لقد شهد القرن الماضي تطورا باهرا في مجال الالكترونيات، فأصبح الحاسب الآلي على سبيل المثال جهازا لا يخلو منه أي منزل او اي جهة عمل، ومن المتوقع ان يصبح الانسان الآلي ROBOTالجهاز البديل او ان صح التعبير الجهاز الذي سوف يكمل المسيرة التي بدأت باختراع الكمبيوتر فقد ادخل الانسان الآلي في عدد كبير من الصناعات مثل صناعة السيارات والاجهزة الكهربائية والاطعمة وغيرها، وقد اثبت جدارته في العمل ليصبح وفي زمن قصير آلة لا يستهان بها ولا يستغنى عنها. من المتوقع ان يحظى الانسان الآلي بتطورات مذهلة في العقود القريبة القادمة فهو سيحصل على ما يسمى بالذكاء الاصطناعي INTeLLIGENCE ARTIFICAL مما يجعله قادرا على القيام بكثير من الامور التي يقوم بها البشر، وسوف يطور الانسان الآلي ليتمكن من معرفة نفسه والاشياء المحيطة به، كما سيحصل على قدر جيد من الوعي والادراك بالامور التي يختص بها الانسان، من اهمها القيام بعمليات جراحية للانسان او ما يعرف بالجراح الآلي ROBOTIC SURGEON المستقبل الذي نتحدث عنه هو في الحقيقة موجود الآن في بعض المراكز الطبية المتخصصة ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل نحن على استعداد لطلب العلاج من طبيب آلي؟ حاليا وفي عدد من المستشفيات في بعض الدول المتقدمة يوجد طبيب آلي يعمل في غرفة العمليات يساعد الطبيب الجراح في مهامه اثناء العمليات الجراحية. يتطلب الجهاز وجود الطبيب لادخال المعلومات فيه للقيام بمهام معينة على المريض فهو وحتى وقتنا الحاضر يحتاج الى من يتحكم في تشغيله اذ انه يعمل بنظام التحكم عن بعد REMOTE CONTROL والتشغيل الصوتي VOICE ACTIVATION يتميز الجراح الآلي بدقة متناهية في الأداء عند قيامه باجراء جراحي معين، خاصة الاجراءات المعقدة منها، ومن القدرات التي يتطلع اليها الطب لاستخدام الجراح الآلي في المستقبل هو اجراء عملية القلب المغلق اذا دخلنا في غرفة العمليات في الوقت الحاضر سنجد ان طاقم الاطباء الذي يقوم باجراء جراحى معين يتكون مما لا يقل عن اثني عشر فردا: من اثنين الى ثلاثة جراحين وطبيب تخدير بالاضافة الى مجموعة من الممرضات، عند اكتمال تصميم وتصنيع الطبيب الآلي المنتظر، سوف يقتصر عدد الحضور في غرفة العمليات الى جراح واحد وطبيب تخدير بالاضافة الى ممرضة او اثنتين، فغرفة عمليات المستقبل تكاد تكون فارغة، يقوم الجراح بالجلوس عند جهاز كمبيوتر موصل بالجراح الآلي لبرمجته، وبعدها يتركه للقيام بالعملية الجراحية بدلا منه وبدقة متناهية. هذه التقنية المتطورة ادت الى بزوغ فكرة اجراء عمليات جراحية من مسافات شاسعة، فالطبيب المختص يجلس على الكمبيوتر في بلد ويكون المريض الذي تجرى عليه العملية بواسطة الجراح الآلي في بلد آخر. مهما بلغت مهارة الطبيب وخبرته في علاج المرضى وحتى اذا ما استغني عنه بطبيب آلي او غيره، يظل الاتجاه الى الله بالدعاء في طلب الشفاء هو العمل الذي يجب على كل مسلم فعله عند مرضه، قال الله تعالى:(وإذا مرضت فهو يشفين).