مدير مكتب التعليم ببيش في يوم المعلم: نفخر بالإنجازات المتتالية للمعلمين والمعلمات وما يقدمونه من جهود مشكورة    «الأرصاد» يصدر تحذيراً من أمطار غزيرة على منطقة الباحة    26 ورشة وجلسة متخصصة في معرض الصقور والصيد السعودي الدولي    القيادة تهنئ سلطان بروناي دار السلام بذكرى توليه مقاليد الحكم في بلاده    أمانة تبوك تنظم ورش عمل مشتركة مع القنصلية الأمريكية    الإدارة العامة للأسلحة والمتفجرات تشارك في معرض الصقور والصيد السعودي الدولي 2024    قاعدة الملك فيصل الجوية بالقطاع الشمالي تحتفل باليوم الوطني 94    القوة الدافعة وراء تشكيل جيل قادر على التنافس عالميًا    إسرائيل تؤكد مقتل خليفة نصرالله ومرافقيه    آل زلفة: الصدفة قادتني ل 1000 وثيقة في متجر لبيع الصحون وقدور الطبخ!    وزير الخارجية يستقبل وزير أوروبا والشؤون الخارجية في الجمهورية الفرنسية    هل تهاجم إسرائيل إيران 7 أكتوبر؟    ضبط (22094) مخالفًا لأنظمة الإقامة والعمل خلال أسبوع    زيلينسكي: سأطرح "خطة النصر" في اجتماع الحلفاء في ألمانيا    ثاني أكبر روافد نهر الأمازون بالبرازيل يسجل أدنى منسوب للمياه بسبب الجفاف    يزيد الراجحي يعود إلى رالي المغرب مع طموحات الحفاظ على اللقب    "سلمان للإغاثة" يدشّن مشروع توزيع المساعدات الغذائية للأسر الأكثر احتياجًا في جمهورية قرغيزستان    جمعيتي "طويق" و"العمل التطوعي" تحتفلان باليوم الوطني بعشرة أركان تفاعلية    اليوم عرسك    "المركزي الروسي" يرفع سعر الروبل مقابل العملات الرئيسية    رياح مثيرة للأتربة والغبار على الشرقية والرياض والمدينة    إتاحة تخصيص عقارات الدولة لأكثر من جهة حكومية    السجن مدى الحياة ل«مغتصب التلميذات» في جنوب أفريقيا    خوفاً من الورثة.. مغربية تحتفظ بجثة والدتها !    6 توصيات لتعزيز الهوية الثقافية ودعم الاستثمار في تعليم اللغة العربية محلياً و دولياً    هل أوقف الاتحاد الدولي المُلاكمة الجزائرية إيمان خليف وجردها من ألقابها ؟    العربي يتغلّب على العين بثلاثية في دوري يلو    الفتح يختتم تحضيراته لمواجهة التعاون    في مباراة الفريق أمام الرياض .. القادسية يحتفي بوزير الإعلام "الدوسري"    عبدالعزيز بن سلمان يشارك في اجتماعات مجموعة العمل الخاصة بالتحولات في مجال الطاقة    محافظ الطائف يعزي أسرة الحميدي في فقيدهم    جمعية الأدب تعتمد 80 سفيراً في 30 مدينة    ميندي يوجه رسالة لجماهير الأهلي    الجيش الأميركي يعلن قصف 15 هدفا للحوثيين في اليمن    مسؤولون وأعيان يواسون أسرتي القاضي وآغا في فقيدتهم    الهيئة السعودية للسياحة تطلق تقويم فعاليات «شتاء السعودية»    لوحة «ص ق ر 2024» لمركبة «المرور» تلفت أنظار زوار «الداخلية» في معرض الصقور والصيد    رصد طائر «سمنة الصخور الزرقاء» في الحدود الشمالية    انطلاق حملة الحي يحييك للاحياء السكنية بالمنطقة الشرقية    ب 3 مناطق.. مركز «911» يتلقى 98 ألف مكالمة خلال 24 ساعة    تجمع الرياض الصحي الأول يكرم 14 استشارياً    إمام المسجد النبوي: آية ((إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ )) تحمل في طياتها معاني عميقة    وفاة 866 شخصًا بمرض جدري القردة في أفريقيا    "الصحة العالمية"تستعدّ للقيام بالجولة الثانية لتلقيح أطفال غزة ضدّ شلل الأطفال    أحلام على قارعة الطريق!    