في كل عام لنا موعد يتجدد مع ذكرى يوم مشهود في تاريخ هذه الامة يصعب تجاوزه دون الوقوف عنده وقفة تأمل واتعاظ وعبرة. هذا اليوم هو اليوم الوطني لهذه البلاد وسنتوقف مع ذكر هذا اليوم ثلاث وقفات سريعة. الوقفة الاولى تجعلنا نعود الى بدايات تأسيس هذا الكيان عندما قام الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود "رحمه الله" بلم شمل القبائل وجمع شتاتها وتوحيد كلمتها في وقت كان يعتبر مثل هذا العمل ضربا من الخيال فالعالم العربي وكذا الاسلامي يتفتت الي دويلات ودول والعالم اجمع يعاني الحروب والتشرذم. فقدم عبدالعزيز انموذجا فريدا واعاد للامة الاسلامية الامل بتأسيسه اكبر وانجح واول وحدة عربية اسلامية على مستوى العالم العربي والاسلامي ليس هذا فحسب ولكنه اقام هذه الوحدة على التوحيد فقامت دولة عصرية دستورها القرآن الكريم والسنة النبوية في وقت كان مثل هذا التوجه يعتبر رجعية فجميع الدول الاخرى تتسارع للوقوع في احضان تيارات ليبرالية وقومية وشيوعية وغيرها.. نعم يجب ان نقف وقفة احترام مع تلك الشجاعة وذلك التوجه الإسلامي للامام الملك عبدالعزيز "رحمه الله". والوقفة الثانية تجعلنا نتأمل ما تحقق لبلادنا ولله الحمد منذ تأسيسها وحتى وقتنا الحاضر من تطور وازدهار مع محافظتها على هويتها العربية والاسلامية متمسكة بعقيدتها معتزة بعروبتها لتقدم انموذجا فريدا للتنمية العصرية الحديثة حيث اخذت بكل وسائل التقدم دون التخلي قيد انملة عن ثوابتها تقبل مايتفق مع عقيدتها وعاداتها وتقاليدها رافضة كل ما يخالفها قلبا وقالبا فهاهي مظاهر الحياة العصرية في كل مدينة وقرية وهاهي في نفس الوقت بلد يؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر ويحكم فيه بشرع الله ويدعم الدعوة لله على بصيرة. الوقفة الثالثة تجعلنا نستشعر دورنا ومسئوليتنا في المحافظة على وحدة بلادنا كل في موقعه وحسب مسئوليته ان المحافظة على الوحدة تعني ان نزيل النعرات القبلية والاقليمية فيما بيننا فنحن ابناء وطن واحد ونحن شعب واحد اكرمنا الله بهذه الوحدة والوحدة تتطلب الا نسمح لاحد من الداخل او الخارج بان يزايد على وحدتنا او تمسكنا بعقيدتنا لان وحدتنا قامت على العقيدة الاسلامية وعقيدتنا هي اساس وحدتنا. والوحدة تعني ان نعمل جميعا رجالا ونساء كبارا وصغارا على رفعة الوطن وتطوره وازدهاره فنحن كافراد مسئولون عن اي خلل في عمل اجهزتنا او قصور في مؤسساتنا اذا ما قصرنا ونحن ايضا المعنيون بتقدمه وازدهاره اذا ما اخلصنا العمل وضاعفنا الجهود. ان الوحدة الوطنية تعني ان نقف صفا واحدا ضد من يجعل المصلحة العامة اخر همه او يستقصد امننا وسلامتنا.. والوحدة تعني ان يعطي كل قادر بسخاء لهذا الوطن لا ان يأخذ فقط بدون عطاء. والوحدة الوطنية تعني ان كل واحد منا يشغل حلقة في هذه المنظومة المباركة وعليه ألا تؤتى هذه الوحدة من خلاله لننعم وينعم ابناؤنا من بعدنا. * عميد كلية الأمير سلطان لعلوم السياحة والفندقة