بعد سنوات طويلة من الصمت؛ خلع لاعبو كرة الطاولة السعودية جلباب الصمت، وتحدّثوا بصراحة مطلقة ل (الميدان) عن هموم ومشاكل كرة الطاولة في المملكة مع وضع الحلول لها، حيث أضناهم الملل وأنهكهم الحرمان، فاللعبة مهملة بلا إنقاذ، خاصة بعد أن كانت كرة الطاولة لدينا تتسيّد الخليج وتشاطر أبطال العرب في المحافل الإقليمية والدولية، أصبحت منتخباتنا فقط للتزوّد بالنقاط وبالأخص في الفئات السنيّة إذا ما استثنينا المنتخب الأوّل نوعًا ما .. «الميدان» نبش في خفايا اللعبة؛ بحثا عن الدعم والتطوير، إيمانا بالدور المناط بالإعلام الرياضي في دعم وتطوير الألعاب المختلفة. رئيس الاتحاد السعودي لكرة الطاولة الأستاذ بندر بن محمد السليم، عبر عن سعادته بالثقة الكريمة التي منحت له عقب قرار الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اللجنة الاولمبية السعودية، بتعيينه رئيساً للاتحاد السعودي لكرة الطاولة للدورة المقبلة. وقال السليم: أرفع اسمى آيات الشكر والعرفان للأمير نواف بن فيصل بن عبدالعزيز؛ على هذه الثقة الكريمة، متمنياً ان أقدم مع أعضاء مجلس إدارة الاتحاد، كل ما يخدم الرياضة السعودية ونشر اللعبة في جميع الاوساط الرياضية والشبابية والوصول بها إن شاء الله الى منصات التتويج العالمية. وطالب السليم بمنحهم فرصة للعمل والتطوير وعدم الحكم عليهم في الفترة الحالية، خاصة في ظل الخطط التي يعتزمون تطبيقها في المستقبل؛ من أجل تطوير اللعبة وابرازها بالصورة المأمولة من قبل جميع الرياضيين ومحبي ومتابعي لعبة الطاولة. وصف لاعب نادي الربيع ماجد بغلف الحال قائلاً: ما تمرّ به كرة الطاولة السعودية، يتحمله الاتحاد السعودي لكرة الطاولة أولاً وأخيرًا، حيث حطّم أعضاء الاتحاد السابقين هذه اللعبة بقراراتهم العقيمة والتي ليس فيها أي نوع من التطوير، فمارسوا التكرار في مسابقات الموسم، حتى أصبح كل لاعب يحفظ مواعيد وأوقات إقامة أي مسابقة، فبالتالي لن يقوم هؤلاء اللاعبون بأي جهد في تطوير أنفسهم ما داموا سيلعبون في أوقات وبطولات محدّدة، فلا توجد أي إضافة في مسابقات الموسم الرياضي لكرة الطاولة، وبالنسبة لكثير من اللاعبين يجلسون في منازلهم ومتى حان وقت المباراة في الدوري أو بطولة معيّنة يحضر ويتدرّب هذا اللاعب ليومين في النادي ثم يلعب البطولة، وفي الآخر ينضم للمنتخب دون عناء أو منافسة بسبب وجود فجوة فنيّة بين اللاعبين الكبار في الأندية الكبيرة وبقية لاعبي المملكة، وذلك لاهتمام الاتحاد السعودي للعبة باللاعبين الكبار فقط، وبما أن هؤلاء اللاعبين وجدوا الاهتمام الزائد من اتحاد اللعبة، إذًا لن تتطوّر كرة الطاولة لدينا إلى الأبد، إذا ما علمنا أن لاعبي المنتخب الأول ولظروف عملية بالنسبة لهم وماديّة لبعض الأندية يذهب هؤلاء اللاعبون إلى منازلهم في مناطقهم المختلفة، فبالتالي يخسر اللاعب الناشئ الاحتكاك بهؤلاء اللاعبين الكبار ، أو مشاهدتهم وهم يلعبون، فيظل اللاعب الكبير كبيرا، والناشئ لا يتطوّر، بالإضافة لعدم وجود اهتمام إعلامي بكرة الطاولة فلدينا ست قنوات رياضية لا تنقل أيّ من هذه القنوات أي مباراة في الدوري ما لم تكن نهائية، فلعبة مهمّة مثل كرة الطاولة تحتاج لدعم ورعاية، حتى لو كانت