ومضى عام بكل آلامه التي تأبى ان تزول فالعالم مازال مشتعلا بنيران سبتمبر فأحداث الحادي عشر منه لم تحدها حدود، وانين المفجوعين اختلطت بأصوات المظلومين وضاعت بينها اصوات العقلاء. فامريكا التي طعنت في المقتل راعها وروعها ذلك المساء الذي فارق اللون فبانوراما الحدث الكارثة خلطت الحابل بالنابل. وبعد مرور سنة مازالت التقارير تتوالى عن معلومات جديدة بالنسبة لهم لكنها في الحقيقة تصب في خط واحد لم يجاوز تصريحاتهم الاولى فمازال المسلمون والاسلام هم المتهم الاول وما زالت نظرة التعميم هي المسيطرة على لغة اصحاب القرار ومستشاريهم في واشنطن، قد تتناثر بعض التصريحات هنا وهناك تتخلى عن صبغة التعميم فتحصر الاتهام في التنظيمات والدول الإرهابية. وهاهو عام ينصرم ولم يستطع احد ان يعطي تعريفا محددا للدولة الارهابية لا الظالم ولا المظلوم لا البريء ولا المتهم لتأتي تلك الذكرى المرعبة فيزداد العالم رعبا، وتكفلت وسائل الاعلام بكل مناشطها بالتنافس حول مسلسل الرعب فكل يقذف بكسب اعلامي دون دراسة عواقبه وهذا ما شهدناه في التسابق على أشرطة تنظيم القاعدة، يستوي الشريط الحقيقي والملفق واختيار المتحاورين لا تراعى فيه المصالح الوطنية للعروبة والمسلمين والاسلام. لا ينكر عاقل ان ماحدث كارثة وأن الأرواح التي أزهقت في الحادي عشر من سبتمبر أرواح بريئة لا ذنب لها ولقد بكينا مع اسر الضحايا وما زلنا، فتعاليم ديننا تقضي بان من قتل نفسا بريئة فكأنما قتل الناس جميعا اننا نتعاطف مع اسر الضحايا ولا نصادر حقهم في التذكر والبكاء على احبتهم ولكن بعد انقضاء عام كامل من يبكي معنا على الابرياء من أبنائنا من طلاب العلم الذين مازالوا قيد الاحتجاز على ذمة التحقيق ومن يعطي الأمان لابنائنا الذين مازالوا يتلقون التعليم هناك، اما العرب الذين حصلوا على المواطنة الامريكية واستقر بهم المقام هناك واصبحت امريكا موطنهم ومنهم من لا يعرف ابناءهم غير امريكا فكل هؤلاء لم تحمهم المواطنة من القلق والتعرض للمضايقات. وأما الجمعيات الخيرية الداعمة للاسلام والمسلمين في الخارج فقد صودرت أموالها وسجلت في القوائم الارهابية ومن نجا منها فهو في دائرة الاتهام تتربص به الريب. وفي عشية الذكرى المؤلمة يعلن الرئيس الامريكي انهم لا يتهمون دولة بعينها ولا دينا من الاديان ولكن: ==1== قد قيل ما قيل ان صدقا وان كذبا==0== ==0==فما اعتذارك من قول اذا قيلا ==2==