لقد خلق الله الانسان وميزه عن سائر مخلوقاته بالعقل، وبهذا العقل اصبح الانسان يميز ما بين الخير والشر، وبه ايضا حمل الامانة التي عجزت عن حملها السماوات والارض وجعل الله العقل شرطا اساسيا للتكليف. ومن ثم لم يترك الخالق سبحانه وتعالى ذلك الانسان يتصرف بعقله بمفرده حيث لم يترك خيرا الا ودلنا عليه ولا شرا الا ونهانا عنه. كما ان ذلك الخالق والذي ليس كمثله شيء وضع سقفا محدودا للعقل بما يضمن للانسان خيري الدنيا والاخرة. الانسان وذهاب العقل هناك فئة من البشر لا تود ذلك العقل والذي وهبها الله اياه فتسلك مسالك الردى والهلاك من استخدام مواد معينة تذهب بذلك العقل ومن اهم تلك المواد المسكرات والمخدرات، ومن ثم فان ذلك الانسان العاقل وتحت تأثير هذه المواد يأتي بتصرفات لا تليق به والذي كرمه الله جلت قدرته ويرتكب محارم لا يستطيع العقل البشري في سواه ان يقبلها، ومع هذا يستمر في ذلك السلوك المشين والذي من نتائجه غضب الرحمن جلت قدرته والوعيد يوم القيامة بانه لا يشم رائحة الجنة (نسأل الله السلامة)، ومن نتائجه الدنيوية ارتكاب العديد من الجرائم التي لا يستوعبها العقل كما وان ذلك الانسان الضعيف سوف تظهر لديه العديد من الاضطرابات العضوية والنفسية ومع استمراره في ذلك السلوك يفقد عقله بالكلية ومن ثم يسعى لطلب المساعدة من ذوي الاختصاص في ارجاع ذلك العقل وهيهات. اليس ذلك سلوكا شاذا؟ الجنس والعقل كما ان الله سبحانه وتعالى قد نظم الحياة الجنسية للانسان من خلال الزواج وتكوين الاسرة، فان هناك فئة من ضعاف البشر لم ترض بذلك التنظيم الالهي المتقن وعاثت في الارض فسادا من خلال ارتكاب جريمة الزنا، ولقد اوضح الشارع الحكيم كما يعلم الجميع خطورة الزنا ونتائجه على المستوى الفردي والجماعي، ومع ذلك فان تلك الفئة اهملت صوت النداء الرباني وعكست الفطرة السوية من خلال المعاشرة الجنسية المحرمة ولقد كانت نتائج ذلك السلوك المشين واضحة للعيان في الحياة الدنيا حيث ان من سلك ذلك السلوك يصاب بذلة وحرقة وندامة، ولم يقف الامر عند ذلك الحد بل ا هناك امراضا في منتهى الخطورة تنتظر من ذلك السلوك ديدنه وهمه ولعل على رأس تلك القائمة من الامراض الجسدية مرض الايدز والزهري وخلافه، والتي هي كما يعلم الجميع من اشد الامراض المستعصية على العلاج بل ليس هناك علاج لمثل ذلك. وكما ان هناك اضطرابات نفسية تصاحب ذلك السلوك فضلا عن العقاب الاليم الذي وعد به الزناة. أليس هذا سلوكا شاذا؟ القيادة والعقل من نعم الله التي لا تعد ولا تحصى على الانسان توافر وسائل الاتصالات بشكل سريع جدا ومنه وجود المركبات. هناك فئة اخرى من البشر اساءت استخدام العقل في التعامل مع المركبة حيث ان تلك الفئة لاتبالي بأنظمة المرور من سرعة وقطع اشارة وتجاوز غير نظامي الى ما هنالك من الاخطاء. ومن نتائج ذلك السلوك الوفاة والاعاقة، والدليل على ذلك ما نسمعه ونلمسه خلال اليوم الواحد من اعداد الوفيات، والتي جاوزت اعداد الوفيات من الامراض مجتمعة، من ذلك السلوك الشاذ فضلا عن الاصابات والاعاقات. اليس ذلك سلوكا شاذا؟ المباح والعقل هناك فئة من البشر لم تصل الى مستوى الفئات السابقة في السلوك. فكما يعلم الجميع بان الله سبحانه وتعالى قد احل لنا الكثير وحرم علينا القليل والذي فيه اذى كثير لنا كما يعلمه جلت قدرته. وهناك فئة من البشر تبالغ في استخدام المباحات والتي تنعكس سلبا على الصحة. ومن تلك المباحات الاسراف في المأكل والمشرب، والسعي وراء الدنيا بشكل مرضي، حب المال الجم، عدم اعطاء الجسد كفايته من الراحة، الاسراف في الجنس، مضيعة الوقت فيما لا يفيد الى ما هنالك من تلك السلوكيات. أليس ذلك سلوكا مؤذيا للصحة؟ الخلاصة: مما سبق فان السلوك (الادماني، الجنسي، والسلوك القيادي الشاذ وسلوك الاسراف في المباحات) يلعب الدور الرئيسي وراء العديد من اضطرابات الزمن الذي نعيشه والايدز ووفيات الحوادث خير دليل. قنديل: قال تعالى: (إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا @ إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا).