع السناتور جوزف مكارثي وحملاته الشرسة على الحمر في الخمسينات، بدا الجمهوريون في التاريخ الاميركي الد اعداء الشيوعية والسلطات الفدرالية لكنهم كانوا مع ريتشارد نيكسون الحزب الذي سمح بالانفتاح على الصين بزعامة ماو وانهى الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي. ومن عهد رونالد ريغن الى جورج بوش الابن، دافع الجمهوريون باستمرار عن القيم الاخلاقية التقليدية التي ترتكز على الدين وعارضوا بشدة الاجهاض واستخدام انسجة الاجنة البشرية في ابحاث في علم الوراثة. وعلى الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، يدافع الجمهوريون باسم الحرية الفردية عن المبادئ الليبرالية الخالصة. فهم يدعون الى الحد من التزام السلطات الفدرالية وخفض دائم في الضرائب والنفقات الاجتماعية، حتى انهم اقترحوا خصخصة جزء من النظام العام للتقاعد. وللتأكد من وصولهم الى الاسواق الخارجية، يؤكد الجمهوريون انهم ابطال التبادل الحر الذي يعتبر محرك العولمة. وفي المقابل، لا يساوم الجمهوريون على النفقات العامة للدفاع. واصبح الامن القومي في الداخل والخارج على حد سواء الاولوية اكثر من اي وقت مضى منذ الاعتداءات الارهابية التي وقعت في 11 من /سبتمبر 2001. ويشغل الجمهوريون البيت الابيض لاربع سنوات منذ انتخاب جورج ووكر بوش في /نوفمبر 2000 رئيسا. ومنذ 1945، كان ستة من الرؤساء الاميركيين ال11 الذين انتخبوا جمهوريين. وفي الكونغرس، يشكل الجمهوريون اغلبية في مجلس النواب ب223 من اصل 435 مقعدا واقلية في مجلس الشيوخ ب49 من اصل مئة مقعد. ومن حكام الولايات الخمسين، هناك 27 جمهوريا. ويطلق على الحزب الجمهوري الذي كان ابراهام لنكولن اول رئيس يمثله في البيت الابيض في 1861، اسم الحزب القديم العظيم منذ نهاية القرن التاسع عشر. وقد ولد الفيل، رمز الحزب من مخيلة رسام كاريكاتور في مجلة هاربرز الاسبوعية في 1874 رسم الجمهوريين بشكل فيل يخيفه حمار متنكر بجلد نمر في اشارة الى الديموقراطيين. وما زال الحمار يرمز الى الحزب الديموقراطي. الحزب الديمقراطي الحزب الديموقراطي الذي اسسه في 1798 توماس جيفرسون ثالث رؤساء الولاياتالمتحدة، ليمثل المواطنين العاديين كان دائما بطل التقدم الاجتماعي والدعوة الى تدخل الدولة في الاقتصاد والذي يشكل العقد الجديد (نيو ديل) لروزفلت في الثلاثينات رمزا له. وقد شهد تاريخ الحزب فترة صعبة عند تحرير العبيد السود في القرن التاسع عشر بينما كان يدافع عن النظام الاقتصادي الزراعي في الجنوب المهدد بتطور التصنيع في الشمال. ومنذ نهاية القرن التاسع عشر، عزز الحزب قاعدته الشعبية الى حد كبير بتبنيه قضية المهاجرين الاوروبيين الذين كانوا يتدفقون الى المدن الكبرى والمراكز الصناعية في البلاد خصوصا في الشمال والشمال الشرقي. ودافع الديموقراطيون بقيادة الاصلاحي وليام جينينغز برايان بشدة عن حق المرأة في الانتخاب ومبدأ فرض الضرائب تدريجيا على الدخل وانتخاب اعضاء مجلس الشيوخ بالاقتراع المباشر. وفي بداية القرن العشرين، اصبح الحزب الديموقراطي قوة مهيمنة في الحياة السياسية الاميركية وحتى السبعينات قبل ان يشهد تراجعا تلته نهضة جديدة مع بيل كلينتون والديموقراطيين الجدد. وقد اقام الرئيس وودرو ولسون في العشرينات نظام الاحتياطي الفدرالي الذي يمثل البنك المركزي ودفع الكونغرس الى اعتماد اول القوانين حول العمل وحقوق الاطفال. وبعد جيل كامل، نجح فرانكلين روزفلت الذي انتخب في 1933 وسط الجمود الاقتصادي على اساس برنامجه العقد الجديد (نيو ديل) في تحريك الاقتصاد بسياسة ركزت على الاعمال الكبرى ومنحت الدولة دورا اقتصاديا واجتماعيا مهما اساسيا خصوصا باقامة النظام العام للتقاعد. وفي عهد هاري ترومان ثم جون كينيدي وليندون جونسون، تبنى الديموقراطيون قضية ازالة الفصل العنصري في الجنوب التي ادت الى تبني القوانين الكبرى حول المساواة في الحقوق المدنية في الخمسينات والستينات. وبعد اغتيال كينيدي، اعلن جونسون الحرب على الفقر واطلق سلسلة من البرامج الاجتماعية الكبرى من بينها التأمين الصحي للمسنين (ميديكير). وتراجع الحزب بسرعة كبيرة في السبعينات والثمانينات ثم استعاد مكانته مع انتخاب بيل كلينتون في 1992 ثم اعادة انتخابه في 1996. وقد شهدت الولاياتالمتحدة في عهد ادارة كلينتون التي كانت عملية وتؤمن بالمركزية، عشر سنوات من النمو الاقتصادي. وبقي الديموقراطيون اغلبية في مجلس الشيوخ بخمسين مقعدا حتى مقتل السناتور عن مينيسوتا بول ولستون الاسبوع الماضي لصيبح عددهم 49، متساويا مع عدد المقاعد التي يشغلها الجمهوريون في المجلس الذي يضم مستقلا واحدا. والديموقراطيون اقلية في مجلس النواب ب208 من اصل 435 مقعدا. ومن اصل حاكم الولايات الخمسين، ينتمي 21 الى الحزب الديموقراطي وكذلك رؤساء بلديات معظم المدن الكبرى.ومنذ 1945، كان خمسة من الرؤساء الاميركيين ال11 من الحزب الديموقراطي. ويشكل الحمار رمز الحزب الديموقراطي بعد ان وضع رسام كاريكاتور في مجلة هاربرز الاسبوعية في 1874 رسما مثل فيه الجمهوريين بفيل يخيفه حمار متنكر بجلد نمر في اشارة الى الديموقراطيين.