لاحظت ظاهرة قد تكون جديدة على مجتمعنا, لكنها انتشرت بين الناس الآن, وهي مايسمونها بالشعور بالاكتئاب او الضيق وفي الحديث مع الناس لاحظت هذا اللفظ يتناقل بيننا, بل وقد تمر فترة على الشخص الا ويستخدمه وهو (عندي اكتئاب) وكأنه شيء طبيعي. وهذا المصطلح او المقصود بالاكتئاب هنا ليس التعبير الطبي له او التحليل النفسي له, ولكنه يستخدم ليعبر به الفرد عن حاله الضيق او الحزن او رغبته في البكاء, او احساسه بالتعب الدائم, ةكأنه يحس بالشيخوخة وهو في عز شبابه. لااعلم السبب الحقيقي وراء هذه الظاهرة ولكنها جديرة بالاهتمام والدراسة. وعند الشعور بهذه الظاهرة تصبح الايام كلها متشابهة, فاليوم مثل امس, مثل الغد, وتمر الايام بنمط واحد. غالبا يحاول الفرد ان يبحث عن هدف حتى يصل اليه ويفرح به مؤقتا, وبعد فترة يصبح امرا عاديا ويرجع لاحساسه بالضيق, فيبحث من جديد عن هدف يغير الاحساس الذي يطلق عليه (الاكتئاب). قد اصبح الكثير يشعرون بالتعاسة دون ان يعرفوا السبب الحقيقي او الاساسي لهذا الاحساس. هي علامة مؤكدة اننا اصبحنا شعوبا تميل الى السواد او الحزن اذا كنا لا نعرف السبب الحقيقي وراء (ظاهرة الاكتئاب) فربما يكون السبب الحروب والدمار وسفك الدماء وقتل الاطفال.وقد يكون التلوث الذي وصل الى كل شيء حتى عقولنا, وقد يكون السبب الحوادث التي نقرأ عنها: الام التي تقتل اولادها, والاب الذي ذبح بناته, والابن الذي يقتل والديه, وحالات الاغتصاب والسرقات والخطف الخ من الجرائم. ربما يكون السبب تفشي الامراض وربما يكون السبب الغلاء المستمر ربما يكون السبب ضياع الاسلام وربما يكون السبب غياب الضمير, ربما يكون السبب سرقة السعادة وقد يكون الخوف من المستقبل المجهول. ربما يكون السبب البطالة وعدم العمل, وربما تكون كل هذه الاسباب معا وان لم تكن العامل المباشر, فهي بالتأكيد اكثر العوامل تأثيرا على حالتنا, وعلى انفسنا المكتئبة. عبدالمنعم العبداللطيف