كان لعمرو بن العاص سيف طبقت شهرته الآفاق وما بقي أحد إلا وتحدث عن سيف عمرو البتار.. وبذكاء عمرو بن العاص المعهود ترك لهذه الشائعة أن تنتشر وتسبقه إلى الأقطار التي فتحها ومنها مصر.. وبالطبع تضاعفت شهرة سيف عمرو في مصر إلى درجة كبرى وأخذت تنسج عن هذا السيف الأعجوبة الأساطير وبلغ ذلك خليفة المسلمين العادل عمر بن الخطاب فأمر بأن يؤتى له على عجل بسيف عمرو بن العاص ليرى ماهي المعجزة فيه. وعندما رأى عمر رضي الله عنه ذلك السيف وتفحصه رأى أنه سيف عادي ولايتميز في شىء فأرسل إلى عمرو بن العاص يسأله ما سر هذا السيف العادي جدا.. فرد عمرو: يا أمير المؤمنين لقد بعثت إليك السيف فقط ولم أبعث إليك باليد التي تضرب به.. وهذا كل ما في الأمر..فضحك عمر بن الخطاب وقال رضي الله عنه: ما أشد دهاء وفطنة عمرو.. لقد أرهب بشهرة سيفه أعداء الله فهزموا قبل أن يقاتلوا.. لقد أشاع الرعب في قلوبهم فانتصر عليهم. ترى هل تغيرت الدنيا.. وأصبحنا نحن المسلمين يخيفنا ويرعبنا سيف إسرائيل وأسلحة الدمار بها وسطوتها وجبروتها وهل أصبنا بالذعر والاستكانة والاستسلام؟ لقد حارب العرب في أكتوبر بشجاعة كبرى وحققوا انتصارا كاد يصبح ساحقا ومدويا لولا لعبة التوازن.. وتجاوز العرب في تلك الحرب أسطورة جيش إسرائيل الذي لا يهزم.. لقد حطم العرب في مصر خط بارليف وولى اليهود أدبارهم هاربين مذعورين وكذلك في الجولان وانتصر الإيمان في صدورنا ولكن أصدقاء إسرائيل لا يريدون نصرا للعرب وهكذا كان.. ترى هل مازلنا نخاف من سيف إسرائيل.. وهل سقط من يدنا سيف عمرو بن العاص؟