أمانة الطائف توقع عقد إنشاء مشروع (قبة الفراشات) بمساحة ٣٣ ألف م٢    مدير تعليم الطائف يطلق مبادرة غراس لتعزيز السلوك الصحي    الأمير سعود بن نهار يعزي أسرة الحميدي    90 مبادرة لأمانة الطائف تعزز الوعي البيئي وتدعم الاستدامة الخضراء    2238 مصابا بالناعور في 2023    تعيين عدد من الأئمة في الحرمين الشريفين    أول فريق نسائي من مفتشي البيئة في المملكة يتمم الدورية رقم 5 آلاف في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    بدء الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين لبحث التحرك العربي للتضامن مع لبنان    نيابة عن ولي العهد.. وزير الخارجية يشارك في القمة الثالثة لحوار التعاون الآسيوي    خادم الحرمين يهنئ رئيس غينيا بذكرى الاستقلال ويعزي رئيس نيبال في ضحايا الفيضانات    تثمين المواقع    وزير الداخلية يعزي ذوي شهيد الواجب أكرم الجهني    مفتي عام المملكة يستقبل مفوّض الإفتاء بمنطقة جازان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



72 عاما من الوحدة, والنماء, والأصالة
الشعب السعودي يتهيأ للاحتفال باليوم الوطني
نشر في اليوم يوم 22 - 09 - 2002

يوم غد الاثنين غرة برج الميزان سنة 1380ه شمسية الموافق السادس عشر من رجب لعام 1423ه الموافق 23 من سبتمبر 2002م تحل الذكرى الثانية والسبعون لليوم الوطني المجيد لبلادنا الغالية. ففي مثل هذا اليوم منذ اثنين وسبعين عاما أعلن الملك المؤسس - الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله توحيد أجزاء البلاد وتحويل اسمها من بلاد نجد والحجاز إلى "المملكة العربية السعودية" بعد جهاد استمر 32 عاما أرسى خلالها الملك الموحد رحمه الله قواعد البنيان على هدى كتاب الله الكريم وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم سائرا في ذلك على نهج أسلافه من آل سعود وذلك في التاسع عشر من جمادى الأولى سنة 1351ه استجابة لرغبة الرأي العام وتجسيدا للواقع الذي أصبحت عليه أجزاء البلاد. وتعني ذكرى اليوم الوطني المجيد لأبناء الشعب السعودي الكثير فهي بالنسبة لهم عنوان للم الشمل والأمن والأمان بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بجهاد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه الذي أرسى تلك المعطيات فكانت نتائجها أمنا وأمانا ورخاء.
الدولة الأولى
ذكرى هذا اليوم تدعونا بكل فخر للوقوف إجلالا وتقديرا لتأمل الإنجازات الضخمة التي تحققت وما زالت تتحقق بفضل من الله عز وجل ثم بفضل ما يوليه قادة هذه البلاد رعاها الله من حرص واهتمام. فمنذ أكثر من 266 عاما قامت الدولة السعودية الأولى في عام 1157ه حيث قام الإمام محمد بن سعود بجهود عظيمة في مؤازرة ومناصرة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب للعودة إلى الإسلام الصحيحة وإلى الحياة الإسلامية الصحيحة وتعاهد الإمام الشيخ في ذلك العام على التعاون للعودة بالمجتمع في جزيرة العرب إلى عقيدة الإسلام كما كانت عليه في صدر الإسلام وفقا لما جاء به رسول الأمة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وسارا على هذا السبيل لتحقيق هذا الهدف الكبير فرفع الإمام محمد بن سعود راية الجهاد في سبيل الله مبليا بلاء حسنا في الذود عن العقيدة الإسلامية واستمر رحمه الله مناصرا لدعوة التوحيد أكثر من إحدى وعشرين سنة. بعد ذلك تتابع جهاد آل سعود منطلقين من المنطلق نفسه فلم تنطفئ جذوة الإيمان في قلوب الفئة المؤمنة بانتهاء حكم الدولة السعودية الأولى بعد زهاء ستة وأربعين عاما بسبب التدخل الأجنبي بل استمر علم الجهاد مرفوعا.
