أصبح استخدام الليزر سمة من سمات هذا العصر، وكل يوم تضاف الى استخداماته كشوف جديدة منها ما يحقق سعادة للإنسان ومنها ما فيه شقاؤه واشدها اسلحة الدمار التي توظف الليزر في تصنيعها وادائها، اما ما دخل حياة الانسان من استخداماته وينتهي الى تحسين حياته فهذا مما يسعد البشرية في مجالات عدة كالتطبيب والتصنيع والتعليم والاعلام والفن حتى الغذاء تدخل فيه الليزر بطريقة او باخرى. وغير ذلك مما لانعلمه ويعلمه اولو الاختصاص. من استخدامات الليزر الجديدة ما وظف في عمليات التجميل واعادة الشباب وكل يوم يقدم العلماء كشفا جديدا في مجال التجميل وقهر انهزام نضرة الشباب امام تقدم العمر وهجوم طلائع جحافل الشيخوخة. واصاب كثيرا من الناس هوس اللحاق بركب اللائذين في حمى الليزر، لا يقتصر الامر على النساء بل نافسهم الرجال في الازدحام عند مراكز الليزر التجميلية، ولم يفت الشباب هذا السباق فالوعي بان النضارة عمرها قصير قد ازداد مع هذه البرامج التي تحاصر الناس في القنوات الفضائية مما يجعل الشباب بفئتيه: الاناث والذكور يحرصون على المحافظة على الجمال والاحتفاظ به اطول فترة، واصبح الخوف من التقدم بالعمر وشبح التجاعيد الفاضحة هما يؤرق الجميع ويستنزف الفكر والمال ويشغلهم عن اشياء كثيرة جادة. فالكل اصبح مثله الاعلى اهل الفن. الفتيات يحلمن بصورة المطربات والممثلات وعارضات الازياء والمذيعات وغيرهن وكذلك الشبان لديهم في اهل الفن من الذكور المثل الاعلى الذي يقتدي الشباب بهم في قصات الشعر المبتدعة وشكل اللباس. نعم طلب الصحة والسلامة البدنية امر حيوي والحرص على المحافظة على الصحة والوقاية من المرض وكل ما يمكن ان يسبب مشاكل صحية امر شرعي ايضا والتمتع بالعافية يعين الانسان على العمل والعبادة، لكن هذا الهوس شغل كثيرا من الفئات عن العمل حتى عن العبادة. ويزداد الأمر غرابة اذا رأيت امرأة شمطاء او كهلا فانيا في مراكز الليزر في طلب اخفاء بعض التجاعيد وتزييف حقيقة الزمن بالعمليات الجراحية التجميلية. واتساءل لقد عرفهم الناس فترة عمرهم السابقة بصورتهم وتقبلوهم كما هم عليها فما الضير في ان يكملوا ما تبقى من ايامهم دون تزييف. افهم ان كانت العمليات لمواجهة مرض جسماني او تعين على تخفيف آلام بما فيها الآلام النفسية التي يعاني منها بعض صغار السن من الشباب والمراهقين لتشويه ظاهر لكن ما يحدث الآن جعل رواد مراكز الليزر التجميلية في حالة سباق لا نعلم متى سينتهي؟