ترأس صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام مساء امس اجتماع اعلان جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه وذلك بقصر سموه (العزيزية) في الرياض. وأعلن صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية في كلمة خلال الاجتماع عن تبني سمو النائب الثاني جائزة عالمية للمياه لم يقصرها على دولة أومنطقة ولم يحدها بجنسية أوعقيدة دينية بل فتحها على مصراعيها ليستفيد العالم كله من أبحاثها. وقال: ان والدي، ومعلمي وقائدي، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز الذي شرفني برئاسة مجلس جائزة تحمل اسمه الكريم .. تبنى ذلك من منطلق الأخطار التي تهدد مناطق العالم بسبب النزاع على المياه. وأشار سموه الى ضرورة الماء في حياة الانسان والحيوان والنبات وشرح الأخطار المحدقة بندرته قائلا: الندرة .. التلوث .. الصراع .. مصطلحات أربعة تحكم حصارها على كل قطرة ماء.. أما الندرة فتثير العجب من كوكب تغطى المياه 71 بالمائة من سطحه وأقل من 3 بالمائة منها مياه عذبه تشكلها بحيرات وأنهار وثلوج وجبال جليدية ومياه سطحية وجوفية .. وأقل من 1 بالمائة من هذه المياه العذبه هو متاح للاستخدام البشرى .. لذا فشتان مابيننا وبين توافر كمية كافية لكل فرد من المياه النقية والتغذية الصحية والطاقة البشرية. واوضح سمو الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز ان مما يثير العجب من هذه الندرة هو مانقرأه من احصائيات: منذ بداية الالفية الثالثة وأكثر من مليار نسمة يعانون مشكلة الحصول على مياه شرب آمنة. وملياران واربعمائة مليون نسمة يكابدون نقص الصرف الصحي وثلاثة ملايين واربعمائة الف نسمة يموتون سنويا بأمراض متعلقة بالمياه .. إنها ارقام مخيفة توجب على الحكومات والهيئات والافراد والمجتمعات ان تضعها على رأس اولوياتها وتوليها ماتستحقه، اذ المسألة حياة أو موت. وبين سموه ان المرء العربي هو أقل العالمين نصيبا من المياه فبعد ان كان يستهلك عام 1960 / 3300 / متر مكعب سنويا اصبح استهلاكه اليوم لا يتجاوز 1250 مترا مكعبا مقارنة ب 23 الف في امريكا اللاتينية و19 الفا في امريكا الشماليه مبينا سموه انه يتوقع ان تصل حصة المواطن العربى عام 2025 م الى 650 مترا مكعبا. وقال سمو رئيس الجائزة: ان الفجوة تنذر بخطر يتفاقم يوما بعد يوم .. اذ كلما زاد العطش زاد الجوع .. وكلما استفحل الاثنان استشرى الفقر فى ابشع صوره .. وحيثما يحل الفقر تتقلص فرص التنمية والنمو واينما تناقصت هذه الفرص ضاعت حرية الرأى وامتلاك القرار. وتابع سموه يقول: ان تجاوز الفجوة المائية الحالية مابين العرض والطلب في المنطقة العربية لايكون الا بترشيد الاستهلاك وتنمية الموارد المتاحة واضافة موارد مائية جديدة تقليدية وغير تقليدية. وبين سموه ان التلوث يعد واحدا من الانعكاسات السلبية لنقص المياة على الحياة والصحة العامة وقال: هو من اشد الاخطار التى تهدد الثروة المائية العربية السطحية والجوفية على السواء .. والانسان الذي يحارب التلوث بضراوة وهو نفسه المتسبب به احيانا بما يلقيه فى الانهار من فضلات القطاع الصناعى ومخلفات القطاع المدنى فى الانهار .. وبما يدسه من افرازات الصناعة فى التربة مباشرة فيلوث الآبار الجوفية ويفسد مصادره المائية .. ثم يكد في البحث عن مصادر اخرى نظيفة شاكيا نضوب مصادره القديمة. واستطرد سموه قائلا: اذا انتقلنا الى التصحر نتبين ان الازمة المائية ناجمة جزئيا عن الدورات الطبيعية للمناخ القاسى وزيادة مناطق التصحر فضلا عن التوزع غير المتساوى للمياه .. فهناك مناطق تتخذ أكياس الرمل حاجزا لدرء اخطار مياه الفضيانات ومناطق اخرى يموت فيها العباد عطشا بعد نفوق مواشيهم وتصحر اراضيهم .. دعاء بنزول الماء هنا ودعاء بكفه هناك .. ظمأ الى قطرة ماء هنا وتبرم من فيضانها هناك .. كارثة تسببها المشاكل المائية التى تدعو المجتمع الدولى الى مواجهتها بحزم وانسانية. وتساءل سموه: هل ستكون الحرب المقبلة حرب مياه وهل ستزداد السلعة استراتيجية؟. واضاف: لقد أجمع الخبراء على أن منطقة الشرق الاوسط