أعلن الزعيم الليبي معمر القذافي خلال مؤتمر صحفي عقده في القاهرة أمس أنه تلقى اتصالا من الرئيس السوداني عمر البشير, أبلغه فيه بارتياح السودان للاتفاق الذي توصلت إليه حكومته مع الجيش الشعبي لتحرير السودان. وقال القذافي في معرض حديثه عن الاتفاق (لن نكون سودانيين أكثر من السودانيين أنفسهم) وذلك في إشارة لترحيب السودانيين بإطار التفاهم الذي تنتظره جولة أخرى في أغسطس حتى يصبح اتفاقا كاملا. وكانت القاهرة وطرابلس قد طرحتا المبادرة المصرية الليبية المشتركة في أغسطس 1999 والتي تنص على التعددية الحزبية وتشكيل حكومة اتحاد وطني انتقالية والحفاظ على وحدة السودان وعقد مؤتمر للمصالحة الوطنية, لكنها تستبعد مبدأ حق تقرير المصير نظرا لمخاوف القاهرة وطرابلس من أن يؤدي ذلك إلى قيام دولة في جنوب السودان تشكل تهديدا لما يسمى الأمن القومي المصري والعربي. على الصعيد نفسه نفى غازي صلاح الدين العتباني مستشار الرئيس السوداني لشؤون السلام أن تكون الحكومة قد تلقت أي تحفظات من القاهرة أو أي عاصمة عربية أخرى بشأن الاتفاق، وقال للصحفيين في ختام اجتماع للحكومة السودانية أمس إن الخرطوم تهتم بإبلاغ مصر وليبيا بأي تطورات في عملية السلام في السودان, وأكد التزام الخرطوم بالمبادرة الليبية المصرية المشتركة (متى تحركت).. نافيا ان تكون الولاياتالمتحدة قد مارست تهديدات أو ضغوطا على الخرطوم لإجبارها على توقيع الاتفاق. ولم يستبعد المسؤول السوداني إمكانية انفصال الجنوب السوداني إذا اختار شعب الجنوب ذلك، وقال إن الرئيس البشير أطلع الرئيس المصري حسني مبارك والزعيم الليبي معمر القذافي على مضمون الاتفاق.