هذه الرعاية من مستثمر بسيط، ومن الأسباب التي أدّت لتدهور كرة الطاولة تباعد إقامة البطولات في الموسم وبالأخص بين الفئات السنية حيث لا توجد لهم سوى بطولتين في الموسم، فيجب زيادة عدد البطولات وبالأخص الفردية منها، وتحفيز اللاعبين عن طريق وضع تصنيف لهم على مستوى لعبة كرة الطاولة. وذكر لاعب نادي الأهلي خالد الحربي أن عدد المسابقات قليل وقال: أرى أن عدد المسابقات في الموسم غير كافٍ أبدًا، فقط بطولة واحدة للفردي وثلاث بطولات للفرق، فيجب زيادة عدد بطولات الفردي لأن كرة الطاولة لعبة فردية، ويجب إنشاء بطولة جديدة تحت سن 21 سنة، فاللاعب الذي سيصعد من فئة الشباب لن يجد له مكانًا في الفريق الأول بسهولة، بالإضافة لعدم مشاركة المملكة بأي لاعب في البطولات الدولية المفتوحة والتي تقام على مدار السنة في مختلف بلدان العالم، وكذلك لم تنظّم المملكة أي بطولة دولية في السعودية، فكيف تريدون من اللاعبين الصغار والكبار تطوير مستواهم ؟! . في السابق يوجد تصنيف للاعبين وكان التنافس على أشدّه، أما في الوقت الحالي فاللاعبون معروفون، فلن يغامر مدرّب المنتخب السعودي بلاعبين جدد لا يعرف تصنيفهم أو مستواهم ، ومن الأسباب التي أدّت لتراجع مستوى كرة الطاولة السعودية هو أن بطولتي كأس الاتحاد والنخبة لا يوجد فيهما مكافآت للفريق الفائز، إذا ما استثنينا بطولة الدوري والتي لا توازي مكافآتها ما يصرفه النادي على فرق كرة الطاولة، ليحصل الفائز بالدوري على 30 ألف ريال، وصاحب المركز الثاني 20 ألف ريال ، وصاحب المركز الثالث 10 آلاف ريال ، فبعض الأندية تصرف على فرق كرة الطاولة ما يزيد على 200 ألف ريال فأين الفائدة المرجوّة من هذا الصرف، إذا ما علمنا أن البطولات محصورة بين فريقي الاتحاد والأهلي، ويجب سنّ نظام الاحتراف في اللعبة أو تحديد حريّة انتقال اللاعبين في سنّ معيّنة يستطيع فيها اللاعب الانتقال لأي نادٍ يريده بحرية تامة، أما من ناحية الدعم المادي للاعبي المنتخب فالمصروف اليومي للاعب في المعسكر الداخلي 40 ريالاً فقط، وفي المعسكر الخارجي 80 ريالاً فقط، فهذا المبلغ لا يمكن شراء وجبة غداء أو عشاء به، لذلك نحتاج قرارًا شجاعًا بإلغاء بطولة الدوري بطريقة الذهاب والإياب ولعب الدوري عن طريق البطولات المجمّعة، وزيادة البطولات الفردية، مثلما يحدث في جمهورية مصر، واللاعب لديهم يحترف لمدة ثلاث سنوات ثم يجدّد عقده أو ينتقل لنادٍ آخر، فلماذا لا يكون لدينا نظام مثلهم ؟! . أكد لاعب الوصيل والدرعية سابقًا ماجد الصعيقر على أهمية زيادة عدد الأندية وقال: لدينا 151 ناديًا، وبطولة الدوري الممتاز يلعب فيها 8 فرق ونفس الشيء بالنسبة لدوري الدرجة الأولى، فلماذا لا يكون لدينا 12 فريقًا في كل درجة؟، لكن ما يعيب نظام الدوري هو كثرة التوقفات بين فترات متباعدة ويجب أن تدعم الرئاسة العامة لرعاية الشباب هذه الأندية أكثر من السابق إذا ما أردنا التطوير في لعبة كرة الطاولة، فالنادي لا يستطيع توفير المستلزمات الرياضية للعبة لأنها مكلفة جدًا، والمردود من وراء هذه اللعبة قليل جدًا، فيرى غالبية رؤساء الأندية أن إهمال كرة الطاولة أفضل من الإبقاء عليها بسبب قلّة الدعم من الرئاسة العامة لرعاية الشباب والاتحاد