مات الحبيب وغاب تحت الثراء ومن أين لي بقبر يعيده لي وأدفع روحي ثمناً له ... مات الغالي أخي وابني عبدالله .... مات من كان يجعل روحه فداءً لي مات من يجعل كل شيء في الدنيا تحت قدمي مات من رافقني 62 عاماً كظلي ..... مات الابن والأخ والصديق والرفيق والحبيب .... الرجل ذو القلب الطيب الطاهر .... مات الصادق الأمين الذي لا يحمل حقداً ولا بغضاً ولا كرهاً لأحد .... مات الذي وفد الناس للعزاء فيه من كل حدب وصوب .... مات من سمعته تعدت حدود البلاد فعزاني فيه من كل بلاد الدنيا. دمعت العين حتى جفت ... وحزن القلب حتى ذاب ألماً وحزناً .... فيا ليت دمعي يعيده لي فأضمه بين اجفاني حتى لا يغادرها لكن الموت أقوى منى وهو الحق الذي نؤمن به. مات من كرس عمره أكثر من 30 عاماً لبناء جيل قوي البنية في الأدب والأخلاق والسيرة من خلال تأدية واجباته التعليمية، فبكته معنا تلك الاجيال التي تخرجت من مدارسها على يديه أقوياء البنية والعزيمة في الرياضة البدنية وحَكماً عادلاً منصفاً لكرة الطائرة محلياً ودولياً فكل المحافل الدولية والمحلية تشهد له باستقامته وصرامته. نبكيه ليلاً ونهاراً ولا نكاد نصدق أنه مات إلا بعد ان أهلنا عليه التراب واختفى لكنه سيظل باقيا في قلوبنا إلى الابد ......وكيف ننسى من كان ابناً وأباً وأخاً لكل أفراد العائلة ....كان نورها وضياؤها بكلماته الحلوة ونقاشه وآرائه ومشاركة في كل أمر من امور حياتنا وكان معي يشاركني همومي وآلامي وأفراحي وأحزاني يتألم لألمي ويفرح لفرحي كان سداً منيعاً لي يمنع عني هبوب الرياح حتى لا تلفح وجهي وكان سيفي الذي اضرب به ولساني الذي يتكلم به مدافعاً بالحق عني .....كان ظلي الذي استظل به واحتمي به فكيف لا احزن من اجلة وابكي من اجله ..... ولن اتوقف كلما ذكرتك يا عبدالله بن احمد السبتي ... رحمك الله وأسكنك فسيح جناته وأنزلك الفردوس الاعلى وأنت تستحقه بإذن الله. [email protected]