الترجمة غير الحرفية ل «Youtube» بدت في غاية الصعوبة أما عدم نفع الترجمة الحرفية ( أنت شاشة أو أنت اسطوانة ... إلخ)، فهي في حال ترجمتها غير الحرفية تعني اسطوانتك وهي أيضاً تعني نظرة تلسكوبية أو تلسكوبك. هذا «العياط» لمحاولة الوصول إلى معنى هذه الكلمة ليس لأجلها ذاتها، إنما كشاهد على نمط إعلامي جديد أصبح مظهراً من مظاهر الإعلام الشعبي الذي استفاد من توفير تقنيات تضمن كل عناصر السرعة والوصول والمتابعة والفهم والتعامل. هذا النمط من الإعلام الجديد بوسائله الجديدة ومبتكراته أصبح علامة تجارية في الدول الصانعة مثلما أصبح منفذاً وصوتاً جديداً للمستهلكين، لما يوفره من سهولة في الوصول إلى المعلومة ونفاذها وفاعليتها. كل العناصر التي غابت عن الإعلام التقليدي مضافاً إليها أن المحرر أصبح حراً فعلاً فيما يريد وجرّ معه القارئ والمشاهد ليكون فاعلاً ومشاركاً تحديداً فيما يتعلّق بالثقافة البصرية. هذا النمط من الإعلام الجديد بوسائله الجديدة ومبتكراته أصبح علامة تجارية في الدول الصانعة مثلما أصبح منفذاً وصوتاً جديداً للمستهلكين، لما يوفره من سهولة في الوصول إلى المعلومة ونفاذها وفاعليتها. بمعنى أنك الآن في أي مكان في العالم تستطيع - حسب الثقافة التي تعزز نمطا ما من الأصوات ( مرئية أو مسموعة) ووفق المزاج العام - تستطيع أن توصل صوتك بأدق أدق التفاصيل. امرأة في هجرة نائية مثلاً غير متعلمة يمكن أن تقف لترسل رسالة إلى المسؤول، وحادثة ما يمكن توثيقها ليس بالصدفة، بل بالعمل على التفكير ببث رسالتها إلى جمهور يتناقلها قبل الصحف الرسمية، الدرجة التي جعلت هذه الوسائل مصدراً للإعلام التقليدي، وعليه يمكن بناء رأي مع أو ضد موقف ما أو مشهد ما. مسألة المنع ستبقى حتى تأكل نفسها بنفسها دون أي تأثير على واقع النشر الإلكتروني، وما يجب ان يحدث هو تنظيم يراعي ظروف وملابسات وأخلاقيات العصر الجديد، وهنا تصبح الخصوصية التي تفرض واجبات لا قيمة لها أمام شعبية هذا النوع من النشر وقدراته ومواصفاته وشروطه ومستقبله. كيف يمكن الاستفادة منه؟ هذا ما يمكن للجهات المعنية في العالم العربي الإجابة عنه وإزاحة حواجزها الأبوية على الثقافة وسيطرتها على منافذها وتحديد هويتها. فالتقنيات والمواصفات التي ينتجها العالم لن تعترف بتحديات الرقيب، ولن تضع أيديها على قلبها لكي تراعي رغباته، وربما هي في الأصل لا تفكر فيه وفق النمط العربي، بل ربما لا معنى له أصلاً، ويصبح مثله مثل مصطلح جديد غير قابل للترجمة والفهم أيضاً. Twitter:@adel_hoshan