الدولة الثانية
وفي عام 1240ه قامت الدولة السعودية الثانية بقيادة الإمام المؤسس الثاني تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود الذي واصل ومن بعده ابناؤه نهج أسلافهم نحو 68 عاما حتى انتهى حكم الدولة السعودية الثانية عام 1308ه نتيجة عوامل داخلية.
وبينما كان الناس في دوامة من عدم الاستقرار والأمن بزغ فجر اليوم الخامس من شهر شوال من عام 1319ه إيذانا بعهد جديد حيث استعاد الموحد الباني الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود - رحمه الله - مدينة الرياض معيدا ملك آبائه وأجداده في صورة صادقة من صور البطولة والشجاعة والإقدام فوضع - طيب الله ثراه - أولى لبنات هذا البنيان الكبير على أسس قوية هدفها تحكيم شرع الله والعمل بكتابه وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وواصل الملك عبد العزيز جهاده لإعلاء كلمة الله ونشر عقيدة التوحيد والعودة بالأمة في هذه الجزيرة إلى الله عودة نصوحا.
ولم يفت في عضد عبد العزيز ورجاله المخلصين قلة العدد والعدة لأن هذا الهدف الرفيع استقر في نفسه ونفوس رجاله بل انطلق من الرياض بذلك الإيمان الصادق في جهاد حتى جمع الله به الصفوف وأرسى دعائم الحق والعدل والأمن والأمان.
التوحيد
توحدت القلوب على كتاب الله وسنة نبيه فتوحدت اجزاء البلاد واينعت تلك الجهود والجهاد أمنا وأمانا واستقرارا وتحول المجتمع من قبائل متناحرة الى شعب متحد ومستقر يسير على هدى الكتاب والسنة بفضل الله أولا ثم بما ارساه الملك عبد العزيز وبما جاهد من اجله فشع نور الإيمان ونور العلم النافع.
تفيأ المواطن الامن وكذلك الحاج والمعتمر وزائر مسجد الرسول المصطفى عليه الصلاة والسلام واصبحت السبل الى الحرمين الشريفين آمنة وتلك غاية كانت هاجس الملك عبد العزيز لا يفارقه خدمة لدين الله وللمسلمين كافة.
لقد تحققت بهذا الإنجاز العظيم خطوة في سبيل خدمة الإسلام والمسلمين وفق الله الموحد الباني الى تحقيقها في اقدس البقاع , ومع ضخامة وعظم هذه الملحمة التاريخية التي خاضها الملك عبد العزيز رحمه الله فلم تشغله عن دور بلاده الفتية على الأصعدة الخارجية كافة.
لقد بنى طيب الله ثراه علاقات المملكة على هدى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة مثل ما أرسى دعائم الحكم على النهج نفسه فقد دعا الى التعاون العربي والتضامن الإسلامي واسهم اسهاما متميزا في تأسيس الجامعة العربية واشترك في هيئة الأمم المتحدة عضوا مؤسسا وسجل له التاريخ مواقف مشهودة في كثير من الأحداث العالمية والقضايا الإقليمية والدولية , وتجسد القضية الفلسطينية نموذجا بارزا لدعم الملك عبد العزيز رحمه الله للبلدان العربية وحقوقها فكان رحمه الله عميق الصلة بهذه القضية بحكم موقعه المميز بين الزعماء العرب.
لقد سخر الملك عبد العزيز طيب الله ثراه للقضية الفلسطينية دبلوماسيته المعهودة ودافع عن القضية من خلال اتصالاته المستمرة مع زعماء العالم وسار على إستراتيجية واضحة في محاولة اعادة الحقوق المشروعة للفلسطينيين ومضى في مؤازرته ودعم الكفاح والجهاد الفلسطيني لاسترداد الحق المغتصب.
منهج قيم
رحل الملك عبد العزيز بعد ان أرسى منهجا قيما كان ولا يزال فريد هذا العصر فسار ابناؤه على نفس النهج الذي ارساه الموحد المجاهد فاكتمل نسيج الأمن ولم يتغير النهج ولا الهدف لانهما مستمدان من شرع الله الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه كتاب الله وسنة رسوله.
سار جلالة الملك سعود رحمه الله على ذلك المنهج وعمل في إطاره حتى برزت ملامح التقدم واكتملت هياكل عدد من المؤسسات والأجهزة الأساسية في الدولة ثم نهض من بعده رائد التضامن الإسلامي جلالة الملك فيصل رحمه الله براية الحق فتتابعت المنجزات الخيرة وعمل من اجل الدعوة للتضامن الإسلامي وبدأت المملكة في عهده تنفيذ الخطط الخمسية .
