في استطلاع للرأي اجري على مستوى أوربا اتضح ان الالمان هو اول من يستيقظ في اوروبا كما انهم أكثر الاوربيين الذين يأخذون قسطا من النوم في وقت القيلولة في حين يكون سائر الاوربيين خارج منازلهم يعملون أو يمارسون هواياتهم المفضلة مثل الالعاب الرياضية أو غيرها. وكانت نتائج الاستطلاع الذي أجرته جامعة ريجنسبيرج والذي أطلق عليه "استطلاع القيلولة" في صحف الاثارة الموضوع الرئيسي في المناظرات التلفزيونية التي تذاع في فترة بعد الظهر بحيث يفترض أن الجميع يشاهدها. وقد يكون كثير من المشاهدين في فترة بعد الظهر مستغرقين في النوم بحسب نتائج الاستطلاع التي أكدت أن أكثر الاوربيين الذين ينامون وقت القيلولة من الالمان. بل حتى الاسبان الذين اخترعوا كلمة "سييستا" للتعبير عن النوم وقت القيلولة لا ينامون بقدر ما ينام الالمان. وتساءلت إحدى صحف الاثارة في صفحتها الاولى "هل أصبحنا شعبا يغفو وقت الظهيرة؟". وفي عنوان آخر "هل شعارنا: استيقظ وامض إلى الامام انقضى إلى الابد؟". لقد أصبح هذا هو موضوع مناقشات كثيرة في بلد اعتاد التفكير والتأمل في المشاكل الداخلية وتذاع المناظرات بالتلفزيون في فترة الوقت بين الظهيرة والمساء. والواقع أن 22 في المائة من الالمان يحتاجون إلى غفوة بعد الغداء ثلاث مرات أسبوعيا على الاقل حسبما أكد الباحثون في موضوع النوم في جامعة ريجنسبيرج. ومقابل ذلك فإن ثمانية في المائة فقط من الاسبان وتسعة بالمائة من البرتغاليين يأخذون قسطا من النوم في وقت الظهيرة. ولا يسمى الانجليز وقت الراحة هذا غفوة بعد الغداء أو "سييستا" بل اضطجاعا وقسطا من الراحة لا يأخذها سوى 15 في المائة منهم، أما البقية فيبدو أنهم يفضلون الخروج في وقت الظهيرة المشمس. ويقترب منهم كثيرا الايطاليون الذين يحترم 16 في المائة منهم وقت القيلولة طبقا للاستطلاع الذي شمل 19 ألف أوربي. وفي حين طرح الموضوع للنقاش في المناظرات التلفزيونية والصحف الشعبية لمدة طويلة يعبّر الدكتور يورجين زوللي صاحب فكرة الاستطلاع عن اعتقاده أن الالمان يغفون في أثناء النهار لانهم لا ينامون جيدا في الليل. وأوضح أن المشكلة تتمثل في أن الالمان يستيقظون مبكرا جدا. وخلص إلى أن الالماني يستيقظ في المتوسط في الساعة السادسة والنصف صباحا، وعلى وجه الدقة في الساعة السادسة و23 دقيقة، أي قبل أي أوربي آخر تقريبا بساعة كاملة. وهذا هو المتوسط ولكن في الحقيقة أن ملايين الالمان يستيقظون قبل ذلك. وهذه حقيقة لا تصيب كل من نزل في نفس الفندق مع ألمان خلال الاجازات بالدهشة. فالالمان عادة ينقضّون على مائدة الافطار قبل الآخرين ويضعون مناشف الاستحمام على أفضل المقاعد بجوار حمامات السباحة من قبل حتى شروق الشمس. ويقول البروفيسور زوللي أن غفوة الالمان في حوالي الساعة الثانية بعد الظهر أمر لا يدعو بالتالي للاستغراب. فقد ظلوا مستيقظين لمدة ثماني ساعات تقريبا. كذلك يذهب الالمان للنوم قبل سائر الاوربيين تقريبا، فهم ينامون بعد قليل من الساعة العاشرة والنصف مساء في المتوسط، وعلى وجه الدقة العاشرة وسبع وأربعين دقيقة في المتوسط. ولكن لا يزال هذا هو المتوسط، إذ يقول زوللي أن ملايين الالمان يكونون في الملاهي في العاشرة مساء. وليس من الغريب بعد ذلك أن يحظر القانون في ألمانيا الضجيج غير العادي بعد العاشرة مساء. وأروقة المحاكم المدنية زاخرة بالشكاوى التي يقدمها الجيران بسبب الموسيقى العالية أو صوت الغسالات أو محرك السيارة بل حتى صوت تدفق المياه في الحمام. ويقول البروفيسور زوللي ان من المفارقات أن يكون للاستيقاظ مبكرا والنوم مبكرا أثر عكسي. قد يكون صوت محرك سيارة أو تدفق المياه سببا في إقلاق الراحة ولكن الالمان بصفة عامة يجدون صعوبة في الاستغراق في النوم عندما يذهبون للفراش مبكرا. وعلى العكس يظل الاسبان مستيقظين حتى منتصف الليل ولا يجدون غضاضة في النوم ثماني ساعات متواصلة. ولكن الالمان يذهبون للفراش مبكرا وينامون نوما قلقا ويستيقظون قبل الفجر. وهم يفعلون ذلك يوميا. ويعتبر معظم الالمان أن الاستيقاظ في الثامنة صباحا في يوم عطلة نهاية الاسبوع "نوما حتى وقت متأخر". وليس من الغريب أن يشعر الالمان بالانهاك فيما بين الافطار والغداء. والارقام تؤيد ذلك. فطبقا للاستطلاع قال 25 في المائة من الالمان أنهم يشعرون " فعلا بالنعاس" مرة واحدة على الاقل يوميا. هذا بالمقارنة بنسبة تتراوح بين سبعة إلى ثمانية في المائة فقط من الايطاليين والبرتغاليين وتنخفض هذه النسبة إلى النصف بين الاسبان. وينصح زوللي الالمان الذين يغلبهم النعاس بقوله "عندما يرن جرس المنبه في الساعة السادسة و23 دقيقة صباحا تجاهله وعد إلى النوم. قد تشعر بالذنب للوهلة الاولى ولكنك ستشعر بأنك أفضل حالا على المدى الطويل".