رفع المشاركون فى ملتقى خادم الحرمين الشريفين الإسلامى الثقافى السادس فى مدينة جوهانسبيرغ بجنوب افريقيا شكرهم وتقديرهم الى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ال سعود على دعمه المستمر لهذا الملتقى وأمثاله. كما ثمن المشاركون الرعاية الكريمة من لدن صاحب السمو الملكى الامير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء ورئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء للملتقى. جاء ذلك فى التوصيات الختامية للملتقى الذى نظمته الوزارة تحت عنوان (الدعوة الإسلامية فى افريقيا ومؤسساتها .. الخصائص .. الوقع .. التطوير) واختتم اعماله امس بحضور معالى وزير الشئون الإسلامية والدعوة والارشاد والمشرف العام على الملتقى الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد ال الشيخ. كما اوصى المشاركون المسلمين الى الاعتصام بالكتاب والسنة واتباعهما على وفق فهم سلفنا الصالح ومنهاجهم فى الدعوة والاصلاح وعلى الالتزام بمصادر التلقى الصحيحة والعمل على نشر التأصيل الشرعى للمنهاج الدعوى. كما حثوا على التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم فى الدعوة الى الله واستلهام العبر من قصص الانبياء عليهم الصلاة والسلام فى الدعوة الى الله مؤكدين على مكانة الفتوى فى الإسلام وأهمية العناية بها واختيار المؤهلين لها والدعوة الى توثيق العلاقات بين العلماء فى الدول الإسلامية والتواصل فيما بينهم والسعى فى نشر فتاوى المجامع الفقهية والهيئات العلمية الموثوقة. وشدد المشاركون على أهمية العناية بتكوين طلبة العلم وتأهيلهم للقيام بمهام التعليم والافتاء وانشاء مجالس للافتاء فى الدول التى تخلو منها والتنسيق بين الموجود منها لتفعيل تأثيرها فى أداء مهماتها فى توجيه المسلمين وبيان الاحكام الشرعية عند النوازل. وأكدوا على عناية الإسلام بحفظ الضرورات الخمس (الدين والنفس والعقل والمال والنسل) ومحاربته للفساد فى الارض وصيانته للنفوس المعصومة والممتلكات وأن أحكام الإسلام أعدل الاحكام وأعظمها واقطعها لمادة العدوان على الخلق ودعوة العلماء والدعاة والباحثين الى ايضاح حقيقة الارهاب ومضادة الافكار التى تؤدى اليه وايضاح معنى وأحكام الجهاد الشرعى وشروطه وأحواله والتحذير من خطر الحملة على الإسلام والتوكيد على أن الإسلام يحارب مايسمى ب (الارهاب) ويدعو الى السلام المبنى على العدل واعطاء الحقوق الثابتة ويحث على حسن التعامل مع أهل الديانات الاخرى. وأكد المشاركون على أهمية ايجاد قنوات للحوار بين الدعاة الى الإسلام وغيرهم من المؤسسات والافراد فى العالم لتحقيق التعريف بالإسلام ورفع الشبهات العالقة فى الاذهان عنه والافادة من وسائل الاعلام والاتصال الحديثة المتنوعة فى برامج الدعوة ومناشطها. وبينوا ان السعى فى تأسيس القنوات فضائية والمحطات الاذاعية سيخدم الدعوة الى منهاج الإسلام ودعم الجهود الموجودة فى ذلك وتبنى الكفايات المميزة فى الاعلام اضافة الى ترسيخ حقائق تاريخ افريقيا الإسلامى بتشجيع الدراسات العلمية ونشر البحوث وادخالها فى المناهج الدراسية واستلهام القدوات منه ليتمثلها الجيل المسلم المعاصر والتعرف على خصائص المجتمع الافريقى الثقافية والدينية للتواصل مع غير المسلمين ونشر الإسلام وتعريفهم به والعناية اللاحقة بمن دخل فى الإسلام منهم . وطالب المشاركون بأهمية التعرف على العوائق البيئية فى افريقيا التى تعترض سبيل الدعوة وبذل الجهد فى التعريف باسباب بتذليلها والى عقد الدورات التعريفية بالبيئة الافريقية للموفدين للدعوة فى افريقيا والحث على مزيد من التواصل بين المؤسسات الإسلامية العاملة فى افريقيا لتبادل الخبرات ودراسة العقبات والمشكلات واقتراح الحلول المناسبة. وشددوا على اهمية التنسيق والتعاون بين المؤسسات الإسلامية ووضع خطط عمل مشتركة والعناية باختيار الكفاءات المؤهلة للعمل الدعوى والتطوير المستمر للطاقات البشرية العاملة فى المؤسسات الإسلامية ووضع برامج التدريب المتنوعة فى ذلك مؤكدين فى ملتقاهم على اهمية انشاء المشروعات الوقفية لتمويل الاعمال والبرامج الدعوية فى المؤسسات الإسلامية واصدار كتاب وثائقى عن الملتقى يشتمل على البحوث والتعليقات والمداخلات وترجمته وطبعه وتوزيعة على المؤسسات الإسلامية. واستنكر المشاركون ما يتعرض له المسلمون فى اماكن متفرقة من العالم من حملات الايذاء والتشريد ومحاولة طمس الهوية الإسلامية وعلى وجه الخصوص ما يتعرض له المسجد الاقصى الشريف واخواننا فى فلسطين من قتل وتشريد وارهاب واهلاك للحرث والنسل يتنافى مع ابسط القوانين والاعراف الدولية مناشدين المجتمع الدولى بالعمل الجاد على رفع هذا الظلم وايقاف العدوان وارجاع الحق الى اهله ومنحهم حقوقهم المشروعة. واكدوا على مكانة المملكة العربية السعودية وريادتها فى العالم الإسلامى باستمساكها بالعقيدة الإسلامية