استعارت القطيف اسمها من "القطف"؛ كدلالة شفافة على طبيعتها الخضراء المستلقية على شريط ساحلي منذ آلاف السنين. ويطلق اسم "القطيف"، بتركيز أكثر، على المدينة الأم بوصفها الامتداد التاريخي للمركز الإداري للقطيف عامة. كما يطلق أيضاً على بقية المدن والقرى والهجر المتصلة بها جغرافياً وإدارياً. وفيما مضى من الزمن كانت القطيف واحدة من الحواضر الرئيسية الثلاث في بلاد البحرين القديمة (جزيرة أوال وهجر والخط) الممتدة من كاظمة شمالاً حتى حدود عمان جنوباً. وفي تتبع المؤرخين للوجود الحضاري، في منطقة الخليج العربي، إشارة إلى أن القطيف تقع في مقدمة الحواضر التي عرفتها منطقة الخليج العربي عامة.والقطيف، جغرافياً، تتكون من: مجموعة واحات نخيل متقاربة، وجزيرة واحدة؛ بمحاذاة قوس بحري ينطلق من مدينة الدمام جنوباً حتى محافظة رأس تنورة شمالاً، بطول 18 ميلاً وعرض يصل إلى ثلاثة أميال، في بعض أجزائه.ويبعد وسط مدينة القطيف عن وسط مدينة الدمام بحوالي عشرين كيلومترا، على خط الطول 50 ودائرة العرض 26.32.وبحكم موقع القطيف على الساحل، وبمحاذاة الصحراء، ووسط غابات النخيل؛ تشكلت شخصيتها الجغرافية من امتزاج هذه العناصر الثلاثة منذ سحيق الزمن. ومع أن التنمية بسطت العمران في كل أنحائها؛ إلا أن العناصر الثلاثة لا تزال هي الملامح الرئيسية لشخصية القطيف. وتصل المساحة العمرانية الى 2972 هكتاراً، وتشمل هذه المساحة 25 مدينة وقرية. تأتي مدينة القطيف في المقدمة بمساحة تقدر ب 856 هكتاراً، تليها مدينة سيهات بمساحة561 هكتاراً، ثم مدينة صفوى بمساحة 336 هكتاراً. بينما تأتي قرية الزور في النهاية بمساحة 5 هكتارات فقط، وقبلها قرية البحاري بمساحة 7 هكتارات، وقبلهما قرية حلة محيش بمساحة 10 هكتارات فقط. التوزيع العمراني والذين درسوا القطيف، جغرافياً، يقسمونها إلى ثلاثة أقسام رئيسية؛ هي: 1 الواحة الأم: وهي تمتد من سيهات جنوباً حتى العوامية شمالاً، وتحتضن: القطيف، وسيهات، وعنك، والجش، والملاحة، وأم الحمام، والجارودية، والخويلدية، وحلة محيش، والتوبي، والقديح، والعوامية. 2 جزيرة تاروت: وقد كانت منفصلة عن الواحة بخليج صغير، ثم اتصلت بها عبر طريق أنشي في بدايات الثمانينات الهجرية، ثم امتد العمران على جانبيه وتحولت الجزيرة إلى شبه جزيرة. وهي حالياً تضم: تاروت، ودارين، وسنابس، والزور. وهي القرى الأصلية، كما تضم المخططات الحديثة: مخطط (19)، والتركية، والمنيرة، والمشاري، والمزروع (ه)، والشاطيء. 3 المناطق المنفصلة عن الواحة: وتشمل: واحة صفوى، وأم الساهك، والدريدي، وأبومعن، والخترشية، والرويحة، والأوجام، والنابية، والبدراني. الشخصية العمرانية وتتوزع المساحات العمرانية على المدن والقرى بنسب متفاوتة، كما تتوزع المدن والقرى على مواقع مختلفة أيضاً، وتتخذ كل مدينة أو قرية شخصية عمرانية (قد) تختلف عن غيرها من المدن والقرى. فعلى الشريط الساحلي تقع القطيفوسيهات وعنك والعوامية وصفوى. كما تقع دارين وسنابس والزور على ساحل جزيرة تاروت الشرقي، في حين تقع مدينة تاروت نفسها وبلدة الربيعية وسط الجزيرة بعيداً عن الساحل، مع أنها تتبع الجزيرة. كما تأخذ كل هذه القرى باستثناء الزور ودارين بنصيب وافر من مساحات النخيل. وتقع كل من: القديح والتوبي والجارودية وأم الحمام وحلة محيش والملاحة والجش وسط غابات النخيل الكثيفة، ويغلب على شخصية كل منها الطابع الريفي.