اجرى مركز الكبد في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني بالرياض عملية زراعة كبد ناجحة لطفل عمره خمس سنوات، وخرج الطفل من العناية المركزة الى الجناح في وقت قياسي ولله الحمد. وقد افاد الدكتور عبدالمجيد العبدالكريم رئيس مركز الكبد بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية ان الطفل كان يعاني من تليف في الكبد وفي حالة صحية سيئة، وقد وضع على قائمة الانتظار مؤخرا بعد تقييم شامل. واشار الدكتور عبدالله الزبن استشاري امراض الجهاز الهضمي والكبد للاطفال ورئيس قسم الاطفال بالانابة في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية الى انه لم يكن هناك امل بعد الله من انقاذ حياة هذا الطفل الا بزراعة الكبد وبصورة عاجلة وبسبب قلة الاعضاء التي نحصل عليها من المتوفين دماغيا وخاصة في هذه السن المبكرة فلقد كان الامل ضعيفا جدا الا ان عناية الله سبحانه تعالى حالفت هذا الطفل حين قام والد طفل متوفى دماغيا بالتبرع باعضاء ابنه المتوفى، ونحن هنا نشكر والد الطفل المتوفى رحمه الله وجزى الله والده بالثواب والجنة على ماقام به في هذه الخطوة الصعبة والتي كانت سببا في انقاذ طفل يعاني من مرض الكبد النهائي وانقاذ مريضيين اخرين تم زرع الكلى لهما احدهما في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية. كما نود ان نشكر المركز السعودي لزراعة الاعضاء وبالخصوص الاستاذ عبدالرحمن الغامدي على ما قام به من جهود في متابعة حالة المتوفى والاشراف على التقييم والتشخيص والفحوصات الدقيقة لتوثيق الوفاة الدماغية ثم شرح الامر لوالد الطفل واقناعه بالتبرع. تجدر الاشارة الى ان زراعة الاعضاء تواجه ازمة من النقص الحاد في الحصول على اعضاء المتوفين دماغيا مما قد يؤدي الى وفاة اعداد كبيرة من المرضى الذين يعانون الفشل العضوي النهائي مع العلم بان هناك اعدادا كبيرة من الوفيات الدماغية في جميع انحاء المملكة تدفن بدون الاستفادة من اعضائهم ولاسباب عدة منها عدم التبليغ من المستشفيات للمركز السعودي لزراعة الاعضاء والذي تشرف عليه وزارة الصحة وهو المرجع الذي ينسق استقصاء الحالات والاشراف على تشخصيها بدقة للتأكد 100% من الناحية الطبية المستفيضة بان الوفاة الدماغية لا رجعة فيها وعند ايقاف الاجهزة فان كل الدورة الدموية والتنفس يتوقف تماما. كما ان هناك اسبابا اخرى لعدم الاستفادة من اعضاء المتوفين دماغيا مثل عدم المتابعة والعناية باجساد هؤلاء المتوفين من قبل اطباء العنايات المركزة وكذلك رفض اقارب المتوفى الموافقة على التبرع اما لعدم قناعتهم بالوفاة او لخلطهم بين الاغماءة الدماغية والوفاة التي لا رجعة منها البتة.