يزور الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة اليوم تيزي وزو، عاصمة منطقة القبائل التي يزورها للمرة الثانية خلال ثلاثة أيام في إطار حملته لانتخابات الرئاسة المقررة في التاسع من الشهر المقبل، أملاً في خفض نسبة الاستجابة لدعوة حزبي المعارضة التاريخيين في المنطقة «جبهة القوى الاشتراكية» و «التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية»، إلى مقاطعة الرئاسيات. واعتبر السكرتير الأول ل «جبهة القوى الاشتراكية» كريم طابو أن «مهمة بوتفليقة في المنطقة لن تكون سهلة». وقال ل «الحياة» أمس إن «سكان المنطقة، ككل الجزائريين، يعرفون أن الرئاسيات محسومة سلفاً، ومع ذلك نعمل على عقد تجمع في تيزي وزو بعد مغادرة بوتفليقة لها مباشرة». وفي مقر الحزب في العاصمة الجزائرية، أُعدت ملصقات عليها صورة الزعيم التاريخي ل «جبهة القوى الاشتراكية» حسين آيت أحمد، ورسمت عليها ورقة انتخابية حمراء، في إشارة إلى ضرورة مقاطعة الرئاسيات. وأوضح طابو شارحاً خطة ترويج المقاطعة، أن الحزب وزع ناشطيه على «36 ولاية في مختلف الإدارات والمراكز التابعة له لمتابعة كل كبيرة وصغيرة من خروقات الإدارة بخصوص الرئاسيات». ورأى أن المرشحين الخمسة المنافسين لبوتفليقة «لجنة مساندة له أكثر من خصوم انتخابات». و قال: «أتعجب من مرشح يقول إنه لا تهمه النتائج أو الترتيب في هذه الرئاسيات»، في إشارة إلى المرشح الإسلامي محمد السعيد. وأضاف: «بوتفليقة حصل على دعم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وأيضاً على دعم صناع القرار في الجزائر، لذلك فلا حظوظ إلا له». ومع ذلك، تظل منطقة القبائل من أكثر المناطق تمرداً على السلطة منذ عقود. ويتجلى هذا التمرد في ارتفاع نسبة مقاطعة الناخبين لصناديق الاقتراع في كل الاستحقاقات الانتخابية الماضية، وأبرزها الانتخابات التشريعية التي جرت العام 2002 وقاطعتها المنطقة بسبب الأحداث العنيفة التي شهدتها العام 2001. وتدنت نسبة التصويت فيها إلى أقل من 2 في المئة، ثم وصلت إلى 6 في المئة في الانتخابات المحلية التي جرت بعدها ببضعة شهور. ودفع ذلك السلطات إلى اتخاذ قرار بإلغاء نتائج المحليات واللجوء إلى انتخابات محلية جزئية تم إجراؤها لاحقاً بعد هدوء الأوضاع في المنطقة. ورغم نجاح السلطات الجزائرية في التوصل إلى ترتيبات تهدئة مع حركة العروش، وتمكنها من إجراء الانتخابات المحلية الجزئية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2005، فإن نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية التي جرت في 2007 لم تتجاوز في حدها الأقصى 28 في المئة، على الرغم من مشاركة حزب «التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية» الذي نشط حملة انتخابية قوية في هذه الولايات لم تتمكن من دفع الناخبين إلى التصويت بأعداد كبيرة.