عاشت “الوئام” مأساة أهالي أضم الذين اجمعوا أنهم أصبحوا يعيشون في حالة من الرعب والخوف على بناتهم فمنهم من يودع بناته كل فجرا ويعيش في حالة من الهم حتى تعود إليه في المساء، وأخريات يودعن أهاليهن وأبنائهن، وربما لا يعودون مرة أخرى أنها حكاية طالبات ينتظرن ساعة الصفر في أي لحظة ووزارتنا ربما تنتظر تلك اللحظة لتقوم بإقرار مشروع على جثث الموتى لتجفيف دموع آبائهم أنها مأساة عظيمة يعيشها بشر ولا يحس بها آخرون. فمن سنوات طويلة من عهد الرئاسة العامة لتعليم البنات، ومن ثم وزارة التربية والتعليم وأخيرا وزارة التعليم العالي والأهالي يتنقلون من مكان لمكان لعل وعسى أن يفتح لهم بارقة أمل بفتح كلية تقي بناتهم من عناء المخاطرة اليومية ومن فاجعة قد تحصل في أي لحظة يقطعن مسافة (57600 كم ) تقريبا في السنة وعلى مدى ثلاثة عشر عاما وهم على هذا المنوال. 1200 طالبة في شتات مابين كليات بلادنا ومثله في المنازل عزفنه عن الدراسة لعدم مقدرتهن على المخاطرة وآلاف على أبواب الكليات ينتظرن مصيرهن من العذاب ووزارتنا الموقرة في سبات لا تريد أن تعلم جاء الفرج قبل أربع سنوات لإنشاء كلية للبنات ولكن تبخرت في لحظات بفعل فاعل مجهول وكأننا لا نستحق أن نأخذ نصيبنا مثل الآخرين. وقد تحدث ( للوئام ) احمد بن يحيى احد وجهاء البلد ومن المتابعين للكلية لقد مللنا من مراجعة الوزارة ومن موعد لموعد منذ إقرارها وإعلان فتح فرع جامعي للبنات بأضم في محافظة الليث وأنا والشيخ محمد الحساني رحمة الله الذي وافته المنية في حادث أليم أثناء مراجعته لوزارة التعليم العالي لمعرفة مصير الكلية وما آلت إلية ولكن دائما ما نجد أعذار واهية لا تجد لها تفسيرا. و”الوئام” تتسائل بدورها “ماذا تنتظر وزارة التعليم العالي لإقرار المشروع أم أن مشاريعها لا تقام إلا على وقع المآسي مثل ماحدث لطالبات حائل لكي يصدر قرار مستعجل بإنشاء كلية أو استئجار مبنى؟”.