ظهر تقرير منظمة العمل العربية مشيرا الى ان الدول العربية بها اكثر من (16) مليون عامل اجنبي، ولعل المملكة تأخذ اكبر نسبة من هذا العدد حيث يوجد بها حوالي سبعة ملايين عامل من الدول الاخرى، ولعل ما يدعو الى كتابة هذا المقال هو امر يثير دهشتي وهو ما يتردد عن وجود بطالة في المملكة على الرغم من هذا العدد الهائل من غير السعوديين الذين يعملون بها كما يتردد في الاونة الاخير ان مخرجات التعليم العالي لا تتواءم مع متطلبات سوق العمل، وهذا امر قد يكون مقبولا لدرجة معينة فالتدريب على اي نوع آخر من المهن خاصة تلك التي تتطلب التعامل مع الحاسب متوافرة وبإمكان اي شخص من ذوي التخصصات النظرية ان يلجأ الى مثل هذه البرامج لاعادة تأهيله. والامر الذي يحيرني هو ما يثار من ان هناك بطالة بين صفوف خريجي الجامعات من التخصصات العلمية وهذا امر مرفوض جدا ولا يمكن تصديقه، والادهى من ذلك القول ان هناك بطالة بين خريجي كليات الطب من السعوديين، فهل يعقل ان خريج كلية الطب لا يجد عملا وهل اصبحت بلادنا مكتفية من الاطباء وان السعودة في المستشفيات قد اصبحت نسبتها 100% من السعوديين لاشك في ان الجواب قطعا بالنفي والشاهد على ذلك ان المستشفيات الحكومية و الخاصة تكتظ بالاطباء الاجانب. لابد اذا ان هناك شيئا غامضا لا يمكن فك رموزه في المستشفيات الحكومية على الاقل، اما بالنسبة للمستشفيات الخاصة فلعل اصحابها لا يحبذون توظيف الطبيب السعودي لانهم لا يرغبون في دفع راتب اعلى مما يدفعونه لغير السعودي، ولذلك فلابد من التدخل في مثل هذا الشأن لحماية الطبيب السعودي الذي قضى سنينا عديدة للحصول على شهادة الطب، ولعل الحجة الثانية لديهم هي عدم وجود الخبرة لدى الطبيب السعودي هذا ايضا امر مردود لان الخبرة تأتي بالعمل وعلينا ان نساعد هذا الشاب لاكتساب الخبرة من خلال تقديم الوظيفة له. ان وجود بعض الاطباء السعوديين بدون عمل هو في الواقع اهدار للطاقة البشرية المؤهلة من ناحية وللموارد المالية التي صرفت لاعداد هؤلاء الشباب اضافة الى ان عدم ممارسة الطبيب لعمله بعد التخرج يفقده الصلة بتخصصه وبخاصة الطب الذي يحتاج دائما للممارسة والاتصال بواقع المهنة. إنني اشك في ان هناك احجاما من جانب بعض خريجي كليات الطب من السعوديين عن العمل في غير المدن التي يرغبونها واذا حصل ذلك فإن هذه مأساة وامر غير مقبول البتة لان المعروف عن الطبيب هو ان يعمل بأي مكان وبلا حدود جغرافية.