من المعلمات من تشكي قلة علمها ..وبان قدراتها محدودة ؟! فمهما وصفت نفسها من قلة الخبرة أو عدم القدرة فأنت قادرة على أن تقدمي الكثير وتتركي الكسل والراحة. فطالباتك يأتين للمدرسة مع بداية الدراسي وكلهن حيوية ونشاط وقد ارتفعت عزيمتهن فعندما يرين معلمتهن باردة , وجافة, وغير مبالية تعصف بهن رياح الكسل ويصيبهن الفتور , فلابد أن نربي بناتنا على حب العلم وطلبه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة" بالإضافة لذلك حاولي أن تناقشيهن أثناء الدرس وأن تراعي أيتها المعلمة الفاضلة الفروق الفردية والنفسية للطالبات , فتجتهدي في الإعادة والتكرار والتشويق والتنويع في عرض المادة والربط عن طريق طرح مسألة كقول سيد الخلق لأصحابه: (من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنما مثلها مثل المسلم فأخبروني ما هي؟) فالسؤال مدعاة للتفكير وهو لم يسنح للأذهان كما أن الربط بين المواقف التعليمية بصورة محسوسة له أثره في تثبيت المعلومة فالتنويع عن طريق ضرب مثل او قصة أو رسم توضيحي كما كان يفعل رسولنا صلوات الله وسلامه عليه عندما خط مستقيما والى جانبه خطوطا وقال: (هذا الصراط وهذه السبل ورسم مربعا وقال هذا الإنسان). انا أعترف بأن مهنة التعليم فيها من العناء والمشقة وبحاجة للصبر والحلم ولكن عندما نتذكر الأجر تهون الصعاب أمامنا , أختي المعلمة الفاضلة إنك حاملة رسالة والمعلمة الناجحة غي التي تهتم بمادتها وتقف على ما يستجد في المادة نفسها من تطورات علمية أو ما يتصل بها من أسلوب البحث ومناهج الفكر وأصول التربية فبذلك يكون لديك القدرة على إيصال المعلومة بأسلوب سهل ميسر وتخففي بذلك من جفاف المادة.. توددي لطالباتك بالحب والأسلوب الهادئ اللين حتى يمكنهن من اللجوء اليك فيما يعترض في حياتهن فأنت لست معلمة فقط بل مربية أجيال. تجنبي الألفاظ القاسية والإسفاف في الكلام لأن له أثرا سيئا على الطالبات فتفقدي بذلك احترام طالباتك ويولد لديهن الكره تجاهك وهذا يبعد المسافة بينك وبينهن ,وبالتالي لا يستجبن لك داخل الفصل, فالكلمة الجارحة تهدم أسوار المحبة ويكفي منك إذا تصرفت طالبتك تصرفا غير لائق نظرة أو همسة, أو لفتة غير مباشرة أو حديث خاص خارج الفصل , وأحيانا بعض الطالبات تكون لديهن ظروف خاصة كمرض او حالة نفسية أو مشاكل أسرية فحاولي أن تعطيها ولو بمجرد السؤال عنها فذلك يشعرها بأهميتها وقربها منك. عزيزتي المعلمة .. لقد أطلت عليك ولكن هذا غيض من فيض وتذكري قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) فعلينا أن نتقن العمل ونرعى الأمانة.