يظل اصدار (علامات في النقد) لنادي جدة الادبي دليلا كبيرا على احتفائه بالنقد وقد عبر النادي عن هذا الاحتفاء بترصيعه اعدادا كاملة من الاصدار لتناول الندوات والمؤتمرات النقدية التي يقيمها النادي بين حين وآخر. ويكفي هذا النادي ثلاثة اصدارات من (علامات) استطاعت ان تحتل مكانا بارزا في المكتبة العربية واولها الاصدار الذي كان في مجلدن ضخمين لندوة قراءة جديدة لتراثنا النقدي وهي التجربة التي خاضها النادي بكفاءة وتألق اذ استضاف واحدا وعشرين باحثا متألقا من انحاء العالم العربي من بينهم عز الدين اسماعيل وكمال ابو ديب وصلاح فضل وخرجت ابحاثهم في علامات ومما زاد في علمية وعمق هذا الاصدار تلك المقدمة الضافية التي كتبها عز الدين الملتقى الاول لقراءة النص وكانت لثلاثين باحثا وباحثة وثالثها العدد رقم (44) ومحل ابحاث الملتقى الثاني لقراءة النص وظهر بشكل متميز في 1200 ورقة احتوت الابحاث والتعليقات التي دارت حولها من نخبة من النقاد والاكاديميين السعوديين والنقاد العرب الذين يتولون التدريس في الجامعات والكليات السعودية. ونحن نعتقد انه لايمكن لدارس النقد العربي ان يستطيع تناول هذا الموضوع او يقرأه في غياب الالمام بهذه الدراسات العميقة التي نشرها النادي عبر علامات وكتاب كمبيرج وبظهور هذه السلسلة من (علامات النقد) وكتاب كمبيرج (تاريخ الادب العربي) حق لنادي جدة الادبي ان يفاخر بمطبوعاته الثقافية والادبية التي ساهمت في تأصيل الفعل الثقافي في هذا البلد المعطاء.