سعادة رئيس التحرير تسعى (اليوم) دائما نحو محاولة الوقوف مع الجاد والمثمر.. واعطاء المساحة للرأي الآخر لكي يعبر عما بداخله وانا هنا اعبر عن رأي تجاه ما حدث في الامسية القصصية التي اقيمت مؤخرا.. واشرح ما حدث خلالها فارجو ان تجد كلماتي المساحة والعناية التي تليق بها: ان الشكل الادبي الذي ظهرت به الامسية القصصية التي نظمتها اللجنة الثقافية للتنشيط السياحي بالاحساء كان منتقدا من الجمهور المثقف الذي سعى للمتعة الفنية بالاستماع الى القاصين الثلاثة خليل الفزيع وفهد المصبح وخالد الغازي ومنتقدا ايضا من القاصين الذين سعوا جاهدين للالتقاء بالمتلقين والاستماع الى نقدهم، وقد بدأت المعاناة على المتلقين بعدم تقديم الماء لهم لتجف حلوقهم وتنطوي ألسنتهم من الجفاف حتى لا ينطقوا بكلمة نقد واحدة في حق مقدم الامسية وفي نصوص القاصين وانتهت بعدم تكريم القاصين لا بالدروع التذكارية ولا بشهادات التقدير، اما المخجل في حق الثقافة فهو ما قام به الدكتور خالد الحليبي حينما تأكدمن جاهزية الاديبين محمد بن عبدالله بودي وناصر الجاسم للنقد اذ قام بكتابة ورقة صغيرة يلزم فيها مديرالامسية الدكتور نبيل المحيش باغلاق باب النقد والمداخلات وقدم الورقة بنفسه الى مدير الامسية الذي سبق وان اعلن خلال الامسية عن فتح باب الحوار والنقد ودعا الاديب ناصر الجاسم للمشاركة النقدية بتقديم رؤية تحليلية للنصوص عطفا على تخصصه في السرديات في درجة الماجستير وفي درجة الدكتوراة التي يحضرها عن الاقصوصة في المملكة العربية السعودية منذ بدايتها حتى عام 1422ه، والسؤال اذا كان الاديبان محمد بن عبدالله بودي وناصر الجاسم قد عرفا في الوسط الثقافي بنقدهما المؤدب الجريء والخالي من المداهنة والمواربة والتلميع للآخرين فما ذنب الجمهور المثقف ان يحرم من الاستماع الى نقدهما والى المشاركة في النقد ايضا؟ هل اسكت الدكتور خالد الحليبي افواه الجميع خشية افتضاح هشاشة القص او هشاشة تقديم الدكتور نبيل المحيش، الذي اكتفى بالقيام بدور مذيع الربط في القناة التليفزيونية وبعرض ما يشبه التقرير الاستخباري او السيري واطلاق النعوت والاحكام الجاهزة للقاصين المشاركين في الامسية. الا يعلم الدكتور خالد الحليبي ان زمن المؤلف قد انتهى وان الزمن الآن زمن القارئ، زمن المتلقي وزمن الحوار بين الاشخاص والحضارات ان ايهام المتلقي وخداعه واخراس صوته ليس من الحضارة او التحضر في شيء فأتمنى ان يكف عن ذلك في المشاركات المنبرية المستقبلية. وله الشكر. عبدالله عبدالعزيز الموسى الاحساء