السعودي لكرة الطاولة لهذه اللعبة، لذلك نجد أن الأندية التي لديها مدخول مادّي سواء من الشركات الراعية أو من أعضاء الشرف يكون باستطاعتها جلب أي لاعب من أي نادٍ يريدون، والمتضرّر سيكون الأندية الأخرى، وهذا ينعكس سلبًا على المنتخب السعودى، وفي الوقت نفسه أنا مع زيادة عدد البطولات الفردية مع الإبقاء على الدوري بنظامه الحالي مثل بقية دول العالم، ففي تنقّل اللاعبين الكبار بين مدن المملكة فائدة كبيرة للاعبين الصغار عندما يشاهدون لاعبي الخبرة أمامهم والاستفادة منهم، ثم أن معسكرات المنتخب السعودي الخارجية محصورة بين أربعة لاعبين معروفين، وداخليًا يتواجد فيها عشرة لاعبين، فيجب زيادة المعسكرات الداخلية والخارجية وأن يكون لدينا منتخبان منتخب ( أ ) ومنتخب ( ب ) مثل بقيّة الدول، ففي الآخر سنحصل على لاعبين جدد ومميّزين، ونطالب بإقامة بطولات إقليمية فردية يشارك فيها أبرز لاعبي الخليج والعرب ليحتك بهم اللاعب السعودي ويستفيد من خبراتهم، وفي الآخر يجب زيادة الاهتمام بالنشء فهم القاعدة الأولى للأندية والمنتخبات السعودية. وصف لاعب نادي الاتحاد عبدالعزيز العباد بأن نظام الدوري غير مجد وقال : فيجب تكثيف البطولات الفرديّة، فالمسابقات المحليّة الثلاث ليس لها راعٍ ولا تجد الدعم من الاتحاد السعودي لكرة الطاولة، فمكافآتها لا توازي الجهود المبذولة والأموال المصروفة من الأندية على هذه اللعبة، فيجب العمل بنظام النقاط لكل لاعب، مع استحداث نظام الاحتراف في اللعبة، حتى لا يكون اللاعب ملكًا للنادي يتحكّم فيه كيفما شاء، فأبرز اللاعبين محتكرون في ناديي الأهلي والاتحاد أما بقية أندية المملكة فتلعب الدوري من أجل الحصول على مركز يؤهّلهم للعب في بطولة النخبة أو مشاركة خارجية، وحتى لو شارك النادي في بطولة خارجية فهو يحتاج أيضًا لدعم الرئاسة العامة لرعاية الشباب مع دعم اتحاد كرة الطاولة للأندية واللاعبين، فيجب صرف مبالغ إضافية للأندية المشاركة خارجيًا حتى يكون باستطاعتهم جلب لاعبين محترفين أجانب، أو إحضار مدرّب عالمي، أو يكون هذا الدعم لإقامة معسكر ناجح يستفيد منه الفريق واللاعبون، فكرة الطاولة في المملكة تحتاج لإعادة ترتيب ودعم ورعاية، بالإضافة لوضع مكافآت للخمسة الأوائل في كل مسابقة وليس فقط الثلاثة الأوائل في بطولة الدوري العام، حتى تحرص الأندية في دعم وتطوير هذه اللعبة المنسيّة، فمتى وجدت المكافآت زاد اهتمام الأندية بلعبة كرة الطاولة، وأحمّل الإعلام جزءًا من تدهور كرة الطاولة في المملكة، حيث لا يوجد تغطية مباشرة لمباريات الدوري أو المسابقات المحلية الأخرى مثل ما يحدث في الدول المجاورة ، فيجب أن يكون للإعلام دور في نقل المسابقات ، حتى يكون باستطاعة هذه الأندية جلب الرعاة لهم، ويمكن التعاقد مع العديد من الشركات لرعاية منافسات وبطولات الموسم، حينها ستشاهدون كرة الطاولة السعودية دائمًا وأبدًا. وتحدث لاعب نادي النهضة عبدالرحمن الربيع قائلاً: يصعب حصر أسباب تدهوّر كرة الطاولة لدينا في سطور معدودة، فأسباب تراجع مستوى كرة الطاولة سواء من ناحية المنتخبات أو الأندية أو اللاعبين تحتاج لمجلدات فلربما استطعنا حصرها، فالمتابع للأسماء التي تمثّل المنتخب السعودي الأول