عمل كوتا وانابي شيئا بدائيا وثوريا في آن واحد: لقد ملأ خزان سيارته الرياضية بالوقود, الشيء غير الاعتيادي الوحيد كان البذلة المقاومة للهب التي يرتديها وانابي, المهندس في شركة تويوتا, كذالك الوقود الذي ضخه في سيارة الهايلاندر: الهيدروجين النقي. زميله المهندس كيو هاتوري قال: الأمر في أساسه أشبه بالتزود بالوقود في أي محطة بنزين عادية) تقريبا ففي حين أن الهيدروجين هو العنصرالاكثر توافرا في الكون فان استعماله كوقود للسيارات نادر مثل ندرة الحلات الة القمر, إذ لا يتجاوز عدد محطات وقود الهيدروجين في كاليفورنيا المحطتين. وسيارة الsuv التي يجري اختبارها في كاليفورنيا هي جزء من مسعى دولي لصنع سيارات وشاحنات تعمل بنظافة وكفاءة اكثر من أي سيارات في التاريخ وخلايا الوقود التي تزود المركبات تجمع الهيدروجين والأكسجين لانتاج الكهرباء وهي لا تنفث سوى بخار الماء والحرارة. غير ان سيارة الهايلاندر التي تدور بالهيدروجين تجسد أيضا مشكلة حيوية تواجه سيارات البديل فهي قد تكون صديقة للبيئة الا انها تشكل لغزا للمستهلكين. وتنشأ هذه العقدة من عدة عوامل منها معرفة المستهلكين كيفية أدائها ومقاومة صانعي السيارات لأي تغيير وهذا هو سبب أن الاقبال على عربات الوقود البديل كان بطيئا حتى الآن. منذ عشرات السنين تتصدر كاليفورنيا طليعة حركة السيارات النظيفة الهادفة الى مكافحة تلوث الأجواء وتسخن الكرة الأرضية مع الحد في نفس الوقت من الاعتماد على النفط, والابتكارات الحديثة على هذا الصعيد يشجعها (مجلس الموادر الهوائية بكاليفورنيا) الذي يضع مقاييس نوعية الهواء بصورة مستقلة عن الحكومة الفدرالية. ويقول المجلس ان أنظمته حفزت الابتكار في مجال الوقود والسيارات المهجنة وكفاءة استهلاك الوقود على نحو لم تكن مصانع السيارات تعتقد أنه ممكن. واليوم تسع مؤسسات مثل (شراكة كاليفورنيا) والذي يفرض زيادة السيارات الجديدة التي لا تنفث الملوثات في الهواء. وكان يفترض أن يسري مفعول هذا المبدأ في السنة المقبلة, ألا ان مصانع السيارات استطاعت أن تستصدر قرارا في شهر حزيران الماضي يرجيء التطبيق لمدة سنتين. وتشكل المركبات التي تسير بالوقود البديل جزءا كبيرا مما يستهدفه التفويض, غير ان الحركة لن تكتسب سرعة كبيرة, فمنذ عام 2001 بلغ عدد سيارات الوقود البديل المرخصة في الولاياتالمتحدة 456,000 سيارة, بما فيها السيارات التي تسير بالبطارية والغاز الطبيعي والايثانول (السبيرتو) حسب أرقام وزارة الطاقة الأمريكية. وهناك 40 الف سيارة أخرى مهجنة, حيث يتربط محرك البنزين مع محرك كهربائي بغية كفاءة الوقود والحد من الملوثات المنفوثة, وهذه أرقام طفيفة إذا ما قورنت بحوالي 210 ملايين سيارة وشاحنة تسير بالبنزين على الطرقات الأمريكية. ويقول صانع السيارات ان المستهلكين لا يشترون سيارات لمجرد أنها صديقة للبيئة. ويقول أنتوني ايغرت المهندس في شركة فورد للتكنولوجيات التي تقوم بتطوير سيارة بخلية وقوة الهيدروجين: (ليس هناك مجال للتضحيات, هذه ينبغي ان تكون سيارة أفضل). كذلك ان احد لن يشتري تكنولوجية جديدة الا إذا كانت جذابة, كما يقول لينارد ستوبار الاستاذ في كلية التصميم لمركزالفنون وهو معهد في باسادينا يخرج حوالي نصف مصصمي السيارات في العالم. ويضيف ستوبار الذي يشارك في تصميم سيارة بثلاث عجلات قادرة على اجتياز الأرض الأمريكية من الشرق الى الغرب بخزان واحد من الوقود. ويقول صانعو السيارات ان المركبات التي تسير بالهيدروحين هي أقرب ما يكون من المطلوب لأن مصادر طاقتها قابلة للتوضيب تسمح بتصميم الهياكل بطريقة مختلفة تماما ما أن تتمتع بقوة فائقة, كما أثبت ايغرت, مؤخرا عندما قاد على سبيل التجربة نموذج اول سيارة من صنع فورد. كما انها الأكثر نظافة من كافة المركبات الأخرى لأنها لا تنفث سوى بخار الماء الساخن النظيف الى درجة انه يمكن تنفسه ويتوقع ان تنزل شركتا هوندا وتويوتا أولى عرباتهما العاملة على الهيدروجين مع حلول نهاية السنة الحالية, الا انهما تشيران الى أنهما تحتاجان الى عشر سنوات اخرى لتحسين السيارات والارتقاء بها الى مستوى الكمال والسمة هو سبب رئيسي بلانظر الى أن الهيدروجين مادة شديدة التقلب وسريعة الاشتعال. وهذا يترك السيارات التي تسير بالبطاريات للوقت الحالي على الأقل الخيار الوحيد لمركبات ال (صفر دخان) إلا ان كلفتها ومداها الذي تحتاج اليه عادة شحن البطارية, أعاقت انتشار استعمالها. وقد جاءت وذهبت موديلات عديدة وآخرها سيارات ( think) لشركة فورد الكهربائية التي تنوي التوقف عن بيعها في الولاياتالمتحدة بسبب عدم وجود طلب عليها. ومن وسائل الحد من الدخان المنفوث تعزيز الاقتصاد بالوقود الا ان ادارة الرئيس بوش تعارض بشدة تعزيز مستلزمات الكفاءة وتدعم أبحاث الهيدروجين. ويشدد صانعو السيارات على أن المستهلكين لا يريدون عربات تستعمل الوقود بكفاءه ويقول تشارلز الناطق باسم تحالف صانعي السيارات, ان عنصر الاقتصاد لسيارات المستهلكين, وهم سيختارون السيارات التي تناسبهم. وتشير دراسات الى ان 60 في المائة من مشتري السيارات والشاحنات يهمهم الاقتصاد بالوقود ولكنهم لن يتنازلوا عن التصميم والأداء ويقول خبير السيارات ثاد ماليس: ما يقوله المستهلك هو أريد سيارتي كما هي, وكل وما أريده أن تستهلك كمية أقل من الوقود.