هي أكثر المناطق احتمالا لتفجر الصراع المائي .. اذا مع كل ارتواء يطل الخطر يحذر وينذر يدعو الى اليقظة وعدم التفريط فى النعمة ويحفز الحكومات والهيئات والافراد والمجتمعات الى العمل والبعد عن الجدل يحثهم على البحث والابداع والادارة المائية الصحيحة. وألقى أمين عام الجائزة الدكتور عبدالملك بن عبدالرحمن آل الشيخ كلمة أوضح فيها أن حاجة البشرية للماء في تزايد مستمر يتناسب بشكل مواز للزيادة فى سكان الارض. وأضاف قائلا: من الم الواقع المرير والتيار الهائج الذى يعصف بهذا الكوكب الازرق البديع وبعد أن اصبحنا نعيش على هاجس فقد الماء وندرة الماء وتلوث الماء والصراع على الماء هز فى النفس شعورا غامرا ينفض تراب اليأس ويقرر أن الحل يكمن بعد التوكل على الله جل وعلا فى التصدى للمشكلة وليس بكثرة الحديث عنها يكمن بالتطلع نحو تلك القمم التى لم تهزها ريح عاتية ولم يزلزل أقدامها نائبة ففى ذراها يكمن الحل باذن الله وكان التوجه نحو القمم وعالى الشيم هو الطريق لاستنهاض الهمم وغرس القيم. وتابع يقول: من اليقين بصفاء نبع سلطان الخير الدافق الذى أورقت بعطاء ماءه خضرة الارض وأشرقت فكرة الجائزة وكانت شمائل سلطان الخير الدافع المحرك لمركز الأمير سلطان لابحاث البيئة والمياه والصحراء بجامعة الملك سعود لطرح جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه .. فما أن لامست سمعه الكريم هذه الفكرة حتى بادر - حفظه الله - لتبنيها وتولاها بالتمويل والدعم السخى والرعاية السامية.. ولعل ما يؤكد حرصه على ضمان نجاحها - باذن الله - صدور توجيهاته الكريمة بأن يتولى رئاسة مجلسها موضع ثقته الغالية صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز فاصبحت الفكرة بهمة هؤلاء الرجال حقيقة واقعة يعلن عن انطلاقتها نحو غاياتها النبيلة في هذا اليوم المبارك ليصل ندائها الى أقاصى الارض. واستعرض أمين عام الجائزة فروع الجائزة الخمسة مبينا ان قيمة كل فرع منها خمسمائة الف ريال سعودي وتمول من قبل مؤسسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وتقدم تقديرا لكل نتاج فكري أو مادي سواء لافراد أو مؤسسات يؤدي الى تقدم المعرفة البشرية فضلا عن رفع مستوى الالمام والتحكم البشري في مجالات المياه السطحية والمياه الجوفية والموارد المائية البديلة - غير التقليدية - وادارة الموارد المائية وحماية الموارد المائية. وأبان ان موضوعات الجائزة ستكون لهذه الدورة الاولى 2002 / 2004 على النحو التالي: 1/ فى مجال المياه السطحية سيكون الموضوع حول الطرق الفعالة للتحكم فى الفيضانات. 2/ فى المياه الجوفية سيكون الموضوع عن التغذية الاصطناعية للمياه الجوفية. 3/ فى مجال الموارد المائية البديلة - غير التقليدية -سيكون موضوع هذه الدورة هو التقنيات الاقتصادية لتحلية مياه البحر. 4/ وفى مجال ادارة الموارد المائية فالموضوع حول أساليب حديثة وفعالة لترشيد استهلاك مياه الري. 5/ وأخيرا سيكون موضوع الجائزة فى مجال حماية الموارد المائية حول حماية المياه الجوفية من الملوثات الزراعية. وشرح الدكتور عبدالملك آل الشيخ أن الاعلان عن الدعوة للترشيح للجائزة سيكون في شهر أكتوبر ابتداء من هذا العام وكل عام ميلادي زوجي، وتستلم الترشيحات خلال عام كامل ثم يتولى الخبراء المتخصصون الفحص الاولى للاعمال المرشحة وترسل بعدها للتحكيم للبت فيها ثم تعرض على لجنة الاختيار التى ترفع توصياتها لمجلس الجائزة وذلك لاعتماد تلك التوصيات واعلان نتيجة الترشيحات وموضوع الجائزة للدورة القادمة فيما سيقام حفل منح الجائزة خلال شهر أكتوبر من كل عام ميلادي زوجي. وقد حضر الاجتماع وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سعود بن محمد وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلطان بن عبدالعزيز أمين عام مؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخيرية وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان مساعد وزير الاعلام ومعالي وزير المياه الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي وأعضاء مجلس الجائزة.