من هم الاطفال الذين يعانون بطئا في التعلم هم اولئك الذين لا يختلفون عن الاطفال العاديين الا انهم يسجلون معدلات منخفضة في التحصيل الدراسي فهم الاطفال الذين يعانون قصورا في واحدة او اكثر من العمليات النفسية الاساسية التي تتطلب فهم او استخدام اللغة المكتوبة والمنطوقة ويظهر هذا القصور في نقص القدرة على الاستماع او التفكير او الكلام او القراءة او الكتابة او التهجية او في اداء العمليات الحسابية وقد يرجع هذا القصور الى اعاقة في الادراك او الى اصابة في المخ او الى الخلل الوظيفي المخي البسيط او الى عسر القراءة او الى حبسة الكلام النمائية. ولا يجوز ان تكون هذه الصعوبات ناتجة عن اعاقة بصرية او سمعية او حركية او عن تخلف عقلي او عن اضطراب انفعالي. لذا نستخلص انه ذلك الطفل الذي يعاني تباعدا شديدا بين مستوى تحصيله وبين قدراته العقلية الكامنة بسبب اصابة المخ البسيطة او الخلل الوظيفي المخي البسيط وهو من اكثر الاسباب شيوعا ترتبط بنقص التغذية لدى الام اثناء فترة الحمل وكذلك بالامراض التي تصاب بها الام خلال فترة الحمل مثل الحصبة الالمانية او تناول العقاقير او سقوط الام الحامل بما يؤدي الى ارتطام رأس الجنين وبالتالي اصابة المخ او الاصابة اثناء الوضع قد ينتج عنه الاختناق الذي يؤدي الى نقص الاوكسجين الذي يصل الى خلايا المخ ومن ثم تحدث الاصابة او اصابة رأس الجنين بآلة من الالات الطبية التي تستخدم في عملية الولادة مما يؤدي الى اصابة المخ. ومن اسبابه ايضا الاصابة بعد الولادة فقد يتعرض الطفل لبعض الحوادث التي قد تؤدي الى اصابة المخ كالسقوط او الارتطام او قد يتعرض لاحد امراض الطفولة التي يمكن ان تؤثر على المخ مثل التهاب الدماغ او التهاب السحايا او الحصبة او الحمى. وقد ترجع اسبابه الى عوامل وراثية جينية او الى عوامل كيميائية بسب قصور التوازن الكيميائي الحيوي في الجسم. ولعل الكثير من اولياء الامور ممن لديهم ابن او ابنة يعانون هذه المشكلة يتساءلون ما مشكلة ابنائنا الحقيقية وما مدى المستوى التعليمي الذي يمكن ان يصلوا اليه فنقول لهم هم من يعانون من احد مجالات القصور في احدى الحواس او اكثر متمثلة في: اولا: صعوبات في التحصيل تتمثل في ضعف في فهم ما يقرأ, تحليل صوت الكلمات الجديدة, عكس الحروف والكلمات عند القراءة, عكس الحروف والارقام عند الكتابة, صعوبة في التهجية. ثانيا: صعوبات الادراك والحركة وتتمثل في صعوبات في الادراك البصري والادراك السمعي والادراك الحركي والتآزر العام. وتشمل صعوبة الادراك البصري: أ صعوبة الاستقبال البصري مما يؤدي بالطفل الى انه لا ينقل مايراه بصورة جيدة اضافة الى انه لا يلاحظ الاخطاء التي في الصور او الاشكال او الكلمات بطريقة بصرية. ب صعوبة في الترابط البصري مما يؤدي الى انه لا يستطيع ان يعقد مقارنة بصرية (كذا اكبر من هذا) وكذلك لا يستطيع ان يربط بين الصور والأشياء التي تظهر امام عينيه. ج صعوبة في التمييز البصري مما يؤدي الى القدرة على مزاوجة الصور او الاشكال او الحروف وكذلك صعوبة في التعرف على الحروف والاعداد. د صعوبة في الاغلاق البصري مما يؤدي