أو بقية الفئات هي نفس الأسماء لم تتغيّر، فيجب ضخ دماء جديدة مع لاعبي الخبرة حتى يستفيدوا منهم ويكون لدينا ثمانية أو عشرة لاعبين بدلاً من أربعة لاعبين، لكن المتعارف عليه هو أن لاعبي المنتخب هم نفسهم لا يتغيّرون، إذًا علينا بصنع منتخب آخر يكون من الصفّ الثاني من لاعبي الأندية يكون دعامة رئيسية للفريق الأساسي ، لكن لاعبي الصفّ الثاني للمنتخب يدخلون المعسكر الداخلي من أجل التدريب ليستفيد منهم اللاعبون الأساسيون ويطبّقون عليهم خططهم ومهاراتهم، فالنتيجة تنعكس على الفرق الكبيرة والتي هي في تطوّر مستمر ولاعبو الفرق الأخرى في تراجع مستمر، لذلك يجب وضع أنظمة وقوانين تسمح للاعب في أن ينتقل بحرّية إلى أي نادٍ يريد، أو القيام باستحداث نظام للاحتراف أو نصف احتراف كأن يستطيع اللاعب في امتلاك بطاقته إذا ما وصل إلى عمر 25 سنة ويكون له حريّة البقاء في ناديه أو الانتقال لنادٍ آخر، كما يجب القيام بعمل بطولات مناطق مجمّعة بنظام التصفيات، فبطل المنطقة الشرقية يلعب في بطولة أخرى في تنافس على كأس البطولة مع أبطال بقية مناطق المملكة، ففي هذه الحالة سنجد التنافس يتّسع لعشرات الأندية، لأن نظام الدوري الحالي مكلف وطويل وشاق، فيجب إيجاد بطولات مجمّعة على مستوى الفرق والفردي. وذكر مشرف كرة الطاولة بنادي الخلود نواف المطيري أن أسباب تراجع كرة الطاولة في المملكة كثيرة من أهمها عدد البطولات لدينا قليل جدًا، فلعبة كرة الطاولة لعبة فردية لكن بطولاتنا جميعها للفرق ما عدا بطولة واحدة ، لذلك لن تتطوّر هذه اللعبة أبدًا إذا لعبت بشكل تامّ للفرق، حيث يمثّل الفريق ثلاثة لاعبين فقط، إذًا أين يذهب بقية اللاعبين ؟! ، فعلى الاتحاد السعودي تكثيف البطولات الفردية واقتصار بطولات الفرق على الدوري العام فقط ، ففي جميع دول العالم تقام ما يقارب ال 10 بطولات فردية، لذلك نجد أن لاعبي دول العالم والدول المجاورة في تطوّر مستمر، أما لدينا فالعكس لأننا نسير عكس التيّار ونتراجع مرة تلو الأخرى ، لهذا السبب يجب زيادة عدد البطولات الفردية إلى ست بطولات يلعب كل نادٍ فيها بعشرة لاعبين، وفي الآخر يكون لدينا عدد لا بأس به من اللاعبين المميّزين، وأيضًا من أسباب تراجع كرة الطاولة في المملكة هو اعتماد الاتحاد السعودي على مدرّبي الأندية في تدريب المنتخب بجميع فئات ، فلماذا لا يكون هناك مدرّبون ثابتون للمنتخب سواء مدربين محليّين أو أجانب ؟! ، فالمتابع لكرة الطاولة في المملكة لم يشاهد مدرّبًا ثابتًا للمنتخب منذ خمس سنوات، فجميع مدرّبي المنتخب بكل فئاته هم مدرّبو الأندية ، فتحتاج منتخباتنا لمدرّبين مفرّقين تمامًا للمنتخب، وأيضًا من الأسباب التي أدّت لتراجع كرة الطاولة السعودية هو قلّة الدعم للبطولات واللاعبين من قِبل اتحاد كرة الطاولة والرئاسة العامة لرعاية الشباب، حيث يجب الإسراع في تغيير نظام الدوري لدينا وأن يلعب بطريقة البطولات المجمّعة، مع استحداث بطولة فردية جديدة للاعبين المصنّفين العشرة، وهؤلاء اللاعبون تدعمهم الرئاسة العامة لرعاية الشباب والاتحاد السعودي لكرة الطاولة، أما من يريد أن يشارك معهم للفائدة فيأتي على حسابه الخاص، حينها أجزم لكم أنه سيشارك في هذه البطولة أكثر من 100 لاعب.