صب رئيس الحكومة الليبية في عهد نظام معمر القذافي، البغدادي المحمودي، جام غضبه لأول مرة من داخل زنزانته في تونس، وأطلق النار على رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل، بكل الأوصاف والنعوت، كاشفا أنّه كان وراء قرار بإعدام 80 مواطناً إفريقياً، معتبرا ذلك في حينه بمثابة ”عمل بطولي”. ونقلت صحيفة ”الصباح” التونسية، في عددها الصادر أمس، عن محامين أعضاء في هيئة الدفاع عن البغدادي المحمودي، المحبوس في سجن المرناقية بتونس، بعد فراره إليها، قوله في بيان أنه يود:”التوضيح لمصطفى عبد الجليل الذي وعد أنّه سيوفر محاكمة عادلة لي أنني على استعداد للعودة لوطني ليبيا، بعد استقرار الأوضاع وبعد إجراء مصالحة وطنية”، مضيفا أنّه على استعداد للمحاسبة والخضوع لمحاكمة قضائية قانونية عادلة بحسب المعايير الدولية، مشترطا في نفس الوقت ”تقديم كل من تبوؤوا مناصب في عهد القذافي وانقلبوا في اللحظات الأخيرة ومنهم مصطفى عبد الجليل وعبد الرحمان شلقم للعدالة”. وبلغت اتهامات رئيس حكومة القذافي لمصطفى عبد الجليل، حد التحدث عن تورطه في قضايا فساد مالي، حيث قال المحمودي في هذا الإطار ”مصطفى عبد الجليل هو أكثر من قام بتجاوزات مالية في الحكومة الليبية”، مضيفا أنّه بحكم معرفته الشخصية بعبد الجليل، فإنه لا يثق فيه بتاتا رغم تظاهره بالتقوى والورع، بسبب أحكامه الجائرة ولعلاقاته السياسية المشبوهة. وحذر المحمودي الليبيين من مغبة إقدام عبد الجليل على تقسيم ليبيا، كونه مثلما وصفه، ”معروف بعنصريته، وانحداره من الشرق، سيجعله يميز تلك المناطق على باقي ربوع ليبيا”. ورد البغدادي المحمودي على تصريحات مصطفى عبد الجليل بشأنه، بأن ذكّره بأنه كان وراء إصدار أحكام بالإعدام على 80 إفريقيا، مضيفا أنه جرى التحقيق مع عبد الجليل آنذاك بخصوص هذه ”المظلمة الكبرى”، فيما اعتبر الأخير تلك الأحكام بأنها ”عمل بطولي”. كما كشف المحمودي أن مصطفى عبد الجليل عارض وبشدة إطلاق سراح الممرض الفلسطيني والممرضات البلغاريات، المحكوم عليهم من طرفه بالإعدام، مضيفا أنه سعى لعرقلة مساعي فرنسا لإطلاق سراحهم، واقترح حتى تنفيذ تلك الإعدامات، تقربا للقذافي.