الى عدم القدرة على حل وتجميع الصور والكلمات المقطعة اضافة الى صعوبة في الكتابة اذا كانت الطباعة مختلفة عما تعود عليه. ه صعوبة في الذاكرة البصرية مما يؤدي الى عدم تذكر الكلمات التي سبق ان شاهدها وكذلك عكس تسلسل الحروف عند نسخها. اما صعوبة الادراك السمعي فتشمل صعوبة في أ الاستقبال السمعي مما يؤدي الى عدم استجابة الى السؤال وكذلك لا يستمع الى القصة الا اذا كانت مصحوبة بصور وكذلك فانه يستمع ولكنه لا يفهم مايسمعه. ب الترابط السمعي مما يؤدي الى عدم الربط بين الصوت ومصدره وصعوبة التعرف على الاضداد وصعوبة فهم تعليمات الالعاب الجديدة مما يؤدي الى انه يعطي اجابة غير ملائمة للسؤال. ج التمييز السمعي مما يؤدي الى عدم تعرفه على الكلمات المتشابهة وغير المتشابهة. د الاغلاق السمعي مما يؤدي الى عدم معرفته الكلمة اذا سمع جزءا منها ولا يؤلف بين الاصوات والكلمات. ه التذكر السمعي مما يؤدي الى عدم القدرة على كيفية نطق اسماء الاشياء او ان يعيد ترتيب الكلمات او الاصوات التي سمعها وصعوبة في تهجية الكلمات. اما صعوبة الادراك الحركي والتأزر العام فيشمل الخلط بين اليمين واليسار, تفضيل استخدام يد واحدة معينة.. او قدم معينه قصور في الانتقال في اليد اليمنى الى اليد اليسرى وبالعكس. ثالثا: اضطرابات اللغة والكلام وتشمل 1 قواعد وتركيب اللغة مما يؤدي الى اقتصار الاجابة عن السؤال بكلمة واحدة حذف بعض الكلمات من الجملة صعوبة بناء جملة على قواعد لغوية سليمة. 2 التعبيرات اللفظية والاستخدام للغة مما يؤدي الى القصور في وصف الاشياء او الصور او الخبرات البطء الشديد في الكلام عدم القدرة على الاشتراك في محادثات حول موضوعات مألوفة. 3 اصوات الكلام وتتمثل هذه الصعوبة في عدم وضوح الكلام تكرار الاصوات بصورة مشوهة ضعف القدرة على مزج الاصوات. رابعا: صعوبات في عمليات التفكير وتتمثل في 1 عدم القدرة على التفكير المجرد. 2 عدم القدرة على الانتباه او الاستجابة بطريقة منتظمة. 3 يعطي اهتماما بسيطا للتفاصيل او لمعاني الكلمات. 4 لايفهم او لايتذكر الايماءات والكلمات. 5 لا يستطيع تطبيق ماتعلمه. وليس معنى هذا انهم يعانون ضعف البصر او السمع او خللا في الحركة. وقد اثبتت الابحاث الى ان هناك ارتباطا بين النشاط الحركي الزائد وبين كل من الاندفاع وتشتت الانتباه والتركيز مما يؤدي الى تشتت قدرته على التعلم وليس معنى هذا ان كل من يعاني من نشاطا حركيا زائدا في طفولته المبكرة سيصبح طفلا يعاني صعوبات في التعلم فهناك العديد من الاطفال الذين يعانون نشاطا حركيا زائدا دون ان يكون لديهم صعوبات في التعلم كما ان بعضا من الذين يعانون صعوبات في التعلم ليس لديهم نشاط حركي زائد.ولعلنا نستخلص من كل ماتقدم ان هذه الفئة تحتاج الى اساليب خاصة للتعامل مع هذه الصعوبات كل حسب مايعانيه لتنمية عمليات الادراك الحركة التمييز السمعي ولمن له القدرة على تنمية القصور الذي يعاني منه فسوف يستطيع شق طريقه بالتعليم ولمن ليس لديه القدرة فسوف يصل الى مستوى محدود من التعليم. ا. ريم رشيد بكتاش مديرة مركز الرعاية الخاصة لتدريب وتأهيل المعاقات بالدمام