@@ قد يكون صحيحا ان في داخل كل منا كبشر "ديكتاتورا" صغيرا يحكمه ويتحكم فيه.. ويقربه ويقصيه ويدفعه وينهره.. ويجلده حتى يدميه.. وخيرنا في تقديري من يستطيع أن يحد من سطوة هذا الجبروت في داخله.. فلا يظلم ولا يقسو.. ولا يرتكب حماقات في حق الآخرين لا مبرر لها.. ودعوة ديكتاتور الى السلام، خير ألف مرة من أن تدعوه الى الحرب.. والى الشر.. والانتصار الحقيقي هو ان تنتصر على الشر في أعماق نفسك أولا.. وأن ترى الجمال جمالا فلا تلوثه ولا تشوه ملامحه.. ولا تخفيه وانما تبرزه.. ليسطع في عيون كل الناس.. @@ وان رأيت شرا فلا تضفي عليه هالة من الحسن وانما ينبغي عليك ان تعريه ليعرفه الآخرون ويرون القبح قبحا ويتجنبوه.. ونحن لا نستطيع ان نحول الشر في نفوس بعض الأشرار الى خير.. الا بالتسامح والصفح.. والرضا.. ولكن لابد أن تكشف وجه القبح حتى لا يتفشى وينتشر ويصبح مشاعا ومباحا.. يكفي فقط.. ان تضع كل الأشرار في الميادين العامة.. عراة.. حفاة وبدون أغطية فيتنبه الى خطرهم المجتمع ولا يقع في براثنهم.. وشرورهم.. فإذا رأيت من يسرق فقل له أنت (حرامي).. وهو في هذه الحالة عندما يتبين انك تعرفه لن يسرقك.. واذا رأيت "مرتشيا" وهم غالبا لا يراهم أحد فقل له أنت "مرتشي".. فيشعر ان الناس يرونه فيتوقف ويرتدع وربما يكفي الناس شره.. أي بمعنى أنه لا ينبغي التستر على تلك العيوب والمثالب الفادحة.. ولكن قد يكون في فضحها علاجها.. @@ نحن لا نملك قدرة كبرى لمعالجة كل أخطائنا في هذا المجتمع.. أو ذاك.. ولكننا نملك الحق في أن نقول للخطأ خطأ.. وللصواب صوابا.. وقد يضيق بنا البعض.. ويرضى البعض الآخر.. ولكن جل مهمتنا لا تعدو النصح.. لا أكثر.. فنحن لن نستطيع ان نغير الكون.. او البشر او اجتثاث كل هذه الأخطاء من جذورها هذا ليس بميسورنا.. وعندما نحارب الغلاء والجشع.. والطمع.. فهذا لا يعني أننا بمجرد تسويد الصفحات بهذه الحروف قادرون على الحد من هذا الغلاء الفاحش. وهذا ينطبق على العديد من الأمور ا لأخرى.. ولكن معالجتها لن تتم بعد قراءتكم هذه السطور لأن الوعي بخطورتها لدى الكثيرين لم يكتمل.. ولأننا حتى هذه اللحظة نرى بعيون من يستهلك لا بعيون من يربح.. وهناك فرق.. ولا أزيد!!