تعتبر القطيف احدى الحواضر التشكيلية المهمة في المملكة ومنطقة الخليج العربي عامة وقد برزت نشاطاتها الثقافية مبكرا من خلال عدد من الأسماء التي تلاقت بالنتاجات الإبداعية وبالمبدعين في الوطن العربي. وكان لموقعها الجغرافي أثر في هذا الاتصال بالمبدعين بالمنطقة على وجه الخصوص وظهر الاهتمام بالفن التشكيلي من خلال هذا القرب او من خلال وجود شركة ارامكو السعودية التي عمل فيها من اهالي هذه المحافظة وكان لابتعاث بعضهم او لعملهم بها او قربهم من مركزها في الظهران اثر في ذلك او الاتجاه اليه ولو لحين. كما كان للتعليم اثر في دعم او تشجيع الهواة حينها وكان البعض يعوض نتاجهم الفني في الاسواق خاصة للأجانب الذين كانوا يرتادون المدينة للتعرف عن قرب على آثارها وانماطها التقليدية وبعض الصور الضوئية تظهر ذلك الاهتمام من جانب العاملين في ارامكو السعودية على الخصوص سواء من السعوديين او الاجانب او غيرهم ممن عاشوا في القطيف مثل صادق يحيى عثمان المدني المولود في جدة عام 1342ه ولم يزل يعيش في القطيف. الرسامون الأوائل وقد مارس الرسم مبكرا عدد ممن استهوتهم هذه الهواية ومع انه كان بسيطا الا انه عبر عن ارتباط بعضهم بمحيطه او بمواضيع اخرى مختلفة. ويعتبر عبدالعلي محمد السنان (في الثمانينات من العمر) واحدا من بين اولئك الذين مارسوا الرسم حتى فترة قريبة وقد درس السنان في العراق حتى انهى الدراسة الثانوية عام 1372 وعندما عاد الى المملكة عمل في ارامكو السعودية وانتقل بعدها للعمل في وزارة المعارف كمعلم في مدارس القطيف والخبر. التقيت بعبدالعلي السنان في مزرعته التي يتخذها سكنا وشاهدت على جدران اكثر من مجلس في المزرعة العديد من الرسومات والصور الضوئية والخطوط العربية التي كان يمارسها منذ وقت مبكر. وكان يكتب على ما يعرف ب(الدروازة) عند اهالي المنطقة الشرقية اما اعماله العديدة المتناثرة في ارجاء مجلسيه بمزرعته فكانت بينها رسومات خاصة يرسمها بالاقلام ويلونها غالبا بالألوان الخشبية، وكان - كما يقول - يستعيد بعض الصور التي يراها في المجلات او الصحف ليرسمها بمقاسات مختلفة وكان من جانب آخر يتجه الى تصوير بعض الصور الضوئية ويقوم بتلوينها بناء على نظرته الخاصة لعناصر الصورة ، وقد وجدت من الرسومات المعروضة صورة الهودج وكذلك صور لاطفال او لخيول أو لفرسان او نساء او منازل شعبية كالقلعة وقال عن احداها انها السجن القديم من جهة اللاسلكي ويكتب على بعض هذه الصور كلمات مثل (كان يا ما كان) وكلمات بالانجليزية تأثر في البداية بما درسه في المدارس العراقية ولكنها كما يقول ( كانت محدودة) فالاهتمام كان منصبا على الدراسة. بدايات ومن الاسماء التي درست التربية الفنية في القطيف ومارست الرسم حسن احمد السنان المولود عام 1363ه وقد تخرج في المعهد الصناعي بالدمام وفيه درس الزخرفة على يد بعض المعلمين المصريين. وواصل دراسته فيما بعد في مركز الدراسات التكميلية بالرياض ، وفيه وجد اهتمام ادارة المركز لانه يقوم بعمل الرسومات والوسائل حينها. بعد تخرجه في المدرسة الصناعية اقام اول معارضه الشخصية في مقر الشئون الاجتماعية بالقطيف وعرض لاول مرة عددا من لوحاته التي يرسمها عن البيئة في القطيف وكان ذلك خلال الثمانينات الهجرية. ويذكر عام 1386ه دون تأكيد لكنها يواصل هذا الاهتمام وكان حينها معلما في مدرسة العوامية واقام معرضه الثاني في السنة التالية وكان من زملائه الذين ساعدوه في هذا المعرض سعد الشليل الذي كان خطاطا ورساما وانتقل الشليل فيما بعد الى الاحساء ليعلم في مدارسها كما كان من زملائه الفنان محمد الصندل. وجاء المعرض الثاني مختلفا من حيث انه لأول مرة خصصت تذاكر دخول للمعرض للراغبين وحدد مبلغ (ريالين) لدخول المعرض وكانت شركة (البيبسي كولا) حينها قدمت له عشرة صناديق بيبسي مجانية لزوار المعرض وقد وجد المعرض اقبالا كبيرا كما يقول وتجاوز المبلغ الذي حصل عليه الالف وخمسمائة ريال وكان يحرص على اقامة معرض سنوي لطلبة مدرسته وفيه يعرض اعماله الفنية الجديدة بجانب اعمال طلبته ويذكر ان الاعمال التي كان يرسمها بألوان زيتية او مائية وكان يخلط معها بودرة ملونة ويرسم على خشب (ما سنيت) ويضيف حسن السنان: اننا خصصنا لاول مرة يوما لزيارة السيدات للمعرض وكان ذلك في مدرسة الحسين بن علي في القطيف. وعن بيع الاعمال قال: انه محدود جدا لكنه رسم لوحات بناء على طلب بعض من رغبوا في مواضيع معينة. واشار الى انه اتجه الى السوق لبيع لوحاته اما عن الاندية حينها فقال: انه انضم الى نادي التآلف وكانت ممارسته الفنية فيه محدودة ولم يشارك او يقيم معارض في هذا النادي ويتذكر ان من بين الطلبة الذين درسهم واصبحوا فيما بعد فنانين منير الحجي ومكي الناس وقال أنه توقع للحجي بمستقبل كبير. يرسم حسن السنان اعماله من ذاكرته لكنه يعود الى صور ضوئية بعضها ملتقط من غيره ويحاول ان يعيدها وفق بساطة وتلقائية يؤكد فيها على شكل المكان وبكل امانة فالناس حسب قوله:(يريدون الأماكن كما هي ولا يرضون بأي اضافة أو حذف)