روت مصادر ليبية متعددة المزيد من التفاصيل حول عملية اعتقال سيف الإسلام، النجل الثاني للعقيد الراحل معمر القذافي أول من أمس، في منطقة صحراوية قريبة من الحدود المشتركة لليبيا مع النيجر والجزائر. وكشفت المصادر النقاب عن أن سيف الإسلام ومرافقيه كانوا يعتزمون التوجه صوب النيجر وفقا لترتيب مسبق مع الساعدي القذافي شقيق سيف الموجود منذ نحو شهرين في النيجر، وحصل مؤخرا على حق اللجوء السياسي على أراضيها. وقال عبد الله ناكر، رئيس مجلس ثوار طرابلس إن عملية اعتقال سيف الإسلام أحبطت عملية تهريبه إلى النيجر، حيث كان يفترض أن يكون شقيقه الساعدي في انتظاره على الجانب الآخر من الحدود الليبية النجيرية. وقبل نحو أسبوع من اعتقاله، نجح الثوار في زرع أحدهم داخل الفريق الصغير العدد المرافق لسيف الإسلام القذافي، من دون أن يشك أحد منهم في هوية وأهداف العميل، الذي يتحفظ الثوار في الوقت الراهن على الكشف عن هويته لأسباب أمنية. وبالإضافة إلى هذا العميل المجهول الهوية، جرت عملية تنصت واسعة النطاق للتجسس على المكالمات الهاتفية التي يتم إجراؤها في محيط المنطقة التي اعتاد نجل القذافي أن يتنقل فيها. وطبقا لمعلومات خاصة فقد أجرى سيف الإسلام قبل يوم واحد فقط من اعتقاله مكالمتين هاتفيتين مع بقية أفراد أسرته الموزعين ما بين النيجر والجزائر. ولعبت المخابرات البريطانية، على ما يبدو، دورا رئيسيا، لكن من وراء الستار، في توفير المعلومات الاستخباراتية المبدئية للثوار حول المكان المحتمل أن يكون فيه نجل القذافي. كانت المكالمة الهاتفية الأولى إلى الجزائر؛ وتحديدا لوالدته السيدة صفية فركاش زوجة القذافي وشقيقته عائشة، حيث تحدث إليهما سيف لدقائق معدودة لطمأنتهما على وضعه وأنه بخير، كما لمح إلى أنه بصدد الانتقال قريبا إلى مكان أكثر أمنا من دون أن يقول صراحة إنه يعتزم التوجه إلى النيجر. كان نجل القذافي يعلم أن الاتصالات الهاتفية مراقبة وتخضع للتنصت، فتحاشى الكشف عن مكانه أو الإفصاح عن وجهته الثانية.. لكن المكالمة الهاتفية الثانية التي أجراها مع شقيقه الساعدي في النيجر كشفت بوضوح عن أن هذه الدولة التي منحت لشقيقه حق اللجوء السياسي قد تكون وجهته التالية. وتقول مصادر مطلعة إن الساعدي ربما يكون قد نجح في إقناع شقيقه سيف بالقدوم إلى النيجر بعد محادثات مبدئية أجراها مع مسؤولين كبار هناك، بهدف إضفاء طابع الوجود القانوني على وضعية أخيه إذا ما دخل بالفعل إلى أراضيها.