في مشهد معتاد في اريتريا جلست كيسانيت البالغة من العمر اربع سنوات تلعب على الارض بجوار جدتها التي تخبز الفطائر في فرن وقوده الخشب في بيتها. لكن هذا المنزل مختلف.. الصغيرة ليست دامعة العينين من الدخان والفرن يستهلك اخشابا اقل بكثير من الافران الاخرى ولذلك فالهواء في المنزل نقى حتى ان جدرانه تظل بيضاء. وتأمل اريتريا ان يسهم التصميم الجديد للافران في مكافحة التصحر واصابات الرئتين الناتجة عن نيران الطهي التي يستخدمها نحو 5ر2 مليار نسمة في الدول النامية وفقا لتقديرات الاممالمتحدة. وقالت الجدة كيبدش في منزلها في قرية ادي كوشت على مشارف العاصمة الاريترية اسمرة تخلصت من الدخان. تخلصت من متاعب الرئتين. تخلصت من متاعب العينين. يقول المسؤولون في اريتريا انه بعد تصميم الفرن الجديد الذي استخدمت في تصميمه مواد عازلة للاحتفاظ بالحرارة ومدخنة معدنية لشفط الهواء واخراج الدخان يمكن النساء من خفض استهلاكهن من الاخشاب الى النصف.وتهدف الخطة الى خفض الوف الاطنان من انبعاثات ثاني اكسيد الكربون الناجمة عن حرق الاخشاب النادرة بشكل اكثر كفاءة وتوفير 366 كيلوجراما من الاخشاب في كل بيت سنويا. وعمل بول موشامبا مستشار الطاقة لبرنامج بايوماس للحفاظ على الطاقة في جنوب افريقيا على مشروع ساهمت المانيا في تمويله لطرح تصميمات جديدة من الافران الاكثر الكفاءة التى تخفض انبعاث الدخان. وقال: بعض التصميمات منخفضة التكلفة جدا مما يجعلها في متناول الفقراء. وامضى موشامبا ثلاثة اعوام في زيارت لمجتمعات في جنوب القارة الافريقية ويقول: ان افضل اختيار للافران يعتمد على المواد المتاحة في البيئة وعلى التكلفة. عادة ما يتعين فقط تعليم الناس كيفية صنع فرن من الطين بدلا من حجرين كبيرين يوضعان حول النار ويوفر استهلاك الاخشاب ويتكلف اقل من دولار. لكن التحدي الذي يواجه اريتريا كما يواجه مشروعات التنمية في افريقيا هو مد الاثر من بضعة قرى الى البلاد باسرها التي يقطنها 7ر3 مليون نسمة. الهدف هو تحويل جميع الافران في المناطق الريفية الى التصميمات الجديدة الاكثر كفاءة مما يعني الوصول الى500 الف منزل اغلبها في مناطق نائية في البلد المطل على البحر الاحمر. لكن اريتريا مازالت تجاهد لاصلاح اثار النضال الذي استمر 30 عاما من اجل التحرر والحرب الحدودية بين عامي 1998 و2000 مع اثيوبيا مما يعني ان التقدم يحرز تدريجيا. وقال افورقي تيسفازيون مدير ابحاث الطاقة في مركز الدراسات والتدريب الاريتري مازلنا في المراحل الاولى... ومازال يتعين علينا الوصول للكثير من الناس. وتقول الحكومة ان المشروع الذي يتسم بالبساطة وانخفاض التكاليف والاعتماد على الاسر من السهل نجاحه في بلد يعتز بعادات الاعتماد على النفس رغم ان المشروع يتلقى تمويلا من بريطانيا. لكن في بلد لا يقرأ فيه الكثير من السكان يكون من الصعب نشر الفكرة وتعميمها. وقال افورقي ان الحكومة دربت حتى الان 223 امرأة على نقل المعلومات عن الافران الجديدة الى بعض المناطق النائية في البلاد. وصممت الافران بحيث تكون رخيصة الثمن فيتكلف شراء القطع المعدنية المكونة للمدخنة وباب الفرن 180 ناكفا (14دولارا) يمكن للقروي سدادها على مدى سنة وفقا لخطة ائتمان. ويقول منظمو المشروع ان نساء اريتريا اللائي ينشأن على معرفة استخدام الطين لن يجدن صعوبة في اقامة افران صديقة للبيئة. وقال افورقى (المهارات موجودة) مشيرا الى ثلاث نساء بدأن في تصنيع الافران في قرية ادي جيمبيلو على مسافة 15كيلومترا جنوبي العاصمة. وقال موشامبا انها عملية بطيئة لكن عندما تتعرف المجتمعات على الافران الانسب لها وترى حجم الخفض في استهلاك الاخشاب ستكون الاستجابة جيدة.