شرع الله الزواج وبين اهدافه وحدد اسلوبه ونظمه بقواعد توجهه الى اعفاف النفس وصيانة الاعراض وحفظ الانساب واستمرار الانسال، وبناء الاسرة التي يجد فيها الرجل والمرأة الاشباع الكريم لحاجتهما الجسمية والنفسية والاجتماعية والروحية. ويقوم الزواج في شرع الله على العدل في الحقوق والواجبات وعلى السمو في الاهداف والغايات والسكن في العلاقات الاجتماعية بين الرجل والمرأة. مما يجعله مصدر تنمية للصحة الجسمية والنفسية، وحصن وقاية من الانحرافات والامراض. والزواج الشرعي وسيلة الانسان البالغ العاقل لبناء الاسرة التي يقضي فيها حياته ويعمل من اجلها، ويجد فيها من يرعاه ويهتم به ويعطي لحياته معنى نفسيا ولسعيه في الحياة قيمة انسانية ولوجوده في الدنيا مكانة اجتماعية يحرم منها غير المتزوجين. ويتفق الاسلام وعلم النفس حول اهمية الزواج وفي الدعوة اليه والترغيب فيه، فيه تصلح النفوس وتقوى المجتمعات وتعمر الدنيا وتستمر الحياة وبدونه تضعف النفوس وتفسد المجتمعات وتخرب الدنيا وتتوقف الحياة وتنتشر الفاحشة. من هنا وصف الله عقد الزواج بالميثاق الغليظ فقال سبحانه تعالى: (وأخذن منكم ميثاقا غليظا) سورة النساء 21. وقد حث الرسول عليه السلام على الزواج ونهى عن تركه مع القدرة عليه، كما اشار الرسول عليه الصلاة والسلام لاهمية الزواج في تنمية الصحة النفسية واعتبره الركيزة الثالثة بعد الايمان وسلامة البدن لحفظ الصحة النفسية وتنميتها. واجتمعت نظريات عديدة في علم النفس على ان السعادة الزوجية خير متاع الدنيا واساس الاسرة الصالحة التي تكتمل بها انسانية الرجل والمرأة في اداء رسالتهما في الحياة. وقد تبين من نتائج هذه الدراسات ان المتزوجين أفضل من غير المتزوجين في الصحة النفسية والجسمية والاجتماعية. فغير المتزوجين يشعرون بالوحدة والاكتئاب والقلق ويتناولون المخدرات ويدمنونها وكذلك حياتهم مملة وروتينية فالزواج افضل من عدم الزواج للصحة النفسية لان الزواج يجعل للفرد رجلا او امرأة قيمة ويعطي لحياته معنى ويكون له اسرة ينعم فيها بالامن والاستقرار. وللزواج اهداف فردية تشبع حاجات الرجل والمرأة، واهداف اجتماعية تشبع حاجات المجتمع وتتلخص هذه الاهداف فيما يلي: 1- الامتاع الجنسي: بالاشباع العفيف للحاجة الى الجنس عند الرجل والمرأة فالزواج الشرعي هو الطريق الوحيد لاشباع هذه الحاجة.. والاشباع الجنسي بالزواج فيه الاستمتاع والسعادة للزوجين اما الاشباع من خارج الزواج ففيه الشقاء والامراض والانحراف. 2- الامتاع النفسي: باشباع الحاجات النفسية والجسمية ومن اهمها حاجة الامومة والابوة التي تشبع بالانجاب الشرعي وتربية الاطفال. 3- الشعور بالامن والطمأنينة من خلال العلاقة الزوجية التي تقوم على الحب والمودة والتعاون والتآزر بين الزوجين في بناء الحياة. 4- اعطاء الحياة معان جديدة ترفع من قيمتها عند الرجل والمرأة وتدفعهما الى الاجتهاد في العمل وتزيد من طموحهما في كسب الرزق والتفوق. 5- حفظ الاخلاق وحماية المجتمع من الفساد وتحصين الشباب والفتيات ضد الانحراف فالزواج احصان عن الفاحشة وصون للاخلاق. 6- انشاء الاسرة التي يقضي فيها الرجل والمرأة معظم حياتهما ويمارسون نشاطهما ويشبعان حاجاتهما وصلاح الاسرة مرهون بالسعادة الزوجية. 7- استمرار النسل وتربية الاجيال القادرة على حمل رسالة الحياة وبناء المجتمع وتنميته. اما الهدف الديني للزواج فيتفق عليه جميع المجتمعات التي تربط الزواج بارادة الله وتجعله مسألة دينية. وقد جاء الاسلام وابرزه واعتبره هدفا رئيسيا وربط الزواج بالثواب من الله في الدنيا والآخرة وحث المسلمين عليه من اجل صحتهم النفسية والجسمية وسلامة مجتمعهم. فكل من يتزوج يعف نفسه عن الحرام فله في الزواج اجر من الله.. كما وعد الله سبحانه وتعالى الرجل والمرأة. بالثواب العظيم في الآخرة. ان هما تركا ولدا صالحا يدعو لهما.. وهذا الثواب يدفع الى الزواج والانجاب وتكوين الاسرة ويؤدي الى التمتع بالصحة النفسية والجسمية والبعد عن القلق والتوتر والاكتئاب. فوجود الهدف الديني للزواج في الدين الاسلامي يجعله من الاهداف البارزة في سيكولوجية العلاقات الاسرية والتربية الاسرية في المجتمعات الاسلامية ويميزها عن المجتمعات غير الاسلامية.