لأول مرة يتم ترشيح سيدة أميناً عاماً مساعداً لجامعة الدول العربية، وجاء ترشيح جميلة علي رجاء لشغل منصب الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية وذلك للمرة الاولى في تاريخ الجامعة تتويجاً لجهد المرأة العربية في محاولتها اثبات وجودها في المجال السياسي الا ان هذا الترشيح ستظهر نتائجه خلال الفترة القادمة. وتعمل جميلة مستشاراً اعلامياً لسفارة اليمن بالقاهرة التقت بها "اليوم" لتتعرف على كيفية ترشيحها لهذا المنصب والتعرف على افكارها وآرائها في مختلف القضايا العربية فالى نص الحوار.. @ كيف جاء ترشيحك لهذا المنصب؟ * جاء الترشيح من الجمهورية اليمنية خاصة انها ممثلة في الامانة العامة لجامعة الدول العربية فعندما انتهت مدة الدكتور علي عبد الكريم رأت الامانة ترشيحي بديلاً عنه في هذا المنصب وفي تصوري ان هذا الاختيار يتمشى أيضاً مع سياسة الجامعة العربية باعادة هيكلتها اعادة كاملة وعلى مستوى منظمتها المختلفة. @ كيف يتم اختيار من يشغل هذا المنصب؟ * الاختيار ليس قراراً فردياً ولكنه يتم عن طريق التنافس والتنسيق مع بقية الدول حيث يتم الاختيار بين مجموعة من المرشحين. @ ما خطتكم المستقبلية بعد توليكم هذا المنصب؟ * من المبكر جداً ان اتحدث عن خطتي اذا تم اختياري خاصة ان الامانة العامة المساعدة بها تخصصات عديدة ولكن هناك عدداً من الخطوط الرئيسية وهي اعادة الهيكلة نفسها لان أي خطة لا بد ان تتواءم مع توجه الامانة العامة الجديدة برئاسة عمرو موسى ومع المتغيرات الجديدة التي نعانيها ونتطلع الان الى مواجهتها والسبيل الوحيد ان يكون هناك اتفاق في العمل وان يكون هناك ترتيب وتنظيم بالاضافة الى خطة عمل مؤقتة وبعد استراتيجي في العمل وان يكون هناك فريق عمل متفاهم قادر على الاداء وان يكون هناك ايضاً اتصال ومتابعة دائماً مع الجهات المعنية سواء الدول العربية في الجامعة العربية او العرب الموجودون في أي مكان في العالم لان كل اختصاصات الجامعة الان مرتبطة ببعضها فاذا تحدثنا عن الشئون الاجتماعية وعن المجتمعات المدنية وعن الشئون السياسية نجدها كلها الى حد ما مترابطة والتحديات التي تواجهها كلها تحديات الى حد متشابهه ولكن البعد الاقتصادي لا بد ان يكون على مائدة الاولويات في الجامعة العربية خاصة اننا انفقنا الكثير من الدخل في الاهتمام بالجانب السياسي واهملنا الى حد ما الجوانب الاخرى الاقتصادية والاجتماعية. @ ما دور الجامعة العربية في رأيك ازاء القضية الفلسطينية والقضايا المطروحة حالياً على الساحة العربية؟ * ان الجامعة العربية هي مرآة لآراء الدول العربية ولا اقول ارادة لان استخدامي كلمة ارادة تعني ان هناك توجهات مختلفة في اطار الدول العربية وهناك اختلاف في حل قضايانا العربية والوطنية وربما يظل هذا عائقاً في تحقيق ما نصبو اليه والان في تصوري ان الجامعة تحاول ان توفق بين الاراء لتصل الى قاعدة موحدة للعمل العربي السياسي المشترك كما الحال بالنسبة للقضية الفلسطينية والعراق اذا اخذنا في الاعتبار ايضاً توصيف مهام امين عام جامعة الدول العربية هل يحق له ان يبادر ببعض المبادرات او يجب ان تأتي في اتساق الدول العربية؟ وهل له الحق في ان يقترح بعض الحلول او معالجة بعض القضايا؟ أي ان توصيف مهام الامين العام تحتاج الى رعاية واهتمام كبيرين تبدأ واين تنتهي صلاحياته فان هذا يساعد كثيراً في اداء مهام الجامعة العربية. @ المرأة لها دور هام في بناء مجتمعها ولدينا نماذج ممتازة وان كانت حالات فردية وتلعب دوراً هاما في تطور مجتمعاتها المختلفة ما نسبة الامية بين الفتيات في اليمن؟ * نسبة الامية في اليمن بين الفتيات تصل تقريباً الى 47% وهي نسبة عالية جداً وتتم مناقشة هذه القضية بجدية بالغة وتصور ان هناك خطوات حقيقية في هذا الاتجاه خاصة ان التعليم الاساسي للفتيات مهم جداً.. @ كيف استطعت التوفيق بين عملك ومنزلك؟ * مع تنظيم الوقت لا توجد مشكلة لان هناك الكثير من الوقت المهدر من المرأة ولا يستخدم الاستخدام الامثل اذن ليس هناك مبرر للربط بين عمل المرأة أو بروزها في المجال العام وعدم اهتمامها ببيتها فاذا كانت لديها رغبة حقيقية بالاضافة الى حبها لعملها وبيتها فستصل بالتأكيد الى معادلة تؤدي بها واجباتها على خير ما يرام خاصة اننا لدينا في المجتمعات العربية الاسرة الممتدة فاذا كانت الام مشغولة بأمر ما فان هناك فرداً من الاسرة يقوم عنها بهذه المهمة سواء كانت الجدة او الاخت او أي فرد من عائلة الاب فلا نلاحظ كثيراً معاناة الاطفال من اجل نجاح المرأة في عملها ولا بد ان يكون هناك تعاون حقيقي بين الزوجين.. ومن ابرز الامثلة على نجاح تنظيم الوقت ان للسيدة جميلة ثلاثة ابناء "محمد" يدرس هندسة كمبيوتر في الولاياتالمتحدة و"مي" تدرس ادارة اعمال في القاهرة و"لمياء" بالصف الثاني الثانوي.