عبر (عزيزي رئيس التحرير) وغيرها من الصفحات عرفنا قيمة الكلام واهميته فقد يستغرب بعض الناس عندما يسمع عن وزن الكلام لان المعروف والمتعارف عليه هو وزن الشعر وهو ما ذهب اليه الخليل بن احمد الفراهيدي من اوزان بحور الشعر وتفعيلاته اما الكلام العامي او الفصيح الادبي او الشعبي وما يسمى بالكلام المنثور وهو الذي لا يخضع لوزن ولا لقافية ولاتنحشر التفعيلات الخليلية بين شحمه ولحمه فهو الكلام الدارج وكل شيء له وزن والوزن لكل شيء فارض نفسه على المادة ايا كانت ومن ذلك الكلام وهو اهم رابط يربط الناس ببعضها من الطفولة حتى الكهولة ووزن الكلام يختلف عن وزن اي شيء آخر وحتى عن الشعر نفسه لان وزن الكلام لابد ان يسبق النطق به والا لا يكون الكلام موزونا فان الذي يتفوه بكلام غير موزون يتعرض للوم والعقاب والاحراج وقد يتعرض الى اكثر من ذلك خاصة اذا كان في كمال قواه العقلية ويتمتع بمداركه الحسية. وكم كلمة قالت لصاحبها دعني كما ان الكلام من فضة والسكوت من ذهب خصوصا اذا كان المتكلم لا يدرك ما يقول والكلام غير الموزون قد يكون كلاما جارحا او نابيا او مقززا او تافها وقد يكون خارجا عن حدود الادب اما الكلام الموزون فقد يكون موعظة او حكمة او بلاغة نافعة ويقال ايضا خير الكلام ما قل ودل لان الثرثرة مستهجنة والمهذار كلامه رخيص فلا قيمة له والذي لا قيمة له لا وزن له لان الكلام شعور ومشاعر وقد يكون خبرا او معلومة او فائدة وقد يحمل خطورة وقد يكون سارا او ضارا والكلام الطيب كالنبت الطيب والريحة العطرة يعطر المكان وينشر الامان ويريح نفس المستمع ويشد انتباهه ويتلذذ بمفرداته ويطمع في المزيد ليستمع ويشنف اذنيه بما يسمع بعض الناس عندما يكون في مجلس ويتكلم فان المستمع لايمل حديثه ويصغي لما يقول ويتلهف بشوق ليشبع نهمه من الكلام والكلام انواع ومجالاته كثيرة فمنه الكلام المعسول والكلام المبالغ فيه والكلام المغموس بالنفاق وهناك الكلام الفاضي او الكلام الفارغ وهو الكلام الذي لا يحتوي على مضمون اما الكلام المفيد هو ما يرغب الناس في الاستماع اليه والاستمتاع به. قال الجاحظ: ليس في الارض كلام هو امتع ولا انفع ولا انق ولا الذ في الاسماع ولا اشد اتصالا بالعقول السليمة. ولا افتق للسان ولا اجود تقويما للبيان.. من طول استماع حديث الاعراب العقلاء الفصحاء. لان كلام العاقل ثقافة. قال ابن عبدربه يصف كلام الاعراب اذ كان اشرف الكلام حسبا واكثرهم رونقا واحسنه ديباجا واقله كلفة واوضحه طريقة واذ كان مدار الكلام كله عليه ومنتسبه اليه. والكلام له اصول ومواقيت ومناسبات والكلمة التي تقال في وقتها المناسب تؤدي الغرض والفائدة المرجوة منها ولا يجب ان نستأثر دون الآخرين بل ندع الفرصة لكل من اراد ان يتكلم فنحسن الاستماع كما يحسن غيرنا الاستماع الينا واذا اردنا ان ننهي جلستنا لا ننسى قول النبي صلى الله عليه وسلم في كفارة المجلس قال صلى الله عليه وسلم (كفارة المجلس ما يكون في المجلس من اللفظ ان نقول سبحانك اللهم وبحمدك، لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك). خليفة عبدالعزيز السماعيل