وضع فريق من العلماء الفرنسيين حدا لجدل يعود الى اكثر من 40 عاما، مؤكدا ان نابليون توفي نتيجة اصابته بسرطان في المعدة في منفاه في جزيرة سانت هيلانة، ولم يمت مسموما بالزرنيخ كما كان يقول بعض العلماء. وخصصت مجلة "سيانس اي في" الشهرية العلمية في عدد نوفمبر ملفا كاملا لهذه الرواية التاريخية الطبية. وكانت المجلة سلمت ثلاثة علماء خصلات من شعر الامبراطور اخذت منه بعد موته وايضا في حياته في 1805 و1814 قبل وصوله الى منفاه في جنوب الاطلسي. وكانت كل التحاليل السابقة تدل على وجود نسبة غير طبيعية من الزرنيخ في خصل شعر الامبراطور. كما ان التحقيق الذي اجرته "سيانس اي في" يدل على ان كل خصل الشعر التي تم تحليلها، سواء تلك التي تم قصها في 1805 او 1814 او 1821، تحتوي على كميات كبيرة من الزرنيخ، الا ان الكثير من الامور تدل على ان الامبراطور لم يبتلع الزرنيخ. اما بالنسبة الى مصدر الزرنيخ، فيقدم العلماء احتمالات عدة منها: الخشب الذي كان يتم اشعاله للتدفئة، المادة اللاصقة لورق الجدران، استعمال الافخاخ المخصصة لصيد الفئران التي كانت تعج بها الجزيرة، استخدام الاسلحة النارية التي كانت رصاصاتها تحتوي آنذاك على الزرنيخ. الا ان "الاحتمال الاكثر ترجيحا"، بحسب التحقيق، هو "استعمال مواد حافظة"، مشيرا الى ان استعمال الزرنيخ لمنع تساقط الشعر كان شائعا في القرن التاسع عشر. وقد توفي نابوليون في 5 مايو 1821 في سن 51 سنة بعد ان خف وزنه كثيرا مما يؤكد انه مات بمرض عضال. وتشير تقارير التشريح والملاحظات اليومية لوضعه الطبي الى ان سبب الوفاة هو تعقيدات ناتجة عن سرطان في المعدة.