اختتمت اللجنة السعودية المغربية المشتركة اعمال دورتها الثامنة امس في الرياض وأوضح صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية في تصريحات صحفية ادلى بها ووزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى أن اللجنة السعودية اتخذت من التوصيات والقرارات التى ستجعلها تسير فى الخط البناء ليس فقط فى اتخاذ القرارات ولكن فى التأكيد على الانجازات التى يمكن أن تؤدى الى رفع مستوى التبادل التجارى والاستثمارى بين البلدين بالاضافة الى التأثير على القطاعات الاخرى فى الشئون الاجتماعية والرياضية وغيرها من المجالات التى هى فى صدد التطرق لها. وقال سمو الأمير سعود الفيصل إن اللجنة التحضيرية قد انجزت مهمة كبيرة فى اتباع هذا النهج والذى يعكس الجدية والمصداقية اللتين تعودهما شعبا البلدين من قادتهما. واشار الى انه تم اتخاذ خطوات ستؤدى ان شاء الله الى رفع الاداء الاقتصادى بين البلدين وجعله يسير وفق أطر حقيقية ترتكز على الجدية على العمل وليس البيانات وعلى الاجراء وليس الصيغ الانشائية. وأعرب سمو الأمير سعود الفيصل عن شكره لمعالى وزير الشئون الخارجية والتعاون المغربى على دعمه لهذا التوجه معتبرا هذا الامر هو الانطلاقة الحقيقية للتعاون الاقتصادى بين البلدين الشقيقين متمنيا النجاح فى التعاون بين البلدين. من جانبه أعرب معالى وزير الشئون الخارجية والتعاون المغربى محمد بن عيسى عن سعادته بالتقدم الكبير الذى حصل فى مجال التعاون بين المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية فى كافة المجالات مبينا أن اللجنة المشتركة السعودية المغربية قررت اعطاء القطاع الخاص دورا فاعلا فيما يتم صياغته واقراره. وأكد أهمية جعل التعاون السعودى المغربى تعاونا مثاليا فى التعاون العربى مبينا أن هناك تعليمات واضحة وصريحة من جلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية للعناية عناية خاصة بالقطاع التجارى والاقتصادى خاصة فيما يتعلق بالاستثمارات وباعطاء الرعاية الخاصة لكل مايخدم المملكة العربية السعودية من منطلق تعزيز التعاون العربى العربى. وشكر معاليه سمو الأمير سعود الفيصل على ماقدمه من دعم لكل مايخدم مجالات التعاون بين المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية. وكانت الدورة الثامنة للجنة السعودية المغربية المشتركة والتى رأسها من الجانب السعودى صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ومن الجانب المغربى معالى وزير الشئون الخارجية والتعاون المغربى محمد بن عيسى بحضور كبار المسئولين من الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية والخاصة فى البلدين الشقيقين قد اختتمت اعمالها امس بمقر وزارة الخارجية بالرياض. وفى ختام اعمال اللجنة وقع الجانبان على محضر اجتماعات اللجنة والذى جاء فيه انه تنفيذا للتوجيهات السامية لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز واخيه صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظهما الله وانطلاقا من العلاقات الاخوية والروابط التاريخية والحضارية التى تجمع بين المملكتين ووشائج القربى والصداقة التى تربط الشعبين الشقيقين وعلاقات التعاون المتنامية بين حكومتى البلدين. وفى اطار الاتصالات المستمرة والتشاور الاخوى بين قيادتى البلدين فى كل ما يهم الامتين العربية والاسلامية والقضايا الاقليمية والدولية فقد تم عقد هذه اللجنة المشتركة التى ناقش فيها الجانبان العديد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك واستعرضا الاوضاع الاقليمية والدولية. ففى المجال الاقتصادى بحث الجانبان مستوى العلاقات الاقتصادية بينهما واكدا على ضرورة اتخاذ خطوات اكبر لتشجيع وتيسير دخول صادرات كل منهما الى اسواق البلد الاخر وفى هذا الصدد اتفقا على الاكتفاء بالتصديق على شهادات المنشأ من الجهات المعنية بالنسبة للمملكة العربية السعودية وزارة التجارة وبالنسبة للمملكة المغربية ادارة الجمارك والضرائب غير مباشرة دون التصديق عليها من قنصليات البلدين والتزامهما الكامل بالبرنامج التنفيذى لمنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى. وعقد لقاء مكثف لرجال الاعمال خلال شهر يناير 2003م لبحث الفرص الاستثمارية فى المجالات المختلفة ومناقشة المعوقات والآليات التى تعالجها على ان يشارك فى هذا اللقاء برنامج تمويل الصادرات السعودى التابع لصندوق التنمية السعودى والاشادة بالمجهودات المتواصلة التى يقوم بها الصندوق السعودى للتنمية فى مجال