ربما يريد الأمريكيون إسقاطه، لكن السلطات العراقية مشغولة بحشد تأييد الشعب العراقي لمنح صدام حسين نعم مدوية في استفتاء يوم 15 أكتوبر لإبقائه في السلطة سبع سنوات أخرى. ورغم تزايد التهديدات المحيطة به، فإن القائد المحبوب هو مركز لحملة تأييد تليفزيونية باهظة التكاليف.. ويظهر الرئيس صدام في الدعاية التليفزيونية داخل رسم على هيئة قلب، ويحث التعليق المصاحب العراقيين على أن يقولوا نعم، نعم، نعم للقائد صدام حسين. لكن قرار مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة بتأخير عودتهم إلى العراق كان ضربة قوية للرئيس العراقي الذي قالت حكومته مرارا إنه لا حاجة لقرار جديد بعد الاتفاق على استئناف عمل مفتشي الأسلحة. وقد نبه الرئيس جورج دبليو بوش إلى أن التزام القيادة العراقية التام هو خيارها الوحيد . وإذا لم يلتزم فسوف يواجه توقع إزاحة نظامه على يد القوة العسكرية الرهيبة للقوة العظمى في العالم. بين شقي رحى ووجد العراقيون البسطاء أنفسهم مرة أخرى بين شقي رحى، فهم قلقون من عواقب الحرب، ومستسلمون للقدر فيما يخص مستقبلا لا يملكون تغييره. الله يساعدنا، ماذا نستطيع أن نفعل؟ هكذا تساءلت امرأة كانت تتسوق في حي الكرادة في وسط بغداد. بينما قال رجل آخر الموضوع ليس في أيدينا. وتستمر الحياة اليومية في شوارع بغداد. وثمة إشارات محدودة إلى أن الناس يخزنون أطعمة، ويرجع ذلك في جزء منه إلى أنهم لا يستطيعون تحمل تكاليف ذلك، كما يرجع أن السلطات العراقية سلمت المواطنين حصة شهرين من الطعام مقدما. ويقول العراقيون أيضا إنهم رأوا مثل ذلك من قبل.. نحن معتادون على تلك التهديدات، هكذا تقول شابة عراقية. فقر لكن مارجريت حسن وهي موظفة إغاثة من كير إنترناشيونال في العراق عبرت عن قلقها بخصوص ما قد يلحق بالعراقيين من تجدد الصراع. وفي عام 1991، كان لا يزال لدى العراقيين أموال، لكن بعد 12 سنة من الحصار الاقتصادي صاروا فقراء مدقعين. أتمنى تجنب الحرب، هكذا يقول دبلوماسي غربي في بغداد، مضيفا لكن الأمريكيين عازمون، ويبدو الآن أن صدام حسين سيضطر إلى قبول كل شيء في القرار الجديد. ويشمل هذا التفتيش في قصوره الرئاسية الثمانية التي كانت محصنة ضد التفتيش المفاجئ طبقا للاتفاق الذي وقعه العراق عام 1998 مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان. تمهيد للحرب وبعد أن وافق العراق أخيرا على قرارات الأممالمتحدة القائمة، إذا بقواعد عملية التفتيش تتغير. والعراقيون مقتنعون بأن الأمريكيين يحاولون دفع بغداد إلى الزاوية لخلق سياق يبرر حربا قرروا بالفعل خوضها - حربا بسبب النفط والسيطرة أكثر منها بسب نزع السلاح. ويقر مسؤول عراقي كبير بأنه في عام 1991، كان ثمة تبرير. لقد دخلنا الكويت. لكن ماذا فعلنا الآن؟ منذ أكثر من عقد لم نفعل شيئا. لكن مع استعداد الطرفين لمواجهة عسكرية، فقد قال نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز إن الهجوم على العراق لن يكون نزهة للأمريكيين.. وقد تعهدت بغداد بالرد على ما يواجهها. لكن ما لا يعرفه أحد هو ماذا تملك بغداد بالضبط، وماذا إذا كان بمقدور العراق الاعتماد على جيشه في مثل تلك المواجهة..وبالطبع هناك سؤال محوري آخر. هل ستنصاع القيادة العراقية للمطلوب منها، أخذا في الاعتبار أنهم بعد 30 سنة في السلطة قد يصبح بقاؤهم في خطر. *مراسلة بي بي سي