أما صفوى والأوجام وأم الساهك وأبومعن والخترشية والدريدي والرويحة فشخصيتها الجغرافية تجمع النخيل والصحراء بنسب متفاوتة، وتتميز صفوى أيضاً بإطلالة جزء منها على البحر. وهذا كله يشير، بوضوح، إلى أن الطبيعة الجغرافية والسكانية في القطيف تتصل بثلاثة جذور رئيسية: البحر والنخيل والصحراء، بدرجات متفاوتة من موقع إلى موقع. الوضع الإداري وإدارياً ارتبطت القطيف بإمارة المنطقة الشرقية منذ انضمامها إلى الحكم السعودي الميمون سنة 1331ه، وبعد انتقال مقر الإمارة من الأحساء إلى الدمام سنة 1370 ظلت القطيف مرتبطة معها. واتصفت بكونها منطقة إدارية في التقسيم الإداري. وبعد صدور نظام المناطق بالمملكة الذي قسم مناطق المملكة إلى ثلاث عشرة منطقة والمناطق إلى محافظات والمحافظات إلى مراكز؛ تحول وضع القطيف إلى محافظة تتبع إمارة المنطقة الشرقية إداريا. وتتكون من: المحافظة الأم، وأربعة مراكز إدارية تتفرع منها. وتختص كل من المحافظة والمراكز الإدارية بنطاق جغرافي محدد إدارياً، على النحو التالي: 1 المحافظة: تشمل بنطاقها الإداري مباشرة مدينة القطيف القديمة والقرى التي اندمجت فيها؛ وهي: الشريعة، المدارس، الكويكب، الدبابية، الشويكة، مياس، باب الشمال. وكذلك الأحياء الحديثة الواقعة ضمن نطاق المدينة؛ وهي: باب الساب، الشماسية، البستان، بديعة البصري، حي الحسين، الناصرة، المنطقة الرابعة، المنطقة الخامسة، المزروع، المشاري، المنيرة، التركية، مخطط 19، المجيدية. كما ترتبط بالمحافظة مباشرة المدن والقرى التالية: العوامية، القديح، التوبي، الخويلدية، الجارودية، حلة محيش، أم الحمام، ، الجش، الملاحة، إسكان القطيف، البدراني. 2 المراكز الإدارية: وتتفرع من المحافظة الأم أربعة مراكز إدارية، في أربع مدن رئيسية في القطيف؛ هي: 1 مركز سيهات: يضم مدينة سيهات، والنابية. 2 مركز عنك: يضم مدينة عنك. ويتبع حالياً مركز سيهات. 3 مركز تاروت: يضم مدينة تاروت، ودارين، وسنابس، والربيعية، والزور. ويتصل حالياً بالمحافظة مباشرة. 4 مركز صفوى: يضم مدينة صفوى، وأم الساهك، وحزم أم الساهك، وأبومعن، والخترشية، والدريدي، والرويحة، والأوجام. السكان ويصل عدد سكان القطيف إلى مليون نسمة، تستوعب مدينة القطيف وحدها أكبر نسبة حيث تتجاوز 24% من إجمالي عدد السكان في المحافظة، تليها مدينة سيهات، ثم مدينة تاروت، فمدينة صفوى. ومن حيث الكثافة السكانية تعتبر القطيف من المواطن المتوسطة الكثافة، حيث يصل متوسط عدد سكان الهكتار الواحد إلى 168 نسمة فقط، (إحصائية 1419ه) قياساً بالمساحة العمرانية وعدد السكان بشكل إجمالي.وبشكل تفصيلي تختلف هذه النتيجة تماماً، حيث تتصدر القديح القائمة من حيث الكثافة السكانية برقم يصل إلى 719 شخصاً في كل هكتار، ثم قرية الخويلدية بكثافة تصل إلى 640 شخصاً في كل هكتار، تليها البحاري، ثم حلة محيش فالتوبي. وحسب الإحصائيات الرسمية فإن نسبة النمو السنوي للسكان في المحافظة بصورة عامة تصل إلى 3.5%.