إذا كنت قد شاهدت فيلم "النوم مع العدو" فالأرجح أنك قد شاهدت ما يكفي من فيلم "كفى" أو نسخته المزورة.. الفيلم الأول لعبت بطولته جوليا روبرتس سنة 1991 في دور زوجة رجل ثري متعسف تهرب من منزلها الشبيه بالقصور في لوس أنجيلوس وتنتقل إلى بلدة صغيرة في ولاية داخلية وتغير اسمها ومظهرها، إلا أنه يكتشف مكانها ويلاحقها ويحاول قتلها.والفارق الوحيد بين الفيلمين هنا أن " سليم" الشخصية التي تؤدي لوبيز دورها هي أم وهي تأخذ معها ابنتهما غريس (تيسا ألن) عندما تخرج من بيت الزوجية. قل ما شئت عن جنيفر لوبيز- أنها لا تتقن الغناء وأنها متواجدة في كل مكان. ولكن لها حضور طاغ لا يمكن إنكاره. ومشاهدتها وهي تحول نفسها من زوجة مدللة يخونها زوجها إلى آلة تدمير أحادية يجعل فيلم "كفى" يسر العينين ويستدر التعاطف معها في تصرفاتها. والفصل الثالث- الذي تأخذ فيه بثأرها بمهارة جيمس بوند وبالقوة الوحشية لروكي بالبوا- يدعو إلى السخرية إذا تمنعت فيه. ولكنه مسل كفاية إلى درجة أنه يعوض عن التباينات الموجودة في الحبكة وفي تطوير الشخصية. وتكتشف سليم أن ميتش على علاقة مع امرأة أخرى وعندما تواجهه بذلك تتغير شخصيته تماماً " فيصبح بارد القلب وقاسياً" بصورة فجائية وهزلية إلى حد يصعب الاقتناع به. كاتب النص السينمائي نيكولاس قازان يشرح هذا السلوك بتصريحات مبهمة كهذه:" إنني شخص يحصل على الدوام على ما يريد وسأبقى كذلك. وإذا لم أحصل عليك لا أحد غيري سيحصل. وتضع سليم خطة للفرار بمساعدة "جيمي" (جوليات لويس) التي تعمل في نفس المطعم،وكل من فيل (كريستوفر ميهر) الذي يعاملها كاب في غياب والدها الحقيقي وصديقها السابق جو(دان فترمان) الذي يوفر لها مخبأ في منزله في سياتل. المخرج ما يكل ابتد- مخرج آخر أفلام جيمس بوند " العالم كله لا يكفي" عرف كيف يجعل وتيرة الأكشن متواصلة ومتماسكة. إلا أن القسم الأوسط منه- قسم لعبة القط والفأر بما فيه من مواقف الخوف- فيه تكرار ممل. وتبدأ مشاكل الحبكة بالظهور مع انتقال سليم وغرايسي من مدينة إلى أخرى. وكمتعهد يمتلك ميتش براعة قناص كومبيوتر عبقري. فهو يجمد قدرة سليم على الوصول إلى حساباتها المصرفية وتسهيلاتها القرضية ويتعقب تحركاتها دون عناء يساعده في ذلك زمرة من الأوغاد في كل مدينة وهم جاهزون للانقضاض عليها وعلى طفلتها. ولدى ميتش أيضاً طوع بنانه صديق في الشرطة (نواه وايل) الذي يحاول صدم سيارة سليم من الخلف مع أن الطفلة غرايسي في المقعد الخلفي. والسؤال هو: أليس مفروضاً بالشرطي أن يعيد الطفلة حية إلى والدها؟ وكأن غرايسي لم تتحمل كفاية، ترسلها سليم للبقاء شهراً مع جيني وطفليها ريثما تعد هي العدة للمواجهة الحاسمة مع ميتش، فيما تنصرف هي لتعلم الفنون القتالية وهي بكامل التبرج.