تمويل مختلف المشاريع الانمائية. واكد الجانبان اهمية التعاون فى المجالا ت التعليمية والعلمية خاصة فى مجالات البحوث العلمية التى تتعلق بالمياه والطاقة واستمرار الجهات المعنية بالعمل على دعم وتطوير هذا التعاون. واتفق الجانبان على ضرورة الاسراع فى انجاز اتفاقية التعاون السياحى بين البلدين من اجل تدعيم الحركة السياحية بينهما تمهيدا للتوصل للصيغة المناسبة لمشروع الاتفاقية ودعيا فى هذا الصدد هيئات السياحة الى برمجة اجتماعاتها لتحقيق هذا الهدف خلال السنة القادمة. وحث الجانبان على تفعيل آليات البرنامج التنفيذى للتعاون الاعلامى المشترك فى كافة مجالاته خاصة التبادل الاخبارى وتبادل المطبوعات والمعلومات وتدريب الكوادر الاعلامية وتبادل زيارات الوفود وفى هذا الصدد رحب الجانب السعودي بزيارة وفد فنى متخصص فى الانتاج التلفزيونى المغربى للالتقاء بنظرائهم بالتلفزيون السعودى والعمل على دراسة امكانية انتاج برامج مشتركة. وابدى الجانبان ارتياحهما على قيام الجهات المعنية فى البلدين بالتوقيع على اتفاقيتين للتعاون فى ميدان الملاحة التجارية والنقل البرى التى تم ابرامهما خلال العام الماضى كما اتفق الجانبان على صياغة مواد مشاريع اتفاقيات للتعاون بين البلدين فى مجالات التهيئة والتخطيط العمرانى والبيئة والمحافظة عليها والدفاع المدنى والاعتراف المتبادل برخص القيادة (السياقة) على ان يجرى ترتيب التوقيع عليها بعد استكمال الاجراءات اللازمة. وفى اطار استعراضهما للاوضاع الاقليمية والدولية اكد البلدان مجددا اهمية مواصلة العمل على تعزيز التضامن العربى والاسلامى ومواصلة الجهود المخلصة لدعم وتعزيز التعاون العربى فى المجال الاقتصادي. واكدا الجانبان على وقوفهما مع الشعب الفلسطينى وقيادته الشرعية فى حقه المشروع فى اقامة دولته المستقلة وادان سياسة الحصار والتجويع والاجتياحات وتدنيس المقدسات التى تنتهجها حكومة اسرائيل. ويرى الجانبان انه فيما يتعلق بالتسوية الشاملة للصراع العربى الاسرائيلى فان مبادرة السلام العربية المنبثقة عن قمة بيروت توفر الاساس للتوقيع على معاهدة سلام يتحقق بموجبها الانسحاب الاسرائيلى من كافة الاراضى العربية المحتلة مقابل قيام علاقات طبيعية بين العرب واسرائيل وفى هذا الصدد تابع الجانبان بقلق اخبار مشروع القانون الذى اصدره الكونجرس الامريكى حول تفويض العلاقات الخارجية لعام 2003م والذى تضمن الاشارة الى اعتبار القدس عاصمة لاسرائيل وايمانا منهما بأهمية احلال السلام فى منطقة الشرق الاوسط ودعما منهما للجهود الدولية التى تقودها الولاياتالمتحدةالامريكية للتوصل الى حل عادل وشامل يضمن امن واستقرار دول المنطقة جميعا فان الجانبين يعتبران هذا القرار مخالفا لقرارات مجلس الامن ومنها القرار رقم 252 لعام 1968م والقرار 267 لعام 1969م والقرار 271 لعام 1969م والقرار 298 لعام 1971م والتى تقضى بالحفاظ على الوضع القانونى والديموقراطى للقدس كما انه يتناقض مع قرارات مجلس الامن رقم 465 و 476 و 478 لعام 1980م التى تنص على بطلان القوانين الاسرائيلية التى تعتبر القدس عاصمة موحدة لاسرائيل.. ودعيا الى ضرورة نزع اسلحة الدمار الشامل من منطقة الشرق الاوسط وخضوع منشآت اسرائيل للتفتيش الدولي. كما اكد الجانبان ان قرار الحكومة العراقية بالموافقة على عودة المفتشين الدوليين بدون شرط يمهد الطريق لتجنب المواجهة والحرب والتى لن تؤدى الا الى زيادة معاناة الشعب العراقى وتهديد سيادة العراق ووحدته واستقرار المنطقة بأسرها. واتفق الجانبان على عقد الدورة التاسعة للجنة المشتركة فى المملكة المغربية خلال سنة 2003م على ان يتم تحديد الموعد المناسب عبر القنوات الدبلوماسية. وقد سادت مداولات ومناقشات اللجنة المشتركة ولجانها الفرعية روح الاخوة والمودة والتطابق فى وجهات النظر والرغبة الصادقة والجادة فى ترسيخ علاقات التعاون الاخوى بين البلدين الشقيقين. وقد أقام سمو وزير الخارجية مساء امس بمقر وزارة الخارجية فى الرياض مأدبة عشاء تكريما لمعالى وزير الشئون الخارجية والتعاون المغربى محمد بن عيسى والوفد المرافق وحضر حفل العشاء معالى وزير المياه الدكتور غازى بن عبدالرحمن القصيبى ومعالى وزير المالية والاقتصاد الوطني الدكتور ابراهيم بن عبدالعزيز العساف ومعالى الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن بن حمد العطية وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسى المعتمدين لدى المملكة وعدد من رجال الاعمال والاعلام وكبار موظفى وزارة الخارجية.