ذكر التلفزيون الجزائري ان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة امر امس باطلاق سراح جميع مندوبي وانصار منسقية العروض (منطقة القبائل) المعتقلين منذ عدة اشهر. واتخذ الرئيس بوتفليقة هذا القرار بعد استقباله عددا من زعماء الاحزاب ومن بينهم السكرتير الاول لحزب جبهة القوى الاشتراكية احمد جداعي.وكان هذا الحزب قد اشترط اطلاق سراح هؤلاء المعتقلين لمشاركته في الانتخابات المحلية التي ستجري في العاشر من اكتوبر المقبل. وكان جداعي قد اعلن يوم السبت ان حزبه الذي يعتبر من ابرز احزاب المعارضة في الجزائر، سيشارك في الانتخابات المحلية (شرط اتخاذ اجراءات تهدئة عاجلة). واوضح ان هذه الاجراءات تتمثل بشكل خاص في (الافراج غير المشروط عن كافة معتقلي العصيان المدني الوطني) في اشارة الى ناشطي تنسيقية العروش (كبرى العائلات القبائلية) المعتقلين. كما اشترطت جبهة القوى الاشتراكية (وقف الاستفزازات والاعتداءات والقمع على سكان منطقة القبائل) و(سحب التعزيزات الامنية الاستثنائية المنتشرة في منطقة القبائل) وذكرت بان (هدفها السياسي يتمثل) بالخصوص في (تصميمها على الحؤول دون المس بالانسجام الوطني وعدم الدفع بمنطقة القبائل بشكل متعمد ووحشي الى المغامرة والمجازر والفوضى). وتشهد منطقة القبائل الفقيرة الواقعة شرق العاصمة الجزائرية اضطرابات متقطعة وتظاهرات منذ ابريل 2001. وتولت تنسيقية العروش في هذه المنطقة طليعة حركة الاحتجاج متجاوزة الاحزاب التقليدية المتجذرة هناك مثل جبهة القوى الاشتراكية والتجمع من اجل الثقافة والديموقراطية. واعتقل العديد من ناشطيها في انتظار محاكمتهم. واعلن الحزبان على غرار التنسيقية عن مقاطعتهما الانتخابات التشريعية التي جرت في الثلاثين من مايو ولكنهما لم يعلنا بعد موقفهما من الانتخابات المحلية التي ستجري في العاشر من اكتوبر. وكان الرئيس الجزائري قد بدأ مشاورات منفصلة مع قيادات 12 حزبا للاعداد لانتخابات محلية مقررة في وقت لاحق من العام الجاري. واستقبل بوتفليقة في مستهل جولة اللقاءات علي بن فليس الامين العام لحزب جبهة التحرير الوطني صاحب الاغلبية في البرلمان المنبثق عن الانتخابات العامة التي جرت في 30 مايو الماضي. وفي تصريحات للصحفيين بعد الاجتماع قال بن فليس وهو ايضا رئيس الحكومة انه تلقى تعهدات من بوتفليقة بتأمين نزاهة اقتراع العاشر من اكتوبر المقبل. واضاف (كان رئيس الجمهورية حريصا على التذكير بالشفافية والنزاهة التي يجب ان تطبع هذه الانتخابات لاعطائها المصداقية اللازمة). وتابع ان بوتفليقة تحدث كذلك عن اهمية المشاركة المكثفة للناخبين في عمليات التصويت. وقال (الح (بوتفليقة) على المشاركة القوية للمواطنين والمواطنات ايمانا واقتناعا منه بان المشاركة الفعالة هي كذلك من الضمانات الاساسية لمثل هذه العملية). وشهدت اخر انتخابات عامة ادنى نسبة مشاركة منذ الاستقلال اذ اقتربت من 47 في المئة بعد مقاطعة منطقة القبائل التي يهيمن عليها الحزبان البربريان التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية بقيادة سعيد سعدي وجبهة القوى الاشتراكية بزعامة حسين ايت احمد.