وتدفقت ينابيع الخير وافرا بتسلم جلالة الملك خالد رحمه الله فتواصل النماء خدمة للوطن والمواطن بخاصة والإسلام والمسلمين بعامة واتصلت خطط التنمية ببعضها لتحقيق المزيد من الرخاء وعلا البناء الكبير عزا ورفعة وإباء عندما اشرق عهد جديد من الخير والعطاء عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ال سعود حفظه الله واتسع في هذا العصر الزاهر الميمون العطاء والإنجاز واتسم بسمات حضارية متميزة تجسد ما اتصف به الملك فهد بن عبد العزيز من صفات جليلة من أبرزها تمسكه بكتاب الله وسنة رسوله الكريم وتفانيه الذي لا تحده حدود في خدمة وطنه ومواطنيه وأمته الإسلامية في كل شأن وفي كل بقعة داخل الوطن وخارجه.
منجزات
جعل الملك فهد بن عبد العزيز تنمية الإنسان في هذا البلد من أولى أولوياته لايمانه بان المواطن هو هدف التنمية ووسيلتها , وفي هذا الإطار رعى رائد التعليم الاول منذ تولي مسئولية وزارة المعارف وحتى اليوم التعليم وتعهده بدعمه ومتابعته مرحلة .. مرحلة حتى شهد قفزات متميزة.
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الزاهر عنيت وزارة المعارف بإنشاء الاف المدارس والمباني المساندة الأخرى في سبيل توافر المناخ الملائم لأبنائنا وبناتنا طلابا وطالبات بمختلف المراحل التعليمية ناهيك عن قطاعات ومؤسسات التعليم العالي والمهني والتقني والصحي والطبي والأمني.
وفي المجال الصحي أولت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ال سعود هذا القطاع الحيوي المهم اهتماما كبيرا وجعلته في مقدمة أولويات خططها التنموية مما جعلها تتبوأ مكانا مرموقا علميا في المجال الصحي واصبحت مرجعا طبيا وعلاجيا للعديد من الامراض وبخاصة امراض وجراحة القلب والكبد التي حققت المملكة فيها تقدما مذهلا وأجرت العديد من مستشفياتها العشرات من العمليات الناجحة لزراعة الكبد والقلب.
واستحوذت المجالات الاقتصادية والاجتماعية وبرامج تنميتها على قدر كبير من الرعاية الكريمة من الملك المفدى وحكومته الرشيدة واتخذت ضروبا وأشكالا مختلفة في النواحي الزراعية والصناعية والكهربائية والبناء والتعمير مستفيدة من القروض المقدمة دون فوائد عبر الصناديق الصناعية والعقارية والزراعية وصندوق الاستثمارات وبنك التسليف.
وارتبطت اجزاء المملكة المترامية الأطراف بشبكة من الطرق الحديثة والجسور والانفاق وفي المجال الزراعي تضاعفت المساحة الزراعية في المملكة عدة مرات عما كانت عليه قبل نحو عقدين من الزمن حيث أنشئت السدود للمساهمة في تغذية الآبار وسقيا المزارع المنتشرة في أنحاء المملكة وكذلك اتساع الرقعة الزراعية الشاسعة ومحطات تحلية المياه المالحة .
ويوجد في المملكة العديد من الموانئ البحرية الصناعية والتجارية التي تقوم على استقبال اكبر السفن في العالم والمحملة بشتى البضائع التي تناولتها موانئ المملكة الواردة اليها والصادرة منها شملت ملايين الأطنان المحملة بالمواد الغذائية ومواد البناء والمواد الخام والبضائع الاستهلاكية وتعمل جميع تلك الموانئ على مدار الساعة طوال العام ويدعمها في ذلك انظم إرشاد متطورة ومساعدات ملاحية لتأمين سلامة ملاحة السفن .
لقد استكملت التجهيزات الأساسية في المملكة بفضل الله تعالى ثم بحسن التخطيط فحققت المملكة هذه القفزات المتميزة في عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله وكان لابد لذلك من قدرات تحميها بعد الله سبحانه وتعالى فتم تعزيز القدرات الدفاعية للمملكة للمحافظة على المقدسات الإسلامية ونشر المزيد من الأمن والاستقرار والرخاء وانتشرت المؤسسات العسكرية التدريبية كالكليات والمعاهد والمراكز التدريبية .
أنظمة التطوير
ولم تقف معطيات قائد هذه البلاد عند ما تم تحقيقه من منجزات شاملة فهو (أيده الله) يواصل الليل بالنهار عملا
دؤوبا يتلمس من خلال كل ما يوفر المزيد من الخير والازدهار لهذا البلد وأبنائه فأصبحت ينابيع الخير في ازدياد يوما بعد يوم وتأتي الأوامر الملكية الكريمة التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين في 27 من شعبان 1412ه متضمنة النظام الأساسي للحكم ونظام مجلس الشورى ونظام المناطق ثم ما تبع ذلك من أوامر ملكية مكملة في الثالث من ربيع الأول 1414ه خاصة بنظام مجلس الوزراء وتشكيل مجلس الشورى واللوائح التنظيمية المرتبطة به وكذا نظام المناطق الذي صدر في الثلاثين من الشهر نفسه تأتي تلك التنظيمات تجسيداً للرعاية الكريمة التي يوليها الملك المفدى لأبناء شعبه وخطوة رائدة تعد من أهم الإنجازات التي حققها الملك فهد لشعبه الوفي.
لقد علا البناء على هذه الأرض الطيبة المباركة بفضل تحكيم شرع الله والعمل بكتابه الكريم وبفضل ما تحقق على يدي المؤسس الملك عبدالعزيز من استتباب الأمن والأمان الذي واصل أبناء الملك عبدالعزيز العمل من اجله .
خدمة الحجيج
وبعد ان تم تأمين الطريق للوافدين ببيت الله الحرام توالت برامج التنمية الشاملة في الحرمين الشريفين والمدينتين المقدستين والمشاعر المقدسة عبر تعاقب أبناء الملك عبدالعزيز من بعده.
وعندما اشرق عهد خادم الحرمين الشريفين اشرق على الأماكن المقدسة عهد لم يسبق له مثيل بعد أن جعل فهد بن عبدالعزيز خدمة الحرمين الشريفين صفة لا تفارقه قولا وعملا ولقبا احبه دون غيره وفضله على كل ما قد يوصف به من أوصاف.
لقد اكرم الله الملك فهد بن عبدالعزيز بان وفقه لإنجاز اكبر توسعة للحرمين الشريفين حيث عمل حفظه الله من اجله طويلا وأعطى كثيراً حتى حقق الله له ما أراده من هذا العمل الصالح.
وبلغت عناية القيادة السعودية بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وضيوف بيت الله الحرام ذروتها في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز فهو يتابع شخصيا كل كبيرة وصغيرة تتعلق بها .
وانتفع ضيوف الرحمن وزوار مسجد الرسول الكريم وتلك التوسعات الفريدة فاصبح المسجد الحرام يتسع لأكثر من مليون مصل ويتضاعف ذلك في أوقات الذروة ويستوعب المسجد النبوي الشريف ما يزيد على مليون مصل في الذروة ووفرت لهذه الأعداد المتزايدة كل ما تحتاجه من خدمات كالمياه والفرش والتكييف ليتوجهوا إلى أداء عباداتهم في أجواء يسودها المزيد من الطمأنينة والخشوع تحفها عناية الله ثم ما تحقق لها من الأمن والأمان والاستقرار الذي يسهر على حمايته رجال نذروا أنفسهم لتحقيق ذلك الهدف السامي النبيل الذي ندبهم إليه قائد مسيرتهم خادم الحرمين الشريفين تحقيقا لما اكرم الله به هذه البلاد وأهلها وهو شرف خدمة الحرمين الشريفين والحجاج والزوار.
لقد أنفقت حكومة خادم الحرمين الشريفين طيلة السنوات الماضية مليارات الريالات على المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة بما في ذلك توسعة الحرمين الشريفين وتتضمن نزع الملكيات وتطوير المناطق المحيطة بهما وكذلك تطوير شبكات الخدمات والانفاق والطرق.
خدمة المسلمين
وتواصلا لهذا الدور الذي تقوم به المملكة قيادة وحكومة وشعبا تجاه المسلمين الوافدين انتهجت المملكة منذ عهد مؤسسها الراحل الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه سياسة اتسمت بالحكمة وبعد النظر على الصعيد الخارجي لخدمة الإسلام والمسلمين وقضاياهم ومد يد العون والدعم للأشقاء منطلقة من القاعدة التي أرساها المؤسس وهي العقيدة الإسلامية .
فأتت تلك السياسة الحكيمة ثمارها على المستويات كافة وتجسدت على المستوى الإقليمي حينما عززت المملكة دور مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجسدت العمق الحقيقي لهذا التعاون الأصيل النابع من روابط الدين والتاريخ والعادات والاجتماعية حتى حقق هذا المجلس لأبنائه ما يتطلعون إليه من آمال وطموحات وعلى الصعيد العربي كانت سياسة المملكة ولا تزال نهجا علنا ملتزما به دفاعا عن قضايا الأمة العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية واستعادة الأقصى المبارك ودعم المصالح المشتركة والتمسك بميثاق الجامعة العربية وتثبيت دعائم التضامن العربي على أسس تكفل استمراره لخير الشعوب العربية .
وأسهمت المملكة بأوفر مساهمة في تنمية المجتمعات العربية عبر الدعم والمساندة بمختلف أشكالهما .
وقد أولت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين القضية الفلسطينية عناية متميزة سيرا على النهج الذي رسمه الملك عبدالعزيز وسار عليه أبناؤه من بعده في سبيل الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني .
القضية الفلسطينية
وقفت المملكة بجانب الشعب الفلسطيني على كافة الأصعدة بكل ثقلها المعنوي والمادي إلى جانب هذه القضية في مختلف المحافل الدولية وعلى كافة الساحات مطالبة بحل سلمي عادل وفق قرارات الشرعية الدولية المتمثلة في قراري مجلس الأمن الدولي 242و338 .
ودعمت المملكة ومازالت تدعم الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة وتواصل المملكة دعمها فيما يعود بالخير على القضية الفلسطينية عبر عملية السلام في الشرق الأوسط مجددة تأكيدها على أن قرارات الشرعية الدولية هي الأساس وهي القاعدة للحل الشامل والعادل .
ولم تكن المملكة بما تتسم به سياستها من اتزان وحكمة بعيدة عن القضايا الأخرى في البلدان العربية الشقيقة وعلى الصعيد الإسلامي أولى الملك فهد بن عبدالعزيز رعاه الله قضايا العالم الإسلامي اهتماما متميزاً اتسم بصدق المعالجة والمساندة والمؤازرة بكل الأشكال وعلى مختلف الساحات .
وعلى الصعيد الدولي تتبوأ المملكة مكانة رفيعة لسياستها البناءة تجاه مختلف القضايا الدولية ولمواقفها المتميزة إزاء المجتمع الدولي دولا وشعوبا ومن خلال فاعليتها في هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها المتعددة وتمسكها بميثاق هذه المنظمات الدولية ومشاركتها في تحمل مسئولاتها الدولية في الدفاع عن القضايا العالمية العادلة . وللمملكة إسهاماتها الفاعلة عن الأمن والسلام الدوليين وصيانة حقوق الإنسان طبقا لما جاء به الدين الإسلامي الحنيف بالإضافة إلى تعزيز دور المنظمات العالمية والدعوة إلى تحقيق التعاون الدولي في سبيل النهوض بالمجتمعات النامية على الحصول على متطلباتها الأساسية لتحقيق نمائها واستقرارها.
واليوم ومملكتنا الغالية وهي تحتفي بالذكرى الثانية والسبعين ليومها الوطني يقف كل مواطن ومواطنة في هذه البلاد الطاهرة وقفة شكرلله على ما انعم به علينا من نعمة الإسلام أولا ونعمة الأمن والأمان والاستقرار والرخاء ثانيا بفضله جل وعلا ثم بفضل جهاد المؤسس الباني الملك عبدالعزيز رحمه الله.
ومن بعد الملك عبدالعزيز وطد أبناؤه الكرام هذا المنهج وترسموه في سيرهم بهذه البلد وأهلها حتى تبوأت مكانة العزة بين أمم الأرض ملتفة حول قيادتها الرشيدة عاملة بكل جد وتفان تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لتحقيق المزيد من الخير والنماء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.