بمقر جمعية حماة اللغة العربية القى المهندس الدكتور محمد عبدالشافي محاضرة حول (اللغة العربية والكمبيوتر) ادارها الاذاعي الكبير طاهر ابو زيد، واكد فيها الشامي ان العصر الورقي في تراجع وان العصر القادم هو عصر تسارع المعرفة، وتقترب درجة خزن المعلومات من ان كل ذرة تختزن معلومة، فدائرة المعارف البريطانية لم تستهلك قرصا واحدا، حيث تبلغ حوالي ثلاثة ارباع قرص يحوي 80 مجلدا هي عدد المجلدات الورقية للدائرة. واشار الشامي الى اننا ان سكتنا سنوات فان الخطر سيتهدد اللغة العربية، وستصبح مثل الامازيغية في الجزائر، فعلماء اللغة اكدوا ان اللغات التي ستعيش الى نهاية القرن الواحد والعشرين هي اربع لغات، ولا خلاف على الانجليزية والعربية، فاستبعاد اللغة العربية يعني استبعاد جزء رئيسي من المعرفة الانسانية، فقد حملت هذه اللغة الحضارات السابقة عن طريق الدراسات التي قدمها العلماء المسلمون، وعلماء الرياضيات اليوم لا يتصورون العلم بدون الخوارزمي والشيباني وغيرهما، وقد تعجب علماء الغرب من صك العلماء العرب الصفر، بما يدل على العبقرية، وقد تمثلت النقلة العبقرية الثانية في انتقالهم من الصفر الى اختراع النظام العشري، وقد كان العالم قبلهم متحيرا، لان الارقام كانت تكتب بالحروف، وقد كان العلماء العرب بتبليغهم العلم يؤدون دورهم في الدعوة، فقد كانوا يبلغون الاسلام بالصناعة والعلم، ويبلغون التراث السابق عليهم للناس، وقد ذكر العرب الفضل لذويه، بعكس الغرب الذين اخذوا عن العرب ولم ينسبوا الفضل اليهم في كثير من الاحيان، وقد اخذوا من العرب وسرقوا ما سرقوا وترجموه الى اللاتينية، وهناك مخطوطات عربية ما زالت مخبأة لديهم. واوضح د. الشامي ان التعليم والتخاطب في الحاسب الالي باللغة الانجليزية، ورغم ذلك يشكو الانجليز من ان هناك كلمات في الحاسب لا اصل لها في اللغة لديهم، لذلك يجتمع خبراء اللغة الانجليزية كل عام ويصرخون من الاعتداء على الانجليزية في الحساب، واذا كان هذا للانجليزية فما بالنا بالعربية، حيث لا نستطيع الان ان نكتب ورقة علمية باللغة العربية، لان الكتابة العلمية فيها مصطلح ورمز، هما يكتبان بالانجليزية، وقبل الخمسينيات من القرن العشرين لم تكن هناك مشكلة، لاننا كنا ندرس الرياضيات في المرحلة الثانوية باللغة العربية في كتاب من تأليف الدكتور علي مصطفى مشرفة، اما الآن فاننا نضيق باللغة العربية ونجعلها لغة الشارع فقط. وأكد الدكتور الشامسي أنه لابد من حل مشكلة اللغة العربيه على الحاسب بوضع مواصفات قياسية للحروف، فشركات الحواسيب الالكترونية حينما ارادت ان تسوق حواسيبها لدينا وجدت اننا لم نعر المواصفات القياسية للحروف أي اهمية ومنذ سنوات كانت الحواسيب تكتب اللغة العربية من اليسار الى اليمين حتى حلت المشكلة باضافة مترجم، وقد كلفنا هذا اموالا. وشركات الحواسيب العالمية تحارب لكي لا نضع مواصفات قياسية للحروف لانها ستخسر بهذا كثيرا.