1 المفعول به هو الاسم الذي وقع عليه فعل الفاعل: مثل كتب محمد الدرس. والمراد بالوقوع انما هو تعلقه بما لا يعقل إلا به حتى لا يشكل بقوله: ما ضربت زيدا. حيث ان زيدا متعلق بضرب, ضرب يتوقف فهمه عليه او على ما قام مقامه. والمفعول به منصوب دائما. والفعل لا يكون له إلا فاعل واحد فقط ولكنه قد يكون له اكثر من الفعل مثل: ظننت الدرس مفهوما, وأعلمت الطلاب الكتاب موجودا. ولذلك كان الفاعل مرفوعا, وكان المفعول منصوبا, لان الرفع ثقيل, والنصب خفيف فكأن العرب جعلوا الثقيل للقليل والخفيف للكثير قصدا الى التعادل. والمفعول به كما يكون اسما ظاهرا كما مر في الأمثلة السابقة فانه يكون كذلك ضميرا, نحو: المتفوق أكرمته. تقديم بعض المفاعيل على بعض: لبعض المفاعيل الأصالة في التقدم على بعض إما لانه كان مبتدأ في الأصل, نحو: ظننت يوسف فاهما فيوسف كان في الأصل مبتدأ وفاهما خبرا, ولذا فحق يوسف ان يقدم على فاهم, لان حقا لمبتدأ التقدم على الخبر. واما لانه فاعل في المعنى: مثل أعطيت فاطمة كتابا. ففاطمة مفعول أول وكتاب مفعول ثان, وحق فاطمة التقدم,. لانها فاعل في المعنى حيث انها هي الآخدة الكتاب. وقد يجب تقديم المفعول الأول على الثاني اذا خيف التباس احدهما بالآخر مثل: اعطيت زيدا عمرا, فلو جاز اعتبار عمرا مفعولا اولا لما عرفنا من منهما الآخذ من المأخوذ كما يجب تقديم المفعول الأول اذا كان ضميرا والمفعول الثاني اسما ظاهرا, نحو: (إنا اعطيناك الكوثر) او كان المفعول الثاني محصورا مثل: ما اعطيت مني الا جنيها. حذف ناصب المفعول به: يجوز حذف المفعول به ان كان مفهوما من الكلام كأن يقع في جواب سؤال مثل: الكتاب, جوابا لمن يسأل قائلا: ماذا اشتريت؟ والتقدير: اشتريت الكتاب. وقد يجب حذف عامله اذا فسره فعل آخر, نحو: عبدالله أكرمته, فعبدالله مفعول به الفعل يفسره الفعل المذكور (أكرم) والتقدير أكرمت عبدالله أكرمته. ولكن لا يجوز الجمع يبن الفعلين حيث انه لا يجمع بين المفسر والمفسر فحذف الفعل الأول واجب كما يجب حذف عامله في باب النداء مثل: ياسعاد الأصل فيها أدعو سعاد فحذف الفعل ادعو وجاءت الياء عوضا عنه, ولا يجتمع بينهما, ولذا كان حذف الفعل هنا واجبا, ويحذف كذلك في بعض صور التحذير والاغراء, نحو: إياك والاهمال, او الاجتهاد الاجتهاد. والمفعول به قد يحذف اذا كان مفهوما من الكلام مثل: (ما ودعك ربك وما قلى).