كل طالب جامعي يعي أن مرحلة التلقين التي كان يتلقى فيها العلم قد انتهت في المرحلة الثانوية، ويعي أن في الجامعة يحدث العكس؛ حيث إن الجامعة لا تعطي العلم بالتلقين .. بل يؤخذ منها، وفي تقديري أن كثيراً من الطلاب يقعون ضحايا لسوء فهمهم للدراسة الجامعية ونظامها الذي يختلف عن مراحل التعليم العام، فعملية الأخذ هذه تشمل كل شيء تقريبا، وفي مقدمة هذه الاشياء يأتي تطوير الفهم والإدراك والسلوك الشخصي، فالمجتمع في هذه المرحلة يطلب منهم قدرا أكبر من المسؤولية في التعامل مع معطيات الواقع؛ ويترتب على ذلك أن يبدأ الطالب الجامعي في اكتشاف شخصية أخرى في ذاته اكثر نضجا ووعيا ومسؤولية واحتراما للنفس والجميع، وقد جاء في الأثر «من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص من آثامهم شيئا. يمكن للطالب الجامعي ان يبدأ المشوار بحماية قيم المجتمع وتصحيح أخطائه .. أعني أخطاء المجتمع، ويبدأ في ذلك مع نفسه، وذلك أضعف الإيمان، فيعمل على تطوير قدراته الذاتية بالتزامن مع رقي وضعه كطالب جامعي ارتفع الى قمة علمية وتعليمية وإدراكية ينظر لها الجميع باحترام وتقديرومن هذا المنطلق يمكن للطالب الجامعي ان يبدأ المشوار بحماية قيم المجتمع وتصحيح أخطائه .. أعني أخطاء المجتمع، ويبدأ في ذلك مع نفسه، وذلك أضعف الإيمان، فيعمل على تطوير قدراته الذاتية بالتزامن مع رقي وضعه كطالب جامعي ارتفع الى قمة علمية وتعليمية وإدراكية ينظر لها الجميع باحترام وتقدير؛ وذلك لكونه اصبح مشروع إنسان أكثر مسؤولية ووعيا وفهما للدين ولأنظمة المجتمع، وبدون ذلك لا يختلف طالب الجامعة عن رجل الشارع البسيط الذي تعتبر مسئولياته محدودة. ما جعلني اتطرق الى هذا الموضع اليوم، هو ما يحدث من سلوكيات شائنة من قبل بعض الطلاب الجامعيين بين الحين والآخر، سلوكيات تنم عن ضعف واضح في الفهم والوعي والمسؤولية، ناهيك عن احترام المبادئ الموجودة التي استقيناها من تعاليم ديننا الحنيف، فوصول الإنسان الى المرحلة الجامعية يعني أن هناك مسؤوليات كبيرة في انتظاره، منها ما هو تجاه دينة، ومنها ما هو تجاه وطنه، ومنها ما هو تجاه مستقبل مجتمعه، وعندما يتعامل الطلاب داخل الجامعة بنعرات عصبية أو طائفية لا محل لها من الإعراب، أو يسخرون من بعضهم، ويحطون من شأن بعضهم تصريحا أو تلميحا، فهم بهذه السلوكيات يحطمون ما نبنيه في هذا المجتمع الذي نسعى جاهدين من اجل تماسكه ووحدته، وذلك ما أكده شرعنا الحنيف من أن الجميع كأسنان المشط، وكالجسد الواحد، وبدلا من أن نرجع الى الخلف ينبغي أن يقود طلاب الجامعات مسيرتنا الى الأمام بنبذ العصبية والطائفية التي تنهش في جسد المجتمعات وتجعلها كالمجتمعات البدائية، التي لا تعي بأن الإنسان «كائن اجتماعي» كما قال ارسطو في كتابه «السياسة»، ومعنى ذلك أن يكون اجتماعيا مع أخيه الانسان في جميع علاقاته ومنها العلاقات الفكرية والمالية والاسرية، وهذا يعني أن هناك تفاعلا دائما بين الانسان وأخيه الإنسان، وعلى الطلاب الجامعيين تعويد النفس على سلوكيات أرقى وأجمل، وتهذيبها بالفضائل والقيم المتسامحة دون تعال فارغ، وبهذا نطمئن على مستقبل مجتمعنا ونشعر انه أجمل وأكثر أمانا. maaasmaaas@ تويتر