القارة الافريقية لديها خطة لجر نفسها خارج وهدة الفقر. والدول الغربية وفقا لاحد الذين وضعوا تلك الخطة عليها ان تقدم المساعدة الحقيقية لان كمية المساعدة التي تقدمها مجموعة الثمانية الصناعية غير مناسبة. هذا هو بروفسور وايزمان انكوهلو احد كبار مستشاري الرئيس الجنوب افريقي ثاوبو امبيكي المتفائل بان مستوى خط الثقة بين افريقيا والعالم الصناعي قد تحسن كثيرا وان الزعماء الغربيين ينظرون حاليا الى افريقيا بجدية اكثر. بروفسور انكوهلو الذي قضى حقبة من حياته في سجن النظام العنصري الجنوب افريقي الشهير في جزيرة روبين هو اول محاسب قانوني اسود في جنوب افريقيا ويعتبر احد مهندسي مشروع الشراكة الجديدة لتنمية افريقيا (نيباد).تلك المبادرة طويلة المدى التي صممت لمعالجة مأساة الدول الفقيرة.كانت الفكرة من بنات افكار الرئيس الجنوب افريقي امبيكي وناقشها زعماء مجموعة الثمانية الاقتصادية في اجتماعهم الاخير في كندا. فقد قرروا في نهاية المؤتمر ان افريقيا (ينبغي) و ليس (سوف) تحصل على ستة بلايين دولار في العام. وهو مبلغ متواضع لن يفعل شيئا في قارة يعيش فيها ثلاث مائة مليون شخص على دولار واحد في اليوم للفرد الواحد.كما ان الزعماء الافارقة اكدوا وجود فجوة تنموية قدرت باربعة وستين بليون دولار لتلبية الاهداف التي حددها مشروع نيباد. بروفسور انكوهلو الذي حضر اجتماعات مجموعة الثمانية في كندا يقول ان امله لم يخب وان بداية جيدة قد وضعت على الطريق ويجب ان يتواصل البناء على هذه البداية في مؤتمر الثمانية القادم المقرر عقده في فرنسا عام 2003. لكن وسائل الاعلام اعتبرت ما تمخض عنه اجتماع مجموعة الثمانية يشكل اساءة اخلاقية بالغة لافريقيا. ذلك انه في نفس اليوم الذي اعلن فيه مبلغ الستة بلايين كانت بورصة الاسهم في بريطانيا وحدها قد خسرت35 بليون دولار . وشركة وورلد كوم اعترفت بانها زورت في ارباحها فضخمتها بزيادة اربعة بلايين دولار ثم يأتي زعماء الثمانية الاقتصادية ليقترحوا تخفيض ديون اكثر دول العالم فقرا بمقدار بليوني دولار فقط. بروفسور انكوهلو اوضح ان مشروع نيباد لم يصمم لاحياء ضمير الدول الغربية فقط. ولكنه بني على تفاهم بان تعمل افريقيا على حل مشاكلها بنفسها اولا والى الابد. وان تعيد ترتيب بيتها السياسي وتطبق افضل نظم الادارة وتنهي الصراعات والعنف والفساد.فعلى الدول الافريقية ان تحترم اولا حقوق الانسان وحكم القانون والعملية الديمقراطية وفي هذا النطاق تم تحقيق تقدم مرموق. غير ان افريقيا لن تستطيع مهما عملت انجاز كل ذلك بمفردها.لان شروط نظام التجارة العالمية يميل بشكل مدمر وغير عادل ضدها. فالانتاج الرخيص الذي تضخه المزارع الامريكية المدعومة من الدولة والفوائض الضخمة من السياسات الزراعية من دول الكومنولث التي لم تخضع لاي اصلاحات قد همشت المزارعين الافارقة وتركتهم عاطلين لايغطي ما ينتجونه تكاليفه. فمع اغلاق الاسواق الدولية امام الافارقة وغمر المنتجات الرخيصة ارفف المحال التجارية وجدوا انفسهم عاطلين عن العمل.وعلى مدى العشرين عاما الماضية وجد سكان افريقيا جنوب الصحراء الكبرى الذين يعيشون فقرا مدعقا انفسهم يزدادون فقرا على بؤسهم وفقرهم. لقد لخص رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير في اجتماع قمة الثمانية الاغنياء الاخيرة في كندا المشكلة كلها عندما قال انه لمن الوهم بالنسبة لنا نحن الدول الغنية ان نتحدث عن اهتمامنا بتخفيف فقر العالم النامي في نفس الوقت الذي نغلق فيها اسواقنا امام منتجاتهم .