أكد البيت الابيض أن الرئيس الامريكي جورج بوش قرر رفض تقديم اي مساعدة مالية الى مصر، في ظل الاختلافات القائمة بين البلدين حول تسوية التمرد في السودان وحقوق الانسان.وقالت مساعدة المتحدث باسم البيت الابيض كلير بوكان خلال زيارة بوش لماونت راشمور بولاية داكوتا الجنوبية ان الولاياتالمتحدة اعلمت الحكومة المصرية بعميق قلقها .. بشأن حقوق الانسان واحتجاجها على انزال عقوبة السجن سبعة اعوام في تموز/ يوليو بحق الناشط في مجال الحقوق المدنية سعد الدين ابرهيم، وبصفتنا كصديق وحليف نحن سنتقيد بالتزاماتنا الواردة في كامب ديفيد. الا اننا في الوقت الحاضر لا ننوي تخصيص اي مساعدات اضافية تتجاوز التزاماتنا. ويأتي هذا القرار في الوقت الذي طالب فيه الرئيس المصري حسني مبارك بزيادة المساعدات الامريكية لبلاده ب 150 مليون دولار بعد ان اقر الكونغرس الامريكي 200 مليون دولار لمساعدة اسرائيل في حربها ضد المقاومة الفلسطينية. وكان وزير الخارجية المصري احمد ماهر قد اعلن أن القاهرة لن ترضخ لاي ضغوط، وذلك ردا على المعلومات التي أشارت في وقت سابق الى رفض واشنطن تقديم اي مساعدة جديدة لمصر. وقد أعلن وزير الخارجية المصري احمد ماهر في ختام محادثات اجراها مع الموفد الامريكي الخاص الى السودان السناتور السابق جون دانفورث في القاهرة أنهما اتفقا على العمل سويا لمساعدة السودانيين للحفاظ على وحدتهم لان هذا الامر مهم للشعب السوداني وافريقيا ومصر. ورفض بشدة انفصال الجنوب المتمرد عن السودان معتبرا أن هذا تهديد للمصالح المصرية، كما أشار الى رفض القاهرة الدخول في المفاوضات الجارية حول تسوية المسألة السودانية، مفترضا أن مبادرة السلام التي أطلقتها بلاده مع ليبيا بشأن السودان مازالت صالحة بالرغم من أنها لم تحظ بموافقة واشنطن. ويرى بعض المحللين ان مصر تخشى من ان يتسبب انبثاق دولة جديدة عن تقسيم السودان في زيادة التنافس حول مياه النيل اضافة الى أنها أصبحت ترى نفسها مهمشة عن شؤون جيرانها. وابرمت الحكومة السودانية وحركة التمرد في الجنوب في 20 تموز/ يوليو الماضي ببلدة ماشاكوس الكينية بروتوكول اتفاق يضع حدا للحرب الاهلية المستمرة منذ عام 1983 ويمنح الجنوب حكما ذاتيا لستة اعوام يتم بعدها اجراء استفتاء حول تقرير المصير. ويواصل الطرفان المفاوضات حاليا.