هل كل من درس الطب وتخرج في كلية الطب يعتبر طبيبا مؤهلا لمعالجة المرضى وإشفاء عللهم ؟ كم من طبيب فشل في إقناع المريض باستخدام الدواء أو إجراء عملية جراحية؟ .ليس بسبب عدم مقدرته على تشخيص المرض و علاجه. و لكن بسبب اسلوبه في اقناع المريض. وايصال المعلومة الطبية و مدى اقتناع المريض بما يقوله له. فبعض الاطباء لا يعطون للمريض و لانفسهم الوقت الكافي لشرح اسباب المرض. وحتى لو كان لديه الوقت الكافي فإنه لا يتمتع بالصبر والحلم. كلما قاطعه المريض أو كثرت أسئلته بسبب خوفه أو لعدم الاطمئان بنجاح العلاج أو العملية أو الآثار الجانبية تجد هذا الطبيب يتذمر أو يرفع صوته بقصد أو بدون قصد . فالإنسان مخلوق ركب من روح وبدن.ويتأثر بالصحة والمرض. وبالمؤشرات النفسية مثل الغضب و الحزن ولذا يتفاعل مع كل هذه الأحداث. خاصة أنها تتعلق بصحته و انحرافها. واعتلال الصحة يغير الأخلاق ويسيء الطباع ويكدر الحواس. فالمريض بسبب مرضه يكون قلقا ولا يشعر بكيف يتصرف.خاصة اذا كان مرضه شديدا. فالنفس تجزع وتصاب بالخوف و الهلع. فإذا لم يكن الطبيب روحيا عارفا بهذه الانحرافات. فلا يمكنه معالجة هذه العوارض. و بالطبع لا يوصل إلى الدواء الناجح المفيد. لان العلاج الحقيقي هو إزالة سبب المرض. وتحقيق قناعة المريض.فالأدوية أو اجراء العمليات الجراحية لا تبعد الفكر المنزعج والانسان المجذوع. فالطبيب المتمرس الناصح والحكيم هو الذي يجمع بين الاثنين العلاج البدني والروحي. بإدخال النصح والطمأنينة إلى قلب المريض و بشرح المرض و الإجابة عن شكوكه واستفساراته. لا بالنهر والزجر. فالطبيب هو المطبب للنفوس بكلامه و أخلاقه. والمعالج للروح والبدن والحافظ لصحتهما بما اعطاه الله من علم اولا وبما تربي وربى نفسه عليه من حسن تعامل مع الناس لممارسة العلاج سواء بالعقاقير أو إجراء العمليات أو الإرشادات الصحية معا . فلنقتبس هذا الفن العلاجي من الطب الإسلامي الذي يتمثل في القرآن الكريم و السنة النبوية وسلوك علماء الطب المسلمين الأوائل . لأن الدين يعلمنا أن الانسان خلق ليحقق الغرض من وجوده في هذا العالم المتشعب وذلك يحتاج إلى الصحة و السلامة و الاطمئنان ليسعد في حياته وهذا يتوفر في جانب منه بتعاون وأخلاق الجميع سواء الطبيب أو المريض.