والشريعة المحمدية ورعايتها للحرمين الشريفين وتسهيل الوصول اليهما ونفع المسلمين والعناية بالاقليات المسلمة واسهاماتها الكثيرة فى اعمال البر والخير. كما استنكر المشاركون الحملات الاعلامية المغرضة ضد الإسلام وبلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية ويطالبون وسائل الاعلام فى العالم الإسلامى بالدفاع عن الإسلام والمسلمين وتوضيح صورة الإسلام السليمة النقية ويشكرون فى الوقت نفسه مواقف المملكة الكثيرة المتسمة بالوسطية والاعتدال فى معالجة ما جد من احداث ومشكلات . وأعربوا فى الختام عن شكرهم لمعالى وزير الشئون الإسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد ال الشيخ على جهود معاليه فى نجاح أعمال الملتقى كما يقدرون لحكومة جنوب أفريقيا تجاوبها وتعاونها لعقد هذا الملتقى على أرضها وما بذلته من جهود فى سبيل ذلك. معوقات وحلول العمل الدعوي في افريقيا على صعيد آخر عقدت امس بحضور معالى وزير الشئون الإسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد المشرف العام على الملتقى ندوة علمية بعنوان (معوقات العمل الدعوى فى افريقيا وحلولها) ادارها الشيخ ابراهيم بن اسماعيل بهام. وشارك فى الندوة كل من الدكتور اسماعيل موسى منك المفتى بمجلس العلماء فى هرارى بزيمبابوى والدكتور ابراهيم فارح عبدالله القاعود من مكتب الدعوة بجنوب افريقيا والدكتور محمد الفا جالو. وقد تحدث فى البداية الدكتور اسماعيل منك عن المعوقات العلمية حيث اوضح ماهو المراد بالمعوقات وبيان اهمية معرفتها وسبل التوصل الى حلها.. موردا بيانا بابرز المعوقات العلمية منها ضعف العلم الشرعى الذى من اسبابه عدم المعرفة بان للدعوة شروطها واسسها وقواعدها التى لابد من احاطتها وفهمها والسير عليها واتباع هدى غير هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدم العلم الشرعى على الاطلاق عند بعض من يقوم بالدعوة والعلم الخاطىء. بعد ذلك قام المتحدث الدكتور اسماعيل منك بطرح الحلول لتلك المعوقات العلمية منها التأكد من علم القواعد والاسس للدعوة والعمل بموجباتها وبيان اهمية الكتاب والسنة الصحيحة للمدعوين وبيان خطورة اتباع ما سواهما وكذا الصبر والرفق واللين مع المدعو ومعرفة حالة واستخدام الاسلوب المناسب للتأثير المطلوب فيه وتحسين العلاقات مع المدعوين والاتصال بهم وايجاد الثقة والربط بين الداعى والمدعو وكذا على الداعى ان يجتهد فى دراسته من البداية كى يدخل الساحة بكل استعداد. واضاف ان من المعوقات العلمية عدم وجود المرجعية العلمية الشرعية المعتمدة او ضعف اثرها كذلك عدم وجود مدارس اسلامية كافية لاهل السنة والجماعة تسد الحاجة لها كما لاتوجد مواد اسلامية صافية فى كثير من المدارس. مانديلا يشارك في افتتاح معرض الدعوة وينوه بالملتقى وجهود المملكة كما افتتح معالى وزير الشئون الإسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد وفخامة رئيس جمهورية جنوب افريقيا السابق نيلسون مانديلا امس المعرض الدعوي المقام على هامش الملتقى ويشتمل المعرض على اربعة اقسام رئيسية الاول جناح الحرمين الشريفين والثانى مخصص لابراز جهود الوزارة وانجازاتها سواء فى الداخل والخارج والثالث خاص بالمؤسسات الخيرية العاملة فى افريقيا والقسم الرابع خاص بجناح الاهداء والتوزيع ويتم فيه توزيع ماأعد للاهداء من اصدارات المجمع والكتيبات والشرائط المتوافرة وغير ذلك مما يخص التوزيع. وقد قام الرئيس مانديلا ومعالى الوزير ال الشيخ بقص الشريط ايذانا بافتتاح المعرض ثم قاما والضيوف والمشاركون فى الملتقى بجولة فى ارجاء المعرض. وبعد الجولة القى الرئيس مانديلا محاضرة فى قاعة الاجتماعات رحب فى بدايتها بانعقاد ملتقى خادم الحرمين الشريفين الإسلامى الثقافى السادس فى مدينة جوهانسبيرج مؤكدا اهمية انعقاد هذا الملتقى فى جمهورية جنوب افريقيا وعلى النتائج والقرارات التى صدرت عن الملتقى ودورها فى توضيح صورة الإسلام الحقيقية فى القارة الافريقية. ونوه الرئيس نيلسون مانديلا بالدور الرائد والمهم الذى تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين تجاه دعم قضايا الإسلام والمسلمين معبرا عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ال سعود للجهود المختلفة التى يبذلها حفظه الله لدعم الاقليات المسلمة فى جميع انحاء العالم. وشكر الرئيس نيلسون مانديلا صاحب السمو الملكى الامير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء ورئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء باعتباره راعى هذا الملتقى الإسلامى. واعتبر الرئيس مانديلا تنظيم ملتقى خادم الحرمين الشريفين الإسلامى الثقافى السادس فى جوهانسبيرج نقطة انطلاقة طيبة للتعرف على الإسلام الصحيح الذى ينبذ الارهاب مؤكدا وجوب احلال السلام فى منطقة الشرق الاوسط عبر تنفيذ قرارات الشرعية الدولية.