يقول برناردشو (لا تحاول أن تجعل ملابسك أغلى شيء فيك حتى لا تجد نفسك أرخص مما ترتديه). وتقول احلام مستغانمي: أأسى على حال المتهافتات على شراء حقائب شانيل وهن لم يتعلمن درسا واحدا من حياتهن. واقول: إنهن يحملن تلك الحقائب ولسان حالهن يقول: أنا الشنطة والشنطة أنا. بالفعل أشفق عليهن من فراغ موحش يجعلهن يستترن بشانيل وديور وفالنتينو. وتقول الكاتبة هدى المعجل تعليقا على عبارتي السابقة (الهوس الخليجي عندما ظهر على السطح ظهر معبرا عن أننا لا نستطيع سوى اعمال الجيوب وتخزين العقول، إن كان ثمة عقول أصلا..!! والسؤال.. إلى متى ونحن نضع أنفسنا في قيود ثقيلة تجثم على عقولنا وأجسادنا؟. نعم للأناقة ونعم للبذخ إن كان بالمقدور ولكن قبلها نعم ألف مرة للذات والروح والعقل والتميز الإنساني حتى لا نكون أرخص مما نرتديه إلى متى ونحن نقيم الإنسان بما يلبس ويجمل ونطلق أحكامنا بكل جرأة وقحة في حقهم؟ إلى متى ونحن نتخيل أو نتوهم أن هذه الساعة وتلك الإسورة هي جوهر القيمة الإنسانية. هناك من يعتقد أن إنسانيته قيمة مضافة للكماليات التي يزهو بها فهي الأصل وهي الوجه وهي المعرف!!. هذا العشق المحموم للمظاهر موجود لدى الجنسين ولكنه بالتأكيد ظاهر أكثر ومرضي اكثر لدى بعض النساء. بالله عليكم هل سمعتم أن رجلا غضب وترك المكان لأنهم لم يضعوا له كرسيا في الصف الاول؟! هل رأيتم رجلا يجلس في مقاعد الخريجين لانه من الأعيان ولم يجد له المكان الذي يستحقه. هل رأيتم رجلا يجلس في مكان من يرعى الحفل ويقام على شرفه لأنه يرى أن قيمته بمكان جلوسه لا بشخصه؟، أنا رأيت.. وغيري رأى.. هناك نساء يفعلن ذلك وأكثر، هناك نساء لا يعرفن من الحياة سوى لغة الأرقام والأسماء لما ترتديه وتعلن عنه بكل وسيلة.. هناك نساء يدهسن عقولهن بحذاء من ايف سان لوران ويسحقن الكرامة الإنسانية بذيل فستان من ديور!!. نعم للأناقة ونعم للبذخ إن كان بالمقدور ولكن قبلها نعم ألف مرة للذات والروح والعقل والتميز الإنساني حتى لا نكون أرخص مما نرتديه. [email protected]