حث الدين الاسلامي الحنيف على العلم والسعي في طلبه وانزل الله سبحانه وتعالى العديد من الآيات القرآنية الحاثة على العلم والتعلم ومن اول تلك الآيات اول آية انزلت في القرآن الكريم حيث امر الله سبحانه وتعالى نبيه ورسوله بالقراءة وكذلك حث النبي عليه الصلاة والسلام على طلب العلم وفضل المسلم على المسلم غير المتعلم. والعلم الذي امر به الله عز وجل والذي حث عليه نبيه صلى الله عليه وسلم لا يقتصر على العلم الشرعي ولكن يشمل علوم الدنيا وفي عصور الاسلام الاولى كانت للمسلمين كلمتهم في علوم الدنيا فهم اول من نشر العلوم الطبيعية وتمعن في دراستها واوجدوا النظريات والفرضيات ولكن مع تقصير المسلمين في امور دينهم جعل الغرب يستفيد مما توصل اليه علماء المسلمين والانطلاق من حيث انتهى علماء المسلمين الاوائل واصبحنا مع الاسف منبهرين بتطورهم العلمي وتقدمهم التكنولوجي واصبحنا نسير خلف الغرب مطأطئين رؤوسنا ولا نستطيع الاعتماد على انفسنا في تقديم العلم والتطور ومع هذا نجد من المسلمين من يقومون بعد اي اكتشاف علمي بتهميش ذلك الاكتشاف وتعليلهم لذلك بوجود ذلك الاكتشاف في القرآن الكريم او في السنة النبوية. وهنا نطرح هذا التساؤل: لماذا لم يقم هؤلاء المسلمون باثبات ذلك قبل ان يتوصل اليه الغرب؟ والاجابة هنا واضحة وهي انهم لا يستطيعون فهم المغزى الرئيسي والواضح من الآية الا بعد ان يتضح التفسير العلمي او الاكتشاف العلمي ومن اكبر تلك الاكتشافات التي لا تحصى خلق الانسان ففي نهاية القرن السابع عشر عندما اكتشف الميكروسكوب تصوروا بعد ان شاهدوا الحيوانات المنوية.. مع ان المجهر كان صغيرا في ذلك الوقت.. تصوروا ان الانسان بذرة مثل الشجرة الصغيرة فتصوروا ان الانسان مختزل في الحبة المنوية فرسم له العلماء صورة وتخيلوا الانسان يوجد كاملا في النطفة المنوية غير انه ينمو ومنذ 60 عاما تأكدوا من ان الانسان لا يكون انسانا دفعة واحدة انما يمر بأطوار ومراحل طور بعد طور ومرحلة بعد مرحلة وشكل بعد شكل منذ 60 عاما وصل العلم الى احدى الحقائق القرآنية قال تعالى: (ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم انشأناه خلقا آخر فتبارك الله احسن الخالقين) المؤمنون (14) المصدر (العلم طريق الايمان) للشيخ عبدالمجيد الزنداني. ومن تلك الاكتشافات اثبات كروية الارض.. الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز (والأرض مددناها) سورة الحجر (19) المد معناه البسط ومعنى ذلك ان الارض مبسوطة ولو فهمنا الآية على هذا المعنى لا يهمنا كل من تحدث عن كروية الارض بالكفر خصوصا اننا الان بواسطة سفن الفضاء والاقمار الصناعية قد استطعنا ان نرى الارض على هيئة كرة تدور حول نفسها نقول ان كل من فهم الاية الكريمة (والأرض مددناها) بمعنى ان الارض مبسوطة لم يفهم الحقيقة القرآنية التي ذكرتها هذه الاية الكريمة ولكن المعنى يجمع الاعجاز اللغوي والاعجاز العلمي معا ويعطي الحقيقة الظاهرة للعين والحقيقة العلمية المختفية عن العقول في وقت نزول القرآن عندما قال الحق سبحانه وتعالى: (والأرض مددناها) اي بسطناها اقال اي ارض؟ لا.. لم يحدد ارضا بعينها.. بل قال الارض على اطلاقها.. ومعنى ذلك انك اذا وصلت الى اي مكان يسمى ارضا تراها امامك ممدودة اي منبسطة.. فاذا كنت في القطب الجنوبي او في القطب الشمالي او في امريكا او اوروبا او في افريقيا او آسيا او في اي بقعة من الارض فانك تراها امامك منبسطة ولا يمكن ان يحدث ذلك الا اذا كانت الارض كروية فلو كانت الارض مربعة او مثلثة او مسدسة او على اي شكل هندسي آخر فانك تصل فيها الى حافة لا ترى امامك الارض منبسطة ولكنك ترى حافة الارض ثم الفضاء ولكن الشكل الهندسي الوحيد الذي يمكن ان تكون فهي الارض مدودة في كل بقعة تصل اليها هي ان تكون الارض كروية حتى اذا بدأت من اي نقطة محددة على سطح الكرة الارضية ثم ظللت تسير حتى عدت الى نقطة البداية فانك طوال مشوارك حول الارض ستراها امامك دائما منبسطة المصدر (الادلة المادية على وجود الله) لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي.ومن تلك المعجزات القرآنية التي سبقت العلم الحديث هو اختلاف مياه البحار قال تعالى (مرج البحرين يلتقيان- فبأي الآء ربكما تكذبان- يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) المرجان: هذا نوع من الحلي لا يوجد الا في البحار المالحة فقوله تعالى: (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) اي ان البحرين المذكورين مالحان فالاية تتكلم عن بحر يخرج منه مرجان وبحر آخر يخرج منه مرجان الاول ملح وهذا ملح متى عرف الانسان ان البحار المالحة مختلفة وليست بحرا متجانسا واحدا لم يعرف هذا الا عام 1942 المصدر (العلاج هو الاسلام) للشيخ عبدالمجيد الزنداني.اما ماذكر في السنة النبوية الشريفة من هذه المعجزات هو ماجاء في معرفة نوعية الجنين هل هو ذكر ام انثى ففي الحديث الذي رواه ابن كثير يقول: (اذا علا ماء الرجل ماء المرأة ذكرا باذن الله واذا علا ماء المرأة ماء الرجل انثى باذن الله) المصدر كتاب (انت تسأل والشيخ الزنداني يجيب حول الاعجاز العلمي في القرآن والسنة) للشيخ عبدالمجيد الزنداني. ومما تقدم من الايات والادلة الواضحة وضوح الشمس ان القرآن الكريم والسنة النبوية قد سبقت جميع العلوم الدنيوية لذلك نناشد بتشكيل لجان مكونة من مراكز البحوث في الجامعات والجهات المختصة بتفسير القرآن الكريم وهي وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد ممثلة في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف للبحث في هذه الايات والبراهين الربانية في المزيد من الاكتشافات في مجال